أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد هجرس - اكتشافات كامل زهيرى الرائعة














المزيد.....

اكتشافات كامل زهيرى الرائعة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 10:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فى 29 مارس القادم، أى بعد أربعة شهور تكون قد مرت مائة سنة بالكمال والتمام، على أول مظاهرة شعبية ضمت عشرة آلاف مواطن سارت فى شوارع القاهرة احتجاجاً على قرار مجلس النظار – أى الحكومة المصرية بتعبيرات تلك الأيام – بإعادة قانون المطبوعات القديم الملئ بالقيود على حرية الصحافة. وبدأت المظاهرة من ميدان الأندلس قرب كوبرى قصر النيل، وانطلقت إلى قصر عابدين، لتتحول إلى ميدان الأوبرا "القديمة" وكان يقودها الشاعر محمود رمزى نظيم والصحفى أحمد حلمى رئيس تحرير "القطر المصرى".
أى أننا – نحن الصحفيين المصريين – يجب أن نستعد للاحتفال بالذكرى المئوية لخروج أول مظاهرة شعبية دفاعاً عن حرية الصحافة فى بلادنا. وهى بلاشك مناسبة مهمة ومجيدة تستحق الاحتفال اللائق.
ونحن مدينون بهذا "الاكتشاف" لـ "نقيب النقباء" كامل زهيرى الذى يكاد أن يكون هناك ارتباط شرطى بين إسمه وبين أى شئ أو حدث مهم يتعلق بحرية الصحافة.
وقد كتب هو فى إحدى مقالاته البالغة الأهمية عن هذه العلاقة فقال " كثيراً ما أعود إلى مقالات الرواد أستلهم منهم روح المقاومة من أمين الرافعى إلى عبدالعزيز جاويش ومنه إلى محمود عزمى والمازنى وعباس محمود العقاد ومحمد فريد عندما اشتد الغليان الوطنى بعد دنشواى، حين قرر الدون جورست المعتمد البريطانى تكميم الصحف وإغلاقها. وأعود إلى الإجبشيان جازيت – وكانت أيامها تنطق بلسان الاحتلال – وتقول "لابد من وضع قيود وحدود لحرية الصحافة حتى لا تتحول الحرية إلى تهور وعدوان". وتواجهها "اللواء" فى أول فبراير 1909 بقولها "ماذا يلجئ الحكومة إلى التفكير فى تقييد حرية الصحافة؟ لعلها تريد أن تبطش بالناس بطشة سببها الجلاء والاستقلال". ويكتب العقاد مقالاته النارية فى جريدة "الدستور" قائلا "لا يجوز إصدار قانون يشتمل على لائحة عامة ما لم يقدم ابتداء على مجلس شورى النواب".
وكتب محمد فريد وجدى الكاتب الموسوعى فى 26 مارس 1908: "أيها الوزراء اسمعوا .. إن ماتت الحرية اليوم فستبعث غداً".
وفى 28 مارس 1909 تنشر "مصر الفتاة" القديمة قرار مجلس النظار بإعادة قانون المطبوعات القديم الملئ بالقيود وجرائم الرأى فى صفحة مجللة بالسواد، وينتقل الغضب من الصحافة إلى الرأى العام، فتندلع المظاهرة الشعبية التى حدثنا عنها كامل زهيرى فى مطلع هذا المقال.
ويستطرد بعد ذلك قائلاً أنه أعقب ذلك قيام "الاجبشيان جازيت" بالهجوم على تلك المظاهرة قائلة "إن البوابين والبرابرة والسفرجية اشتركوا فى المظاهرات. ومالهم وحرية الصحافة وهم لا يعرفون القراءة؟!
ويعقب هو على هذا السؤال الاستنكارى الساذج بقوله: "لم تدرك صحيفة الاحتلال ببطشها الغبى أن عامة الشعب يعرفون أن الصحافة الوطنية تدافع عنهم وعن الاستقلال ومطالبة قوات الاحتلال بالجلاء. ولكن حكومة بطرس باشا غالى تطيع أوامر الاحتلال وتغلق وتصادر كل الصحف الوطنية".
لكن التعقيب الأهم هو التساؤل المثير الحائر على لسان كامل زهيرى: " والآن .. كيف لصحافة مصر أن تبقى كثيراً من قوانين الاحتلال والاستعمار والقصر وحكومات الأقلية الوطنية، محفوظة، مصونة فى ترسانة تملأ قانون العقوبات منذ عام 1883 و 1904 و1907 حتى الآن؟ وكيف يعقل أن تستمر هذه القوانين قائمة تستعين بها السلطة إن شاءت أو أرادت الكيد لحرية التعبير والصحافة؟ وهل يعقل أن تظل حرية الصحافة هى القضية المؤجلة، يتحايلون على تأجيلها وتبريرها بين الأمس واليوم، ولا أقول غدا أيضاً؟"
الاجابة على هذا السؤال الحائر تحيلنا إلى استنتاج أن "مصر بلد العجائب لأن مصر لها كل هذا التراث الديموقراطى، حيث كان دستور 1866 من الموجة الثانية فى دساتير العالم كما يقول المؤرخ هوربو، وحيث عرفت مصر كل هذا النضال الطويل لتحرير إصدار الصحف ومنع الرقابة".
لذلك يقول كامل زهيرى "لم أجد تفسيراً واحداً. ومن الطبيعى أن تطالب المعارضة بإلغاء القيود والسدود. ولكن الطبيعى أيضاً وليس من باب السذاجة أن تتخذ الحكومة موقفاً صريحاً من حرية الصحافة، وأن تلغى العقوبات الموروثة منذ ايام كرومر وجورست وبطرس غالى وتوفيق نسيم ومحمد محمود وإسماعيل صدقى. ومن هنا نبدأ ويبدأ الاصلاح لأن الدفاع عن حرية الصحافة دفاع عن حرية الوطن والمواطن".
هكذا نكتشف أن كامل زهيرى عندما يأخذ أيدينا ويبحر بنا بين أمواج التاريخ لا يريد أن يحكى لنا حكايات مسلية، بل أن يأخذنا إلى الماضى ليعيدنا بقوة إلى الحاضر ويضعنا أمام مسئولياتنا المباشرة مثلما فعل آباؤنا وأجدادنا.
وليس هذا – على أهمية القصوى – سوى واحد من أبعاد متعددة ومستوى واحد من مستويات كبيرة يجب الاحاطة بها عند محاولة الحديث عن هذه الشخصية الاستثنائية : كامل زهيرى الذى فقدته الصحافة المصرية والعربية يوم الأثنين الماضى فى وقت هى أحوج ما تكون فيه إليه وإلى أمثاله من الفرسان الحقيقيين.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم1 ..الشيوعيون.. حدوتة مصري ...
- نهاية عصر الدولار
- عادل سيف النصر
- عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!
- مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول
- من مبطلات الصيام: تقرير الحريات الدينية
- أشواك فى طريق حب الوطن
- اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين
- الدولة تسحب استقالتها!
- تخاريف صيام!


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد هجرس - اكتشافات كامل زهيرى الرائعة