أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول














المزيد.....

مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 05:57
المحور: حقوق الانسان
    


ليس من بين هواياتي »التهليل« لتصريحات وقرارات المسئولين وكيل المديح لها ووصف كل موقف يتخذه هذا المسئول أو ذاك بأنه موقف »تاريخي«.
لكن القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس حسني مبارك يوم الاثنين الماضي بالعفو عن عقوبة الحبس الصادرة بحق إبراهيم عيسي رئيس تحرير صحيفة »الدستور« في القضية المتعلقة بما نشرته الصحيفة العام الماضي عن صحة الرئيس، يستحق الإشادة الصريحة.
فهذه هي المرة الأولي التي يستخدم فيها الرئيس مبارك حقه الدستوري لمنع حبس صحفي، وهذا في حد ذاته أمر حسن وطيب جدا.
ولا يقل أهمية عن ذلك أن مبارة الرئيس مبارك تعطي قوة دافعة لمساعي الصحفيين المصريين الرامية إلي إزالة وصمة الحبس في قضايا النشر التي لم يعد لها وجود في معظم بلدان العالم، والمضي قدما في طريق المطالبة بإلغاء التشريعات التي تجيز العقاب الجسدي التي ولي زمانها وحلت محله عقوبات أخري مثل الغرامة والمحاكمة التأديبية من قبل الجهة النقابية المسئولة عن تفعيل ميثاق الشرف الصحفي.
ومع الترحيب، كل الترحيب، بمبادرة الرئيس مبارك، فإنها تظل إجراء »استثنائيا«، وليس المطلوب »استثناء« فقط، وإنما »قاعدة« عامة تشمل الجميع في الحاضر والمستقبل، ولن تتحقق هذه القاعدة دون إلغاء التشريعات التي تجيز الحبس في قضايا النشر، وغني عن البيان أن الرئيس مبارك هو ذاته كان صاحب الوعد بالعمل علي إلغاء هذه التشريعات، لكن ترزية القوانين التفوا ـ كالعادة ـ علي هذا الوعد وعطلوه وقتا طويلا، إلي أن تحينوا الفرصة لتفريغه من محتواه، وقد آن الأوان لإعادة وضعه علي جدوي الأعمال.
ونحن نعرف أن هذه عملية لن تتم بين عشية وضحاها، وإنما نحتاج إلي عمل وجهد من الجماعة الصحفية من أجل كسب المجتمع وتأييد أوسع قطاعات ممكنة من الرأي العام لهذه القضية العادلة، التي لا تحقق »امتيازا« للصحفيين، أو تضع »ريشة« علي رؤوسهم، وإنما تعطي ضمانا للمجتمع بأسره في ألا يهتز قلم في يد صحفي، أو يختنق رأي في صدر مواطن، خوفا من سيف الحبس المسلط علي الرقاب.
ونعرف أن آليات إلغاء هذه التشريعات الاستبدادية البالية يجب أن تصل في نهاية المطاف إلي البرلمان، بمجلسيه، بما يعني ضرورة العمل علي كسب تأييد أغلبية النواب لهذا المطلب الديمقراطي.
ورغم أنه من المفروض أن تكون مبادرة الرئيس مبارك قوة دافعة لهذه المساعي، فإننا ندرك أنها ستستغرق وقتا، علي الأقل لأن أعداء حرية الصحافة لن يقفوا مكتوفي الأيدي، ولن يتخذوا موقف المتفرج، وإنما سيشنون هجوما مضادا ويتحينون الفرصة لتأليب الرأي العام علي الصحافة والصحفيين من أجل حماية مصالحهم التي تقدر بالمليارات والتي لا تنمو إلا في الظلام، وبهذا المعني فإن أعداء حرية الصحافة لا يمكن الاستخفاف بهم لأنهم يشكلون حلفا واسعا للفساد والاستبداد.
ولأن الطريق لإلغاء هذه التشريعات الاستبدادية ليس قصيرا، وليس مفروشا بالورود، فإنه يجب علينا ـ إلي جانب السير الحثيث عليه ـ أن نحاول رفع سيف الحبس المرفوع ـ بالفعل ـ فوق رؤوس عدد من زملائنا.
وبهذا الصدد، فإننا نتطلع إلي فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي إمام الجامع الأزهر، ونناشده أن ينظر بعين الاعتبار إلي مبادرة الرئيس، ونرجو ألا نكون مخطئين إذا اعتقدنا أن فضيلة الإمام الأكبر سيربأ بنفسه أن يكون أقل تسامحا من رئيس الجمهورية، أو أن يكون رئيس المؤسسة الدينية الرسمية أكثر تشددا من رأس السلطة السياسية، أو أن يكون »السياسي« و»رجل الدولة« أوسع صدرا من »رجل الدين«.
وهذا الأمل يجعلنا ننتظر مبادرة مماثلة لمبادرة الرئيس مبارك من فضيلة الإمام الأكبر، فليس معقولا أن يغلق رئيس الدولة الطريق أمام حبس إبراهيم عيسي ويفتح شيخ الأزهر بوابات السجن لعادل حمودة.. ثم أي صحفي بعده.
ونظن ـ وليس كل الظن إثم ـ أن فضيلة الإمام الأكبر لن يقبل علي اسمه المحترم ومكانته المهيبة ومقامه الرفيع أن يقترن ـ في المستقبل ـ بصفته سجان أبنائه الصحفيين، حتي لو كان منهم من جانبه الصواب.
وكل هذه المسوغات تجعلنا نتوقع مبادرة إيجابية من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر تثلج قلوب الصحفيين، مثلما أسعدتهم مبادرة مبارك.
أما أعضاء الحزب الوطني الذين أقاموا دعاوي قضائية ضد أربعة آخرين من زملائنا رؤساء التحرير فلعل وضعهم أقل صعوبة، فليس معقولا أن يقوم رئيس الحزب الوطني بخطوته الإيجابية الرائعة لمنع حبس إبراهيم عيسي ويرفض أعضاء قاعديين ـ أو حتي قياديين ـ في الحزب نفسه الاقتداء برئيسهم وزعيم حزبهم، أو أن يسير رئيس الحزب في اتجاه، بينما يسير أعضاء في الحزب ذاته في الاتجاه المعاكس.
ولذلك فإننا نأمل أن يتحلي هؤلاء علي الأقل بالالتزام الحزبي ويسحبوا هذه الدعاوي القضائية.. ويا دار ما دخلك شر، ونفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الصحافة والمجتمع بعيدا عن هذا الاحتقان وتلك العصبية.
ويكفي أن نري الكم الهائل من الارتياح الذي عكسه قرار الرئيس مبارك نموذجا لذلك.
ونحن بحاجة ماسة إلي هذا الانفراج في المناخ الداخلي من أجل مواجهة تحديات داخلية وإقليمية وعالمية هائلة تحمل أخطارا فادحة علي وجود أمتنا وبقائها في هذا العالم المضطرب، بدلا من التفرغ لمعارك صغيرة وتافهة حول قضايا بالية.. الكسبان فيها والخسران سواء بسواء.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مبطلات الصيام: تقرير الحريات الدينية
- أشواك فى طريق حب الوطن
- اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين
- الدولة تسحب استقالتها!
- تخاريف صيام!
- تضميد جراح الدويقة .. -حين ميسرة-!
- تقرير درويش: الحكومة ضد الحكومة -2-2-
- رثاء للدويقة.. بقلم أحمد بهاء الدين!
- اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!
- مصر الأخرى!
- مبروك للدمايطة.. على الانتصار فى نصف المعركة
- من يستحق التعويض .. -أجريوم- أم -دمياط-؟!
- تسليم وتسلم!
- إحرقوا كتب الفلسفة.. اليوم قبل الغد!!
- وثيقة مستقبل مصر «2»
- الجريمة... والعقاب
- تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)
- دبرنا يا وزير!
- وقفة احتجاجية.. من أجل البحث العلمي!
- دماء على رمال مرسى مطروح !


المزيد.....




- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول