أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - تضميد جراح الدويقة .. -حين ميسرة-!














المزيد.....

تضميد جراح الدويقة .. -حين ميسرة-!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:49
المحور: حقوق الانسان
    


هل مازالت هناك جدوي من الكلام. أم أن أي كلام أصبح مثل النفخ في القربة المثقوبة أو الحرث في الماء الذي لا فائدة منه؟
إن كارثة العدوان الغاشم لصخور المقطم الجبارة علي بيوت الصفيح المتهالكة للدويقة ليست مفاجئة لأحد. بل إن هناك تحذيرات متعددة من حدوثها ومن آثارها المأساوية تعود بعض تقاريرها إلي عام 1994. أي منذ أكثر من أربعة عشر عاماً. وهذه التقارير يعود بعضها لجهات علمية رسمية رفيعة المقام. عكفت علي دراسة صخور جبل المقطم و"الفوالق" النشطة والخاملة الموجودة في هذا الجبل. وخرجت بتوصيات محددة سلمتها علي "سركي" إلي الجهات الحكومية المسئولة في الإدارة. وكالعادة مارست هذه البيروقراطية المصرية المتغطرسة عادتها المفضلة وركنت تلك التقارير. بتوصياتها. علي الرف: تاركة "الناس اللي تحت". الذين أجبرتهم علي سكني هذا السفح الموحش قسوة الحياة وتغول رأسمالية جديدة بلا قلب وبلا رؤية تاريخية أو ضمير اجتماعي. بينها وبين نموذج طلعت حرب مسافة سنوات ضوئية.
وكالعادة أيضاً لم يتورع البعض- بعد أن وقعت الفأس في الرأس وحدث ما حذرتنا منه تقارير جهات علمية محترمة- لم يتورع هؤلاء عن "لوم الضحية". وتحميلهم مسئولية موتهم وموت ذويهم وخراب بيوتهم البائسة أصلاً. فما الذي جعلهم يسكنون هذه المنطقة؟ وما الذي جعلهم يخالفون القانون ويبنون تلك العشش غير الآدمية في سفح الجبل؟ ولماذات لم يهجروها عندما رأوا بوادر الخطر؟
وهذه كلها أسئلة استفزارية تنم عن غطرسة. بل ووحشية. فما دفع هؤلاء "المواطنين" إلي تجرع "المر" هو "الذي أكثر مرارة منه". فهؤلاء لم يكن أمامهم "خيارات". بل كانت الضرورة هي التي دفعتهم إلي سكني القبور والرضي بالموت الاجتماعي بصحبة شواهدها. مثلما دفعت أكثر من 12 مليون مصري إلي العيش فيما يقرب من ألف عشوائية. أي أن سكان العشوائيات يزيد عددهم علي عدد سكان دول الخليج مجتمعة أو ثلاثة أضعاف سكان دولة مثل لبنان.
ويتناسي من يلومون الضحية يأن حق الحصول علي مسكن آدمي هو أحد حقوق الإنسان. وأحد الواجبات الرئيسية للدولة.
وبالتالي فإن تكاثر العشوائيات بهذه الصورة المخيفة. التي أصبحت تمثل حزاما للفقر والفقراء حول العاصمة ومعظم المدن المصرية. يعبر عن خلل جوهري في سياسات الاسكان التي تبنتها الحكومات المتعاقبة.
ومن المفارقات المثيرة للعجب أن الكارثة الأخيرة. وقعت في منطقة تدخل في نطاق الدائرة الانتخابية للدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الاسكان الأسبق. لكن الوزير لم يفعل شيئاً لأولئك المواطنين الغلابة الذين يفترض أنه يمثلهم. كما يفترض أن أصواتهم هي التي أوصلته إلي كرسي البرلمان.
ومع ذلك فإنه لا هو ولا سلفه ولا خلفه من وزراء الإسكان فعلوا شيئاً لإنقاذ ملايين من المواطنين المصريين يعيشون في هذه العشوائيات. وبدلاً من وضع خطة طويلة المدي لإزالة هذه الوصمة. تم التوسع في إنشاء "مستوطنات" للقصور الفاخرة والشاليهات السوبر لوكس والمنتجعات التي تتضاءل أمامها مثيلاتها في الريفييرا.
حتي هضبة المقطم التي سقطت بعض صخورها لتقتل عشرات الغلابة وتدفن تحت الأنقاض أعداداً لا يستطيع أحد إحصاءها إلي الآن علي وجه اليقين. تشهد هي الأخري استعدادات تجري علي قدم وساق لإنشاء مستوطنة من هذا القبيل.
وكالعادة كذلك لم يعد هناك معني للمطالبة بالمحاسبة. الجنائية والسياسية. عن هذه الكارثة فالمصائب التي جرت قبل كارثة الدويقة. كانت الواحدة منها كفيلة بالإطاحة بالحكومة بأسرها. لكن شيئاً لم يحدث وكان التبرير هو سيد الموقف. كما كانت المسكنات الوقتية هي الروشتة المعتمدة. مصحوبة بتعويض لايزيد علي بضعة آلاف لأهالي الموتي وآلاف أقل للمصابين. مع وعود بوضع خطة لحل المشاكل في أجل غير مسمي. أو "حين ميسرة"!
وبالمناسبة ولأن الشيء بالشيء يذكر.. فلعلكم تذكرون أن المخرج خالد يوسف تعرض لهجوم عنيف بسبب فيلم "حين ميسرة" الذي كان بطله هو العشوائيات وعالمه غير الآدمي وقال البعض أنه لجأ إلي المبالغة والتهويل.
الآن.. يبدو أن خالد يوسف كان رحيماً في تناوله لهذا العالم السفلي. وأن الحقيقة أكثر بشاعة من الصورة القبيحة التي سجلها الفيلم.
فهل مازالت هناك جدوي من الكلام. والمطالبة بمحاسبة المسئولين عن هذه الكارثة واستئصال الأسباب التي كانت سبباً في وقوعها. أم أن أي كلام أصبح كنفث الدخان في الهواء؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير درويش: الحكومة ضد الحكومة -2-2-
- رثاء للدويقة.. بقلم أحمد بهاء الدين!
- اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!
- مصر الأخرى!
- مبروك للدمايطة.. على الانتصار فى نصف المعركة
- من يستحق التعويض .. -أجريوم- أم -دمياط-؟!
- تسليم وتسلم!
- إحرقوا كتب الفلسفة.. اليوم قبل الغد!!
- وثيقة مستقبل مصر «2»
- الجريمة... والعقاب
- تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)
- دبرنا يا وزير!
- وقفة احتجاجية.. من أجل البحث العلمي!
- دماء على رمال مرسى مطروح !
- هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!
- .. و على المتضرر اللجوء الى .. الجماهير
- السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير
- -الشخص-.. الذى نحب أن نكرهه!
- شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»
- تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - تضميد جراح الدويقة .. -حين ميسرة-!