أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»














المزيد.....

شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:37
المحور: المجتمع المدني
    


لا يكاد يمر يوم دون أن تكون هناك ندوة أو أكثر حول هذا الموضوع أو ذاك، بحيث أصبح ممكنا أن نتحدث عن «بيزنس الندوات» الذي أصبح مجالاً كاملاً لنشاط يجني من ورائه البعض أرباحاً طائلة أو وجاهة اجتماعية سهلة أو علاقات عامة تفيد في يوم من الأيام أو حقلاً خصباً لجهات أجنبية تقوم بالتمويل ليس من أجل سواد عيوننا بالطبع وإنما من أجل خدمة أجندات خفية.
حتي جمهور هذا النوع من الندوات له صفات محددة، لدرجة أنك يمكن أن تقابل نفس الوجوه في ندوات لا يوجد شيء مشترك بين موضوعاتها.
وإلي جانب «محترفي» الندوات يوجد سلوك عجيب لنوعية أخري من المشاركين في هذه الندوات، حيث تجد القاعة مكتظة ولا يوجد بها كرسي واحد شاغر في الجلسة الأولي، وبعد أن تنتهي هذه الجلسة ويغادرها معالي الوزير أو المسئول الكبير الذي يلقي الكلمة الافتتاحية ينفض المولد ويرحل معظم الحاضرين الذين كان كل همهم أن يري الوزير أو المدير وجوههم ويثبتوا حضورهم. وعادة ما يرحلون بعد أن يقوموا بزيارة «البوفية».
لكن هناك نوعاً آخر من الندوات لا علاقة له بهذه السخافات.
ومن هذا النوع الأخير تلك الندوة الحية والمفيدة التي نظمتها وادارتها نيرمين نور رئيسة جمعية شباب المصدرين، في مكتبة مبارك العامة بالجيزة، وتحدث فيها اسماعيل حسن محافظ البنك المركزي السابق ورئيس بنك مصر - إيران وكاتب هذه السطور، عن حاضر ومستقبل الإصلاح الاقتصادي في مصر وهي الندوة التي نقلت أغلب وقائعها عدة صحف وقنوات تليفزيونية.
وليس المهم والمتميز في هذه الندوة موضوعها فقط، فهذا الموضوع تتناوله كثير من اللقاءات وحلقات النقاش والمؤتمرات من مداخل شتي، وانما المهم حقا هو نوعية الحضور، فقد كان ملفتا للنظر أن هذه الشابة المتحمسة والمسكونة بأحلام ايجابية ومخلصة عن مستقبل مصر قد نجحت في نقل العدوي الحميدة للمشاركة الايجابية إلي كوكبة متميزة من الشباب الذين حرصوا علي الحضور والإدلاء بآرائهم والدفاع عن وجهات نظرهم بقوة وأدب.
وتستحق نيرمين نور التحية لهذا الجهد الدءوب الساعي لحث الشباب علي التخلي عن السلبية والانامالية والاقبال علي الاهتمام بالشأن العام من خلال برنامج جيد يحمل إسماً بالغ الدلالة والايجابية هو برنامج «شارك».
والي جانب هؤلاء الشباب الذين هم «أصحاب الفرح» - الحقيقيون - حضر عدد من الشخصيات العامة، منهم ممثلون عن وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا ووزير الدولة للشئون القانونية الدكتور مفيد شهاب، ومن رجال الأعمال عادل العزبي، ومن رجال الادارة الدكتور علي درغام العضو المنتدب لشركة المعادي للتنمية العقارية، ومن رجال الفن والأدب الفنان عز الدين نجيب، ومن رجال السياسة ماجد الشربيني عضو مجلس الشوري وأمين العضوية المركزية بالحزب الوطني الديمقراطي وعضو اللجنة التشريعية بالمجلس القومي للمرأة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة «وادينا» للتنمية البشرية.
وقد نجحت نيرمين نور في ادارة حوار خلاق بين الشباب وبين هذه الشخصيات العامة، فضلا عن المنصة بطبيعة الحال.
وكان جميلاً أن يعبر الشباب عن آرائهم بصراحة، وكان الأجمل أن ماجد الشربيني استقبل هذه الآراء برحابة صدر، ومع انه من قيادات الحزب الوطني الحاكم فإنه لم يقع في الخطأ المتكرر والشائع بالاكتفاء بترديد أن كل شيء تمام وعلي ما يرام وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان.
فهذا خطاب عقيم لا يحل ولا يربط ولا يقنع شابا ولا حتي طفلا.
علي عكس ذلك رحب بانتقادات الشباب، وشجعهم علي المصارحة، وشجعهم علي المشاركة باعتبار أن هذه هي الخطوة الأولي لحوار مجتمعي محترم ومثمر.
وفضلا عن ذلك فإن ماجد الشربيني قد أضفي علي النقاش روحاً إيجابية بتعقيبه المسهب علي المنصة، التي تحدثت طويلا عن الأوضاع الاقتصادية ومن بينها العجز في الموازنة العامة والعجز في ميزان المدفوعات، فطالب بالتصدي لشكل آخر من أشكال العجز التي نعاني منها، ألا وهو «العجز في الميزان الثقافي»، وهي لمحة ذكية فتحت أبوابا فسيحة لمناقشة الخطاب الثقافي السائد والحاجة إلي إصلاح حقيقي للخطاب الديني ومواجهة تركة ثقيلة من الثقافة اللاعقلانية وغير العلمية، فضلا عن إعادة الاعتبار إلي العلم والعلماء والبحث العلمي باعتبار أن مواجهة جميع مشكلاتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لن تكون مجدية إلا بالعلم والبحث العلمي.
ورغم انني لست من «المغرمين» أو «المتيمين» بالحزب الوطني وسياساته فإن الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن هناك عدداً من قياداته بدأ يستخدم لغة جديدة غير اللغة الخشبية المعهودة، ولعل هذه اللغة الجديدة، لغة الحوار والرغبة في التفاهم مع وجهات النظر الأخري، أن ترتفع نبرتها ومساحتها وعدد الناطقين بها وأن تتحول إلي رغبة في الحوار الجاد بين أبناء آلجماعة الوطنية علي اختلاف مدارسها لصياغة رؤية مستقبلية لبلدنا، وبلورة استراتيجية شاملة تستجيب للمستجدات والتحديات علي الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي.
ومن هذه الزاوية يستحق برنامج «شارك» الذي تتبناه تلك الشابة المتحمسة والمخلصة، نيرمين نور رئيسة جمعية شباب المصدرين، الدعم والمساندة، ليس فقط لأنها لا تتلقي دعما مباشراً أو غير مباشر من أحد في الداخل أو في الخارج، وإنما أيضاً لأن مثل هذه المبادرات الأهلية والمنطلقة من قنوات وشخصيات «مستقلة» وغير متورطة في المناورات والألاعيب الحزبية ذات النظرة الضيقة، ناهيك عن الأجندات الأجنبية الخفية، يمكن أن تؤدي إلي فتح ثغرة في جدار السلبية السميك والعتيق، لأنه بدون النجاح في جذب الأغلبية الصامتة، التي يزيد حجمها علي 75% من المصريين، فإن أي حديث عن الإصلاح أو الديمقراطية أو المستقبل يصبح مجرد ثرثرة فارغة لا جدوي منها.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى (2)
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى: يوم الاعتذار القومى
- فتنة ملوي.. واستراتيجية المصاطب!
- عشاء ساخن جداً مع سفير كندا
- أجريوم .. شكرا
- سر أجنحة كلمات الأبنودى
- قنبلة طلخا... الموقوتة
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«
- مطلوب تفسير من وزير الصحة
- هوامش على دفتر النكبة (2)
- دمياط تتحدى دافوس !
- هوامش على دفتر النكبة
- الفوضى -الهدامة-


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»