أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - عش الدبابير !














المزيد.....

عش الدبابير !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 07:35
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


سعدت جداً بالمشاركة فى حلقة نقاشية جمعت الغرفة التجارية للقاهرة والجمعية الإعلامية للتنمية وحماية المستهلك.
اللقاء جاء ثمرة مبادرة لحوار جاد بين التاجر (ممثلاً فى الغرفة التجارية) والمستهلك (ممثلاً فى جمعية حماية المستهلك)، وهو حوار تأخر كثيراُ لأن المفترض أن الطرفين متكاملان ولا يستغنى أحدهما عن الآخر، وبالتالي لا يمكن أن يكونا "متخاصمين" فى كل الأوقات، وبالذات فى وقت الأزمة وارتفاع الأسعار التى تكوى الجميع دون استثناء.
ولأن الحوار بين الطرفين كان بمثابة "الفريضة الغائبة"، فانه كان من الطبيعى أن تملأ "الهواجس" و "الشكوك" هذا الفراغ.
وربما عبرت سعاد الديب رئيس مجلس إدارة الجمعية الإعلامية للتنمية وحماية المستهلك عن ذلك بعفوية حينما قالت فى بداية كلمتها فى هذا اللقاء غير المسبوق: "عندما فكرت فى تنظيم هذه الحلقة النقاشية والحضور إلى مقر غرفة تجارة القاهرة راودنى الشعور بانى ادخل عش الدبابير"!
وما اسعدنى أكثر من عقد اللقاء فى حد ذاته، هو الروح التى سادته. حيث حرص محمد المصرى رئيس اتحاد الغرف التجارية ، اى شهبندر تجار مصر، على الحضور والمشاركة بفاعلية. ونفس الشئ ينطبق على رئيس غرفة القاهرة على مصطفى موسى والسيدة ليلى البيلى ووكيلى الغرفة طلعت القواس ومحمد عبد الشافى .
وهذه لم تكن مشاركة شكلية، وانما كانت مشاركة ايجابية وواعية . فقد انطلق محمد المصرى من التأكيد على أن حماية التجارة (والصناعة) لا تتحقق إلا برضى المستهلك. وأعرب عن إيمانه بالدور المنوط بجمعيات حماية المستهلك، بل أبدى أسفه لضعف إمكانيات هذه الجمعيات فى الوقت الراهن، وتشتت جهودها "الفردية" . وقدم تحليلاً جيداً لازمة الأسعار الحالية يتجاوز تبادل الاتهامات ويضع يده على الأسباب العالمية والمحلية لانفلات الأسعار وتجاوزها كل التوقعات، بدءا من ارتفاع أسعار البترول، وتراجيديا الوقود الحيوى، والدخول القوى للهند والصين إلى أسواق الاستهلاك، والتغيرات المناخية، وهى كلها أمور تبعث على الاعتقاد بان الأسعار ستظل مرتفعة، بل وستواصل الارتفاع لسنوات قادمة، الأمر الذى يتطلب تعاون المجتمع والحكومة، وتعاون المنتج والمستهلك والتاجر للتخفيف من حدة هذه الأزمة التى لن تحل بتوجيه الاتهام إلى "التجار الشجعين"، مبديا أسفه لهذا التعميم الذى يتنافى مع طبائع الأمور .
وأشار إلى أن التوازن الغائب هو التوازن بين الأجور والأسعار، كما أن جذر الأزمة هو ضعف الإنتاج وبالذات الإنتاج الزراعي، الأمر الذى أدى إلى اتساع الفجوة الغذائية التى جعلت مصر اكبر مستورد للحبوب فى العالم حيث نستورد 75% من غذائنا. أضف إلى ذلك عشوائية الأسواق وبدائية الكثير منها وما يترافق مع ذلك من إهدار كبير ومروع.
وفى ظل مثل هذه الأرقام الصعبة يصبح الحفاظ على السلام الاجتماعى مطلباً بالغ الأهمية لن يتحقق إلا برضي المستهلك.
وامسك محمد مصطفى موسى بهذا الخيط ليؤكد أن تنظيم السوق له أربع ركائز تتمثل فى وفرة السلع، وتوافر المعلومة ، والرقابة الواعية والرشيدة على الأسواق، والتوعية المجتمعية, وهذه الركائز الأربعة تحتاج كلها إلى إصلاح حقيقى حتى تختفى شكوى الناس من الأسعار.
وبدوره رحب طلعت القواس بدور أجهزة حماية المستهلك الذى تأخر كثيراً، وطالب بزيادة إمكانيات هذه الأجهزة حتى تتحقق لها الفاعلية المطلوبة، وان كان قد انتقدها ضمنياً بإشارته إلى اتهامها الكثير من اصناف المياه المعدنية بأنها غير مطابقة للمواصفات ثم تراجعت وفضلت البحث عن "مواءمة" لإغلاق ملفات هذا الموضوع. وأكد القواس على أهمية التوصل الى مواثيق شرف مع التجار لتلافى الممارسات غير المقبولة والزيادات غير المبررة فى الأسعار، لكن قبل ان يجف المداد الذى تم توقيع هذه المواثيق به يتم التهجم على التجار بكافة الأساليب!
باختصار.. أبدى ممثلو التجار ترحيبهم بدور فعال لجمعيات حقوق المستهلك، وترحيبهم بالتعاون المجتمعى لتخفيف آثار حريق الأسعار، ليس فقط بتجنب الممارسات الضارة والجشعة وإنما أيضا بعلاج الجذور الأعمق لهذه الأزمة.
ومن جانبها أوضحت سعاد الديب، ممثلة جمعيات حماية المستهلك ، أهمية الشراكة بين غرف التجارة وجمعيات حماية المستهلك من أجل احتواء الغضب الاجتماعى. بينما أكد الدكتور حمدى عبد العظيم أن مشكلة الأسعار ترتبط بغياب الرؤية الاستراتيجية لقضية الإنتاج، وإهمال مسألة رفع نسبة الاكتفاء الذاتى وبخاصة من السلع الغذائية الضرورية، وغياب المعلومات التى يؤدى توافرها إلى كشف الكذب وسوء التخطيط.
وبالإجمال.. فان هذا الاجتماع كان "بروفة" مصغرة ناجحة لما ننادى به حوار مجتمعى اشمل يكلله مؤتمر عام ، على غرار المؤتمر الذى عقده الرئيس حسنى مبارك فى بداية توليه الحكم، يشارك فيه ممثلو جميع الفصائل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لوضع رؤية مستقبلية تقتحم "عش الدبابير" الحقيقي، الذى هو التحديات المحلية والإقليمية والعالمية لمشروع "نهضة مصر".



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«
- مطلوب تفسير من وزير الصحة
- هوامش على دفتر النكبة (2)
- دمياط تتحدى دافوس !
- هوامش على دفتر النكبة
- الفوضى -الهدامة-
- علاوة الأسعار (2)
- علاوة الاسعار !
- من جزارين إلي رشيد نقطة نظام
- هذا السونامى القادم .. يا حفيظ (2)
- ديموقراطية جديدة لمجتمع المعلومات (1)
- هذا السونامى القادم ... يا حفيظ!
- سيناء: ثنائية التحرير والتعمير
- محافظ دمياط... تعظيم سلام!
- لماذا يطالب الناس بالتغيير .. ثم يتحسرون على الماضى؟!


المزيد.....




- سويسرا ترفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا
- 30 ألف إسرائيلي يطالبون بالتعويض عن الهجمات الإيرانية في الأ ...
- سوريا ترحب بقرار سويسرا رفع العقوبات الاقتصادية
- أردوغان يتعهد بتعزيز إنتاج الصواريخ في تركيا مع تصاعد الحرب ...
- “بدون كفيل” شروط وخطوات التقديم على الإقامة الذهبية الإمارات ...
- بوركينا فاسو وروسيا توقعان اتفاقية إقامة محطة نووية لإنتاج ا ...
- استنزاف مالي عميق في إسرائيل خلال أسبوع من الحرب مع إيران
- دول الخليج تزيد صادراتها من النفط تحسبا لأي اضطرابات
- لمكافحة الهجرة غير الشرعية.. ميلوني تقترح خطة لتعزيز اقتصادا ...
- مستقبل السلع والذهب وسط نيران الحرب


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - عش الدبابير !