أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هذا السونامى القادم ... يا حفيظ!














المزيد.....

هذا السونامى القادم ... يا حفيظ!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هروبا من المشاكل السياسية أن نتحدث اليوم عن التغيرات المناخية ، فهذه الأخيرة سيكون لها آثار مروعة اكبر من الزلازل السياسية ، ثم إن نصيب مصر منها ليس قليلا بل انه مخيف و يستحق أن نستعد له من اليوم قبل الغد ، فضلا عن أن مواجهة هذه الكارثة الكونية هى عمل سياسي فى الاعتبار الأول ، و العجيب أن الصحف و الفضائيات تقوم بالتغطية الصحفية و التليفزيونية لعدد هائل من الندوات رغم أن كثيرا منها قليل الأهمية إن لم يكن بالغ التفاهة .
و مع ذلك فإنها تجاهلت كلها أو معظمها ندوة خطيرة احتضنتها الجامعة البريطانية
فى مصر و كان موضوعها "مصر وتغير المناخ فى القرن الحادي و العشرين" .
و للآسف الشديد لم تمكنني الظروف من حضور هذه الندوة ، لكنني عرفت تفاصيلها بفضل العالم الجليل الدكتور حسن معوض الحائز على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم و الرئيس السابق لمدينة مبارك للعلوم والتكنولوجيا و الأستاذ المرموق بالمركز القومى للبحوث وأحد كبار علماء مصر.
و من خلال العرض الدقيق الذي قدمه الدكتور حسن معوض نعرف ان الندوة تحدث بها اثنان من اكبر علمائنا هما الدكتور مصطفي كمال طلبة و الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص ، و كل منها حجة علمية على المستوى العالمي و ليس على المستوى المصري و العربى فقط . و هذا يعنى أنهما عندما يتحدثان يجب أن نتصت باهتمام شديد.
الدكتور طلبه تحدث عن قصة تغير المناخ فى العالم مؤكداً ان التغيرات المناخية و الاحتباس الحرارى لم تعد موضوع نقاش بل أصبحت حقيقة واقعة ، حيث ارتفعت درجة حرارة الأرض فى السنوات الماضية حوالي سبعة عشر درجة مئوية و من المنتظر ان تزداد بحلول عام 2050 درجتان إضافتيان ، ثم ثلاث درجات أخرى عام 2100 ليكون إجمالي الزيادة 5.7 درجة مئوية .
و قد يتبادر إلى ذهني ان خمس درجات إضافية لا تمثل أهمية لكن بمراجعة تغير المناخ العالمي نلاحظ أنة فى العصر الجليدي كانت الحرارة اقل من متوسط معدلها بحوالي خمس درجات فقط ، بمعنى ان التغير فى حدود خمس درجات سواء بالنقص أو الزيادة . يمكن أن يحدث تغيرات رهيبة جدا . ولا يجوز مقارنة ذلك بالفرق بين درجة حرارة الصيف و الشتاء أو النهار والليل من منطقة إلي أخرى فى نفس البلد لأن التغير المناخي مرتبط بتغير متوسط درجة حرارة الأرض الثابتة و ليس الطارئ
لكن ما يهمنا هنا بالدرجة الأولى هو هل تتأثر مصر بهذه التغيرات؟!
و الإجابة هى للآسف الشديد نعم .. توجد أخطار تهدد مصر نتيجة تغير المناخ ومنها :
1- سوف يرتفع سطح البحر الابيض المتوسط نتيجة تمدد المياه بما يعادل
نصف متر عام 2050، و بعض العلماء اكثر تشاؤما حيث يتوقعون أن يحدث ذلك عام 2035 . و سيحدث ذلك نتيجة تمدد مياه البحار و المحيطات وذوبان الجليد على الجبال الشمالية و الجنوبية
2-فى السيناريو الأول سيتسبب ارتفاع مياه البحر المتوسط نصف متر فى غرق أو تملح 12-15 % من اراضي الدلتا.
3- سوف يتم تهجير عدد يترواح بين 5 و 6 مليون مواطن من الدلتا
4- سيؤدى ارتفاع سطح البحر الى زيادة سرعة الرياح و ارتفاع الأمواج مما سيتسبب فى نقص الأسماك .
5- سوف تتأثر الثروة الحيوانية بشدة حيث ستنقرض الخراف و الماعز فى الساحل الشمالي وتقل إنتاجية المراعى ، ومن المحتمل ان تنخفض الثروة الحيوانية بمعدل 50% .
6- سوف تقل إنتاجية المحاصيل الزراعية الاستراتيجية الموجودة حاليا ، لان محصولا مثل القمح يحتاج ألي ستة اشهر فى الأرض ، و عند ارتفاع درجة الحرارة
سوف ينضح مبكرا ربما فى 4 شهور فقط – و هذا سيؤدى إلي تاثر الإنتاجية
و هو نفس مصير المحاصيل الزيتية .
7- الجذب السياحي للبحر الاحمر مرتبط بالغوص و الشعب المرجانية ذات الألوان المبهرة ، و قد اتضح ان ارتفاع درجة الحرارة سوف يجعل كل الشعب المرجانية بيضاء اللون وهذا سيؤدى إلى تأثر السياحة تأثرا سلبياً شديداً.
8- سيقل إيراد نهر النيل إلى 70% وهى مشكلة خطيرة.
9- سوف يؤدى تغير المناخ إلى اضرار صحية بالغة إما للتأثير المباشر للحرارة العالية على كبار السن والأطفال، أو اتساع نطاق توطن أمراض خطيرة مثل الملاريا حيث ان ارتفاع درجة الحرارة سوف يساعد على هجرة البعوض المسبب لها شمالاً ليصل إلى مصر ويعبر البحر المتوسط ويصيب بلدان فى أوروبا (مع العلم بأن أوربا تضع حالياً خطط طوارئ لمجابهة هذه المشكلة).
هذه الأخطار لا يجب انتظارها كما لو كانت قضاء وقدراً لا نملك سوى الدعاء بـ "اللطف" فيه، وإنما هناك حلول يطالب الدكتور مصطفى كمال طلبه بالتأهب لوضعها موضع التنفيذ.. منها:
1- بناء سدود لحماية الشواطئ من ارتفاع سطح البحر على غرار ما تم عمله فى رأس البر.
2- وقف التوسع فى الاستثمار فى صناعات جديدة فى المناطق القريبة من السواحل (40% فى الاسكندرية) والرجوع إلى الخلف فى الصحراء.
3- إنشاء تجمع علمى قوى لدراسة كيفية مواجهة التحديات سابقة الذكر بما فى ذلك الأمراض والزراعة والسياحة وغيرها.
4- البدء فوراً فى إنشاء قاعدة بيانات عن العاملين فى حقل تغير المناخ وتجميع كل التقارير من الخارج والداخل ودراستها دراسة مستفيضة للوصول إلى رؤى وحلول.
5- إنشاء لجنة محايدة متخصصة فى تغير المناخ وآثاره المحتملة على مصر، لا تضم وزراء أو تنفيذيين، وإنما تتشكل فقط من علماء وخبراء، توضع توصياتها امام صناع القرار لاتخاذ خطوات التنفيذ الملائمة للتعامل مع هذه الكارثة الكونية.
والواضح من هذه التحذيرات العلمية الخطيرة والحلول المقترحة من العلماء أن المواجهة ممكنة لكنها تحتاج إلى تكاتف مجتمعى حقيقى وحكومة بالغة الكفاءة والحساسية، فهل تستطيع حكومة فشلت فى حل مشاكل أقل بكثير، مثل رغيف الخبز، أن تنجح فى مواجهة نزق الطبيعة؟!
للحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء: ثنائية التحرير والتعمير
- محافظ دمياط... تعظيم سلام!
- لماذا يطالب الناس بالتغيير .. ثم يتحسرون على الماضى؟!
- -طالبان- مصريون فى 4 شارع عبدالخالق ثروت!
- مسئولية المجتمع (1)
- نقابات عثمانلية!
- إذا كانت أغلبية الصحفيين مع التمييز الدينى لا أريد عضوية هذه ...
- إضراب.. وحريق.. وبينهما خيط رفيع
- والله العظيم ...تحسين الأحوال المعيشية للناس..ممكن
- هل نرفع الراية البيضاء أمام مافيا أراضى الدولة؟ (1)
- حيرة الحكومة بين -التعطيش- و-التسقيع-
- نداء عاجل إلى من يهمه الأمر
- التدحرج من -القمة- إلى - القاع- (1)
- لمصلحة من : قتل المبادرات الأهلية ؟!
- أحب »كيث«.. لكني أحب الناخبين أكثر!
- أزمة الرغيف .. عار على جبين حضارة مصر
- الخبز الحاف!
- مجالس الأعمال تبحث رغيف الخبز!
- المصيلحى .. عدو الشعب رقم واحد!
- من الذى يحمى أراضى الدولة؟!


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هذا السونامى القادم ... يا حفيظ!