أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - لمصلحة من : قتل المبادرات الأهلية ؟!














المزيد.....

لمصلحة من : قتل المبادرات الأهلية ؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:24
المحور: المجتمع المدني
    


العمل الاهلى له تاريخ لا بأس به فى مصر، وكثير من المنارات والصروح الحضارية التى نفخر بها الآن لم تنشئها الحكومة فى ظل النظام الملكى وإنما أقامتها الجمعيات الأهلية والمبادرات الشعبية .
واليوم.. نجد أنفسنا فى وضع غريب ، حيث تنسحب الدولة تدريجيا من مجالات عديدة دأبت على دس أنفها فى كل كبيرة وصغيرة منها، وتستقيل من مهام "تاريخية" أخذت على عاتقها القيام بها، وتتنصل من مسئوليتها تجاهها، لكنها فى نفس الوقت تضع العراقيل أمام العمل الاهلى التطوعى.
أنا شخصياً اعرف رجل أعمال بلدياتى، من المنصورة ، تبرع ببناء مدرسة ثانوية فى قريته بالدقهلية فطلبت منه وزارة التربية والتعليم ان يسلم المبالغ التى سيتبرع بها – نقدا ً وعداً- إليها لتقوم هى ببناء المدرسة عن طريق هيئة الأبنية التعليمية التابعة لها.
جلس الرجل مع المسئولين فى هذه الهيئة ليستفسر عن تكلفة بناء الفصل فهاله الرقم، لأن تكلفة الفصل الواحد وفقاً لحساباته هو تكفى لبناء وتجهيز خمسة فصول، اى أن المبلغ الذى ستأخذه الحكومة لبناء مدرسة واحدة يكفى لبناء خمسة مدراس!
مثال آخر: أبدى أحد أبناء الحلال رغبته فى التبرع بعدد من أجهزة الغسيل الكلوى بعد أن لاحظ تفشى الفشل الكلوى والصعوبات التى يواجهها آلاف المرضى الغلابة فى العثور على فرصة للعلاج.
ولكن وزارة الصحة – شأنها شأن وزارة التربية والتعليم – أصرت على أن تأخذ هى " الفلوس" وتوفر أجهزة الغسيل الكلوى بمعرفتها.
وبالطبع " لعب الفار" فى " عب" رجل البر فى الحالتين وتعثر العمل التطوعى.
هذه الأمثلة تعزز مطالبة ممثلى المجتمع المدنى بضرورة سن قانون جديد للجمعيات والمؤسسات الأهلية بدلاً من القانون الحالى رقم 84 لسنة 2002 الذى فشل فى علاج مشاكل القانون المعمول به من قبله، نعنى القانون 153 لسنة 1999 الذى قضت المحكمة الدستورية بعدم دستوريته، وحرصت فى الوقت ذاته على ترسيخ مبدأ بالغ الأهمية هو أن حق المواطنين فى تكوين الجمعيات الأهلية هو فرع من حرية الاجتماع، وان هذا الحق يتعين أن يتمخض عن تصرف ارادى حر لا تتداخل فيه الجهة الإدارية بل يستقل عنها.
لكن بدلاً من أن يعالج القانون "الجديد" هذه المشاكل ، فانه واصل فرض الوصاية والهيمنة الإدارية على العمل الاهلى، حتى أن منظمة حقوقية دولية -مثل منظمة "هيومان رايتس ووتش"- أصدرت تقريراً مؤلفا من 45 صفحة ينتقد هذه الوصاية الحكومية ويطالب الحكومة بتعديل القانون 84 لسنة 2002 بحيث يجعل عملية تسجيل وترخيص المنظمات غير الحكومية أمراً اختيارياً ، وإزالة العقبات التى تعترض المنظمات غير المرخصة وقال التقرير ان القانون " يوطد نظاما وتعامل فيه المنظمات غير الحكومية كما لو كانت أطفالاً لحكومة ذات سلطة أبوية" .
وبالطبع فان رفع الوصاية الحكومية لا يعنى ترك النشاط الاهلى "سداح مداح" بحيث يكون مرتعا للنصابين والأفاقين أو التدخل الأجنبي المشبوه لتنفيذ أجندات خفية تتستر وراء تشجيع المجتمع المدنى .
الضوابط مطلوبة .. لكن دون ان تكون هذه الضوابط ذريعة لـ "تأميم" المجتمع المدنى، وبالتالى إجهاض اى مبادرات أهلية مثل تلك التى قدمها بلدياتنا رجل الأعمال الدقهلاوى .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحب »كيث«.. لكني أحب الناخبين أكثر!
- أزمة الرغيف .. عار على جبين حضارة مصر
- الخبز الحاف!
- مجالس الأعمال تبحث رغيف الخبز!
- المصيلحى .. عدو الشعب رقم واحد!
- من الذى يحمى أراضى الدولة؟!
- سنة خامسة إصلاح: وماذا بعد؟! (1)
- حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!
- جنون -الحجر-
- سنة خامسة إصلاح .. وماذا بعد ؟(2)
- قراءة هادئة في أوراق عصبية
- إنتبهوا: محمود عبدالفضيل يدق نواقيس الإنذار المبكر
- الإهانة -الأكاديمية- لبابا الفاتيكان .. والتطاول -الفنى- على ...
- رغيف »العيش«!
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (3)
- تعمير سيناء .. مشروع مصر القومى
- نصف أمريكا الآخر (2)
- السعى بين -المهندسين- و-صلاح سالم-
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (1)
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - لمصلحة من : قتل المبادرات الأهلية ؟!