أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - سنة خامسة إصلاح: وماذا بعد؟! (1)














المزيد.....

سنة خامسة إصلاح: وماذا بعد؟! (1)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 10:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى طريقها إلى مكتبة الإسكندرية للمشاركة فى أعمال المؤتمر الخامس للاصلاح العربى، المنعقد فى الفترة من 2 إلى 4 مارس الجارى، ركبت الباحثة الليبية المعروفة فريدة العلاقى سيارة تاكسى وطلبت من السائق توصيلها إلى مركز المؤتمرات بالمكتبة.
وبالطبع مارس السائق هواية "الفضول الحميم" واستفسر عن هذا المؤتمر المنعقد بالمكتبة فقالت له الدكتورة فريدة إنه مخصص لبحث قضية "الاصلاح".. فما كان من السائق الإسكندرانى إلا أن قاطعها قائلاً بنفاد صبر:
"يوووووووووه!! اتكلموا .. اتكلموا"
ويبدو أن انفعال السائق السكندري كان قوياً وصادقا لدرجة أن تأثيره على الباحثة الليبية كان فعالاً، وكانت كلمتها فى أولى جلسات المؤتمر معبرة عن هذا "اليأس" الشعبى من جدوى مثل هذه المؤتمرات التى أصبحت مجرد محافل لـ "الكلام" أو "مكلمات" على حد التعبير الشائع.
فالحديث عن الإصلاح لا يتوقف، والمؤتمرات التى ترفع لافتات الاصلاح أكثر من الهم على القلب، بينما لا شيء يتغير على أرض الواقع، ولا شيء يتحسن فى حياة المواطن العربى، بل إن أوضاعه تزداد سوءاً تحت وطأة جنون الأسعار والبطالة وغيرها من المنغصات، كما أن الأوضاع الأشمل والأعم لـ "الأوطان" العربية تزداد تدهوراً.
ويكفى فى هذا الصدد أن نشير إلى أن انعقاد المؤتمر الخامس للإصلاح العربى بمكتبة الاسكندرية قد تزامن مع حدثين خطيرين يعكسان هذا التدهور:
الحدث الأول: هو أن المؤتمر قد عقد بينما المذابح الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة تتوالى بوحشية منقطعة النظير فى ظل تواطؤ دولى غريب وعجز فاضح للنظام العربى الرسمى.
والحدث الثانى: هو أن المؤتمر قد عقد بعد أيام قليلة من إصدار وزراء الإعلام العرب تلك الوثيقة العجيبة المسماة بـ "ميثاق تنظيم البث الفضائى"، والتى شهدت عدداً من العجائب والغرائب.
حيث صدرت – أولاً، عن اجتماع "طارئ" لأصحاب المعالى ووزراء الاعلام العرب، بينما لم نجد مثل هذه الهرولة "الطارئة" فى قضايا تخص الوجود العربى ذاته، مثل "الهولوكوست" الفلسطينى على أيدى النازيين الجدد، نعنى الإسرائيليين، ومثل الاحتلال الأمريكى للعراق، وتمزيق أوصال السودان، وتدمير وجود الصومال، ودفع لبنان إلى ظلام المجهول، وتحريك المدمرات الأمريكية للوقوف أمام الساحل اللبنانى، إلى آخر ذلك من كوارث حقيقية لم تستنفر أصحاب المعالى الوزراء العرب أو تستفز مشاعرهم لعقد اجتماع "طارئ" مثل ذلك الذى جعلهم يهرولون للتصديق على ميثاق الفضائيات المشار إليه!
ثانية هذه الغرائب أن وثيقة الفضائيات المشار إليها تجاهلت أصحاب الشأن، ألا وهم الإعلاميون والصحفيون، حيث لم يتم أخذ رأى أى جهة إعلامية أو صحفية في أمر يخصهم قبل أي أحد آخر!
ثالثة العجائب أن تلك الوثيقة حفلت بالعبارات المطاطة التى يمكن أن تشمل الشيء ونقيضه، وعندما حاولت "التخصيص" و"التحديد" بعد محاولات هائلة من اللف والدوران والمراوغة والكلمات الحمالة الأوجه، وضعت حصانة وقداسة لما أسمته بـ "الرموز الوطنية والدينية"، وهى عبارة يمكن أن تمتد من الوزير إلى الخفير، ومن الملوك والأمراء والرؤساء إلى صغار كبار الموظفين، ومن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ومفتى الديار المصرية وبابا الإسكندرية والكرازة المرقسية إلى مؤذن زاوية صغيرة فى منطقة نائية او راعى كنيسة فى كفر أو نجع. كل هؤلاء وغيرهم ممن لا تعلمون تسبغ عليهم وثيقة الفضائيات حماية وحصانة وتجعلهم فوق النقد وتجعل أى مساس بهم مخاطرة عظمى ربما تكلف هذه القناة الفضائية أو تلك وجودها ذاته، وتعطى للسلطات فى سائر البلدان العربية الحق فى إغلاقها بالضبة والمفتاح.
وهذه خطوة كبيرة إلى الوراء بصرف النظر عن إمكانية القيام بها فعلياً من عدمه فى عصر الثورة المعلوماتية والتكنولوجية، لكن مجرد تفكير أصحاب المعالى وزراء الاعلام العرب فى إعلانها، والتلويح بآليات لتنفيذها، يتناقض بصورة جذرية مع الحديث عن مبادرات إصلاحية.
ولاشك أن هذين الحدثين الخطيرين - نقصد هولوكوست الفلسطينيين ومذبحة الفضائيات - قد وضعا المؤتمر الخامس للإصلاح العربى بمكتبة الإسكندرية فى حرج شديد.
لكنهما من ناحية ثانية منحتاه أهمية إضافية، لأنهما يعنيان باختصار أن هناك مقاومة شديدة للإصلاح وأن هناك أيضاً حاجة، وضرورة، لهذا الإصلاح الشامل المنشود.
وقد أصاب الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس المؤتمر عندما رد على مداخلة الدكتورة فريدة العلاقى التى انتقدت مؤتمرات "الكلام"، بقوله إن الدعوة التى ترفع شعار "كفانا كلاماً" دعوة خطيرة وعدمية، لأن كل الأفكار العظيمة تبدأ بـ "كلمة"، ولأن " التغيير" لا يحدث بين عشية وضحاها وإنما يحتاج إلى نفس طويل خصوصاً عندما نتحدث عن مجتمعات خيم عليها الركود السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى سنوات وعقودا وقرونا وطويلة.
لكن رغم منطقية وعقلانية رد الدكتور اسماعيل سراج الدين، ورغم أهمية الحوار الذى يدور حول "الإعلام والديموقراطية والمسئولية المجتمعية"، وهو العنوان الذى اختاره المؤتمر الخامس للاصلاح العربى، فإننا لا يمكن أن ننسى – من الجهة الأخرى – أن هذا الحوار المهم، والمطلوب، بين "النخبة" المصرية والعربية قد بدأ فى نفس اليوم الذى كانت فيه الصحف المصرية تحمل خبراً مروعاً خلاصته أن اثنين من المواطنين المصريين قد دفعا حياتهما فى معركة للحصول على رغيف الخبز فى ضاحية حلوان، بينما أصيب أضعاف أضعافهم فى هذه المعركة الدامية!!
هذا الخبر الحزين والمؤلم والمؤسف لا يتحدى وجهة نظر الدكتور اسماعيل سراج الدين بقدر ما يمثل تحدياً لكيفية تناول "النخبة" المصرية والعربية لموقع "الاعلام والديموقراطية والمسئولية المجتمعية" من قضايا الإصلاح فى مصر والعالم العربى وهى ليست قضايا نظرية أو أكاديمية، وإنما هى ترتبط ارتباطاً مباشراً بدماء المواطنين المصريين الأبرياء التى أريقت دفاعاً عن رغيف الخبز ودماء المواطنين الفلسطينيين الأبرياء المسفوكة غيلة وغدراً وعجزاً.
فكيف جاء هذا التناول؟!
للحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!
- جنون -الحجر-
- سنة خامسة إصلاح .. وماذا بعد ؟(2)
- قراءة هادئة في أوراق عصبية
- إنتبهوا: محمود عبدالفضيل يدق نواقيس الإنذار المبكر
- الإهانة -الأكاديمية- لبابا الفاتيكان .. والتطاول -الفنى- على ...
- رغيف »العيش«!
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (3)
- تعمير سيناء .. مشروع مصر القومى
- نصف أمريكا الآخر (2)
- السعى بين -المهندسين- و-صلاح سالم-
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (1)
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)
- الإنفاق الحكومى.. بين العقلاء والمجانين
- فى مجتمع غارق فى الحنين إلى الماضى ..رؤية مستقبلية لمصر
- .. إنها الفوضى -الخلاقة-
- حتى لا تضيع دماء شهدائنا .. هدراً
- الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا ب ...
- هدايا -بوش- من بنوك الخليج
- حدود -دريد لحام- .. وحواجز -شنجن-!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - سنة خامسة إصلاح: وماذا بعد؟! (1)