أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - فى مجتمع غارق فى الحنين إلى الماضى ..رؤية مستقبلية لمصر














المزيد.....

فى مجتمع غارق فى الحنين إلى الماضى ..رؤية مستقبلية لمصر


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك إجماع على ضرورة "التغيير" فى بلادنا. وليس هناك خلاف بين " المعارضة" و "الموالاة" حول هذه القضية من حيث المبدأ، فحتى أنصار الحكومة أصبحوا يتحدثون عن ضرورة "الإصلاح"، وان كانوا يختلفون بعد ذلك مع المعارضة حول مضمون ومدى وسرعة هذا الإصلاح المنشود.
هذا الاتفاق الواسع بين مختلف الأطراف لم يمنع من احتدام الجدل بين الحكومة والمعارضة إلى درجة "تقطيع الهدوم" فى كثير من الأحيان، وتحول هذا الجدل إلى شكل من أشكال "حوار الطرشان".
ومع ذلك تبقى هناك رغبة وطنية عارمة لصياغة عقد اجتماعى جديد يكفل تحديث مصر ونقلها إلى أعتاب نهضة جديدة، وهذه مسألة أكبر من "المناكفات" حول السياسات الجزئية وأخطر من التفاصيل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهى فى التحليل النهائى تستوجب بلورة "رؤية مستقبلية" لمصر، بدلاً من التنابذ بتجارب الماضى واستمراء حكم القبور.
وفى ظل هذا الغياب واسع النطاق للتفكير المستقبلي تأتى أهمية اجتهادات المفكر والكاتب الكبير راجى عنايت الذى كان أسبقنا جميعا فى الدعوة إلى هذا التفكير المستقبلى، ونحت مصطلح "المستقبليات".
والرجل مهموم بمشروع مستقبلى متكامل يستحق أن نلتفت إليه وندرسه بعناية وندير حواراً مستفيضاً حوله بعيداً عن الغوغائية والتسطيح.
وكمجرد بداية لجذب الاهتمام العام الى هذا المشروع الكبير يجدر افساح المجال فى السطور التالية للعناوين الرئيسية لهذه الرؤية المستقبلية لمصر.
يقول راجى عنايت:
"التوصّل إلى الرؤية المستقبلية لمصر، يقتضي الوضوح حول أمرين، الهدف، والمنطلق:
أولا: الهدف المنشود هو اللحاق بركب التطور العالمي، من خلال الرؤية المستقبلية الشاملة لحقائق مجتمع المعلومات.
ثانيا: نقطة الانطلاق، أو الأرض التي نقف عليها، و نحن نمضي في رحلة إعادة البناء نحو المستقبل. أي الوضع الراهن لمصر ..و بخاصّة ما يمكن أن نطلق عليه " الخريطة الحضارية الراهنة لمصر" .
وهذا يعني أن نرصد بأمانة موقعنا على سلّم تلاحق الحضارات البشرية. أو بمعنى آخر : لقد تعاقبت على البشر ثلاث حضارات كبرى، أو أنماط حياة كبري، هي نمط الحياة الزراعية، ثم نمط الحياة الصناعية، وأخيرا نمط الحياة النابع من احتياجات مجتمع المعلومات . و لقد أخذت المجتمعات و الدول المختلفة، بنسب مختلفة من تلك الأنماط، وفقا لحظوظها من استخدامات التكنولوجيات الخاصة بكل نمط، و نسب شيوع مبادئ كل عصر من عصور التطوّر المشار إليها .
الدراسة المطلوبة تستهدف معرفة نسب انتماء شعب مصر إلى كلّ من أنماط الحياة هذه.
* إلى أي مدي يعيش الشعب المصري بمنطق عصر الزراعة.
* و إلى أي مدى قد تبنّى منطق عصر الصناعة.
* و ما حجم القلّة التي اقتحمت جهد تبنّي منطق عصر المعلومات.
وضوح هذه النسب، يرسم الخريطة الواقعية التي نقف عليها.. و هذا يحدد نوع الجهد المطلوب منا لكي ننتقل بالحياة المصرية إلى واقع مجتمع المعلومات، و يكون أساسا لعملنا ونحن نرسى استراتيجيات إعادة البناء، و نترجمها إلى خطط متكاملة، و برامج زمنية واقعية، و يحدد نوعية خطط التنمية التي نأخذ.
* * *
وهذا معناه أن معركتنا الرئيسية هي معركة فكرية .. نحن في حاجة إلى إشاعة وعي جديد بحقيقة موقعنا و طبيعة هدفنا، ليس فقط بين الشباب و الناشئة، و لكن أيضا بين المتنفذين في حياتنا على أعلى المستويات، وبين جميع السلطات التنفيذية و القضائية و التشريعية..و بين القيادات الفكرية في المجالات الأكاديمية و الثقافية و الإعلامية .
و تجاربنا الفاشلة المتكررة لحلّ مشاكلنا، و إعادة بناء مصر على أسس معاصرة، لا ترجع إلى قصور في ذكاء القائمين على أمورنا، أو إلى نقص في جهودهم، كما لا يرجع إلى شيوع الفساد في مختلف مستويات مجتمعنا، لكنّه يرجع أساسا إلى عدم إدراك أهمية التوصّل إلى : رؤية مستقبلية شاملة لمصر، تنبع منها استراتيجيات و خطط متزامنة، تربط بين حركتنا في مختلف المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، وفق الأولويات التي تناسب قدراتنا .
***
هل تكون "الرؤية المستقبلية" هى كلمة السر لصياغة مشروع نهضة مصر الجديد؟!
وهل نتقدم خطوة أوسع إلى الإمام ونحاول وضع "أجندة" منطقية للحوار الجاد حول هذه الرؤية المنشودة؟!
وقبل ذلك كله.. هل من مجيب؟
فى هذا المجتمع الذى يتسابق فيه الكثيرون على مسافة العودة الى الماضى والتنابذ بأمجاد هذا الماضى كما لو كان الفردوس المفقود؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. إنها الفوضى -الخلاقة-
- حتى لا تضيع دماء شهدائنا .. هدراً
- الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا ب ...
- هدايا -بوش- من بنوك الخليج
- حدود -دريد لحام- .. وحواجز -شنجن-!
- الاقتصاد السياسى للعسكريتاريا الباكستانية
- ميزانية حرب
- سلام آخر زمن : إسرائيل ترفع قضية على مصر!
- -بطة- هناك .. و-أسد- هنا!
- يحدث فى مصر .. فقط
- قنبلة الأفكار المسمومة .. التى قتلت بينظير بوتو
- رغم أى شيء.. كل سنة وأنتم طيبون!
- -تشريع- الكونجرس و-أنفاق- ليفنى!
- أفيقوا.. البلد يغرق!
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن (2)
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن -1-
- باقة ورد علي ضريح فتحي عبدالفتاح
- عندما جلس رئيس الحكومة على مقعد الأقلية!
- مبروك.. لمصر
- باقة ورد على ضريح فتحى عبد الفتاح


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - فى مجتمع غارق فى الحنين إلى الماضى ..رؤية مستقبلية لمصر