أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - عندما جلس رئيس الحكومة على مقعد الأقلية!














المزيد.....

عندما جلس رئيس الحكومة على مقعد الأقلية!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 11:25
المحور: كتابات ساخرة
    


أعترف بأننى فوجئت بقيام الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء بتوجيه الدعوة إلى القيادات الصحفية من شتى المؤسسات قومية وحزبية وخاصة، إضافة إلى قيادات إعلامية تليفزيونية مرموقة يوم الاثنين الماضى، دون مقدمات.. خاصة أن الرجل ليس معروفاً عنه الشغف بلقاء الصحفيين »المصريين« أو الادلاء بتصريحات صحفية، وإذا أراد ذلك فإنه يفضل الصحافة الأجنبية.
وأعترف كذلك بأننى فوجئت أكثر بأن يكون سبب هذه المبادرة »النادرة« هو مناشدة الصحافة والإعلام -بمختلف مدارسها ومؤسساتها من أقصى اليمين إلي أقصى اليسار- فتح حوار مجتمعى حول قضية الدعم، خاصة أن حكومة الدكتور نظيف، وغيرها من الحكومات السابقة عليها لم تعودنا علي اهتمامها بالحوار حول أى قضية، وأنها تفضل دائماً وأبداً إملاء إرادتها والانفراد بالرأى ضاربة عرض الحائط بكل الآراء الأخرى.
ولذلك.. فإن هذه الدعوة »المفاجئة« وغير المألوفة، تمثل مبادرة طيبة تستحق الترحيب والتحية.
وهي على كل حال مناسبة لم يفوتها الصحفيون والإعلاميون الذين وجهت إليهم الدعوة، ومن بينهم كاتب هذه السطور، فكانوا صرحاء مع رئيس الحكومة وعبروا له عن هواجسهم بكل وضوح ودون لف أو دوران.
والمدهش.. والملفت للنظر.. أن هؤلاء الصحفيين والإعلاميين، الذين ينتمون إلى مدارس فكرية وسياسية متعددة، كان بينهم ما يقرب من الإجماع العفوى والتلقائى الذى لم يسبقه أى اتفاق أو تحضير أو تخطيط، حيث قالوا لرئيس الوزراء ان الدعم مجرد »عرض« لـ »مرض« وأنه ليس قضية منفصلة، ولا يمكن -بالتالى- مناقشته بصورة مستقلة عن باقى القضايا المرتبطة به بالضرورة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والتي تشكل فى مجملها ملف الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى.
وقالوا له إن الناس قد فقدت الثقة أصلا فى الحكومة الحالية، مثلما فقدتها من قبل فى الحكومات السابقة، لأن تجربتهم علمتهم أن الحكومة تقول فى تصريحاتها المعسولة شيئاً بينما هى تقصد فى الحقيقة تمرير سياسات أخرى تماماً، ولذلك فإن من حق الناس أن يتشككوا فى كلام الحكومة عندما تقول إنها تريد »ترشيد« الدعم وأن يعتبروا ذلك مقدمة لإلغائه أو تقليصه.
وقالوا له إنه كان من الأفضل للحكومة بدلاً من التفتيش فى الدفاتر القديمة للدعم -كوسيلة من وسائل تقليص عجز الموازنة- أن تفكر فى إلغاء الدعم المباشر وغير المباشر الذى تقدمه لدول أجنبية -من بينها إسرائيل- من خلال عقود تصدير البترول والغاز الطبيعى بأسعار »مدعومة« أو مخفضة، أو الدعم الذى تقدمه لكبار رجال الأعمال وأرباب الصناعات من خلال أسعار مدعومة للطاقة بينما يبيع هؤلاء منتجاتهم بأعلى الأسعار.
وقالوا له إنه كان من الأجدر بالحكومة أن تقوم هي بترشيد إنفاقها ومحاولة تقليص فاتورة الفساد التي تتضمن إهدار المليارات دون توقف.
وقالوا له انه إذا كان يراهن علي »مروءة« المواطنين فى ترشيد الدعم فإنه يتجاهل أن اقتصاد السوق ليس من بين بنوده شيئاً اسمه »المروءة« وأن الموازنة العامة للدولة لا يوجد بها هى الأخرى بند عن »المروءة« هي ذاتها مع المواطنين، بدلاً من أن تكون مطالبتها فى اتجاه واحد!!
وقالوا له كلاماً كثيراً آخر يتضمن انتقادات صريحة وقاسية لأداء الحكومة وسياساتها.
واعترف بأنى فوجئت بتحلى رئيس الوزراء بقدر كبير من سعة الصدر، والقدرة على الاستماع للانتقادات والاتهامات، التى جعلته يقول إنه يشعر بأنه يجلس فى هذا الاجتماع فى »مقعد الأقلية«.
واعترف كذلك بأنى فوجئت بأن الرجل لم يتشبث برأيه، أو يمعن فى تبرير كل كلمة قالها من قبل. بل أعلن بصريح العبارة أنه يوافق علي أن هناك أزمة ثقة فى حكومته، وأعلن بصريح العبارة أنه يعترف بأن هناك فى المجتمع حالة من الاحتقان.
وأعلن بصريح العبارة أنه يتفق مع ما قلناه من أن قضية الدعم هى جزء من كل، وأنه لا يمكن مناقشتها بمعزل عن هذا الكل.
وأعلن بصريح العبارة أنه يوافقنا على ضرورة توسيع نطاق الحوار والنقاش بحيث لا يقتصر علي موضوع الدعم فقط.
وأعلن بصريح العبارة أن موضوع الدعم قضية مجتمعية وليست قراراً حكومياً، وأنه ليست لدى حكومته حلول »مسبقة« وإنما بدائل »منفصلة«.
وبطبيعة الحال لم يكن مفاجئاً أن تأتى كل هذه »الاعترافات« فى إطار دفاع مستميت من الدكتور نظيف عن حكومته وعن سياساتها.
ومع ذلك.. فإن »اعترافات« رئيس الحكومة و»دفوعه« لم تبدد كل هواجسنا، لأن من »لسعته الشوربة ينفخ فى الزبادى« كما يقال. وقد لسعتنا نيران الحكومة الحالية والحكومات السابقة عشرات ومئات المرات.
وسمعنا دعوات كثيرة عن »الحوار« انتهت دون أى شكل من أشكال الحوار، اللهم إلا حوار الطرشان.
بيد أن هذه التجارب السلبية السابقة لا يجب أن تغلق أبواب الأمل، أو تعطل الحوار المنشود والذى كان أصلاً دعوة المعارضة وكانت الحكومة هى التى ترفضها أو تجهضها.
فلماذا لا نفتح قنوات الحوار الوطنى والمجتمعى حول الهموم الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة الراهنة، ومن بينها جزئية الدعم؟!
ولماذا لا نوسع دائرة هذا الحوار كى يكون مقدمة لحوار أشمل حول عقد اجتماعى جديد مطلوب بشدة بعد أن اختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضى كل شىء!
من أجل هذا اقترحت على رئيس مجلس الوزراء تطوير مبادرته كى تكلل بالدعوة إلي عقد مؤتمر اقتصادى قومى، تشارك فيه كل القوى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، على غرار المؤتمر الاقتصادى الذى دعا إليه الرئيس مبارك فى بداية توليه الحكم.
باختصار.. دعونا نشعل شمعة بدلاً من الاكتفاء بلعن الظلام.
دعونا نتحرك إلى الأمام -دون أوهام وأيضاً دون عناد- بدلاً من الاكتفاء بالتلاسن وتقطيع هدوم بعضنا البعض.. فهذا الوطن يحتاج مشروعاً للأمل.. والعمل.
فهل نفعل؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك.. لمصر
- باقة ورد على ضريح فتحى عبد الفتاح
- شيزوفرينيا وطنية .. مخيفة!
- انتخابات نقابة الصحفيين .. تعليق أخير
- شكر مستحق .. واعتذار واجب .. ل -طلعت حرب-!
- قراءة في تقرير مهم .. مبادرة »ياسين« وتحذير »الجبالي«
- طلعت حرب
- متى نتوقف عن اللت والعجن فى قضايا القرون الوسطى؟!
- هل تتذكرون بنك القاهرة ؟
- جماعة الإدارة العليا .. بامتياز (2)
- القلق لا يليق بإسرائيل .. فقط
- الكل فى واحد : مدارس صحفية متعددة ومطالب نقابية موحدة
- رغم سلبيات تافهة وتجاوزات غير بريئة.. ألف مبروك للصحفيين .. ...
- الثورة الفرنسية .. الثانية
- نشرة حكومية .. لكنها تستحق الاحترام
- يومان داخل عرين -حلف شمال الأطلنطى- .. يا حفيظ!
- إنها الحرية .. يا غبى
- أيها المجتمع المدنى الكسيح .. كم من الجرائم ترتكب باسمك؟!
- جرثومة الكسل الاسلامية!
- لا تقولوا أن -الفلوس- هى السبب !


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - عندما جلس رئيس الحكومة على مقعد الأقلية!