أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - إنها الحرية .. يا غبى















المزيد.....

إنها الحرية .. يا غبى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الانتخابات الوشيكة لنقابة الصحفيين، والتى من المزمع أن تجرى يوم السبت الموافق 17 نوفمبر، لا تهم أبناء مهنة البحث عن المتاعب فقط، بل إنها تهم المصريين جميعاً.
فهذه الانتخابات تأتى وسط احتدام أزمة بين الجماعة الصحفية من جانب والدولة من جانب آخر، خلقها تهور بعض "الصغار" الذين استمرأوا العبث بالقانون واللجوء إلى ألاعيبه "الحسبة السياسية" لتحريك دعاوىقضائية كيدية ضد عدد من الصحفيين صدرت فيها أحكام ابتدائية بالحبس، ومازالت أكثر من خمسمائة قضية أخرى من النوع نفسه فى الدهاليز والأروقة يمكن أن تصدر فى أى منها أحكام جديدة بإيداع صحفيين آخرين فى غياهب السجون.
وهذه مسألة خطيرة ليس فقط لان حفنة من الافراد المجهولين والمغمورين الذين لا يعرف أحد تاريخا سياسيا لهم أو اهتماما من أى نوع بأى شأن من الشئون العامة للوطن والأمة، قد سولت لهم أنفسهم – ربما بتحريض من بعض "الكبار" – أن يظهروا هذا القدر من العبث والاستهتار حتى بوعد الرئيس حسنى مبارك للجماعة الصحفية فى فبراير 2004 بالغاء العقوبات السالبة للحرية فى قضايا النشر، الأمر الذى يسبب إحراجا لمؤسسة الرئاسة.
وإنما أيضا لأنها بهذه ألالاعيب الصغيرة، والخطيرة، تسمم الأجواء وتحرق الجسور بين الصحفيين وبين الدولة، وتطلق شرارات يمكن أن تشعل حرائق مدمرة غذا لم يتم تدارك الأمور والسيطرة على هؤلاء الصغار المحسوبين على الحزب الوطنى الحاكم، والذين يدعون الغيرة عليه ويزعمون أن ضررا بليغاً قد لحق بهم وجعلهم لا يذوقون طعم النوم بسبب انتقاء بعض الصحفيين لسياساته!
يضاف إلى ذلك أن اختلاف هذه الازمة، بذريعة نشر شائعات عن صحة الرئيس حسنى مبارك، كان من الممكن تداركها، وقتل هذه الشائعات فى المهد إذا حسنت النوايا. وكان بيان رسمى مقتضي كفيل بانهاء المشكلة فى ساعات معدودات.
لكن تسلسل الاحداث بين أن حسن النية غير متوفر وأن هذه العناصر المغمورة والمجهولة التى نفخت فى النار الكامنة تحت الرماد كانت تعرف ما تفعل رغم خطورته، الأمر الذى جعل الكثيرين يجزمون بأن اختلاف هذه الازمة، وما واكبها من اطلاق سحب دخان كثيفة كان مقصودا به تمرير اجندات خفية للبعض بعد صرف الانظار إلى هذه المعركة الوهمية.
وغنى عن البيان أن تمرير هذه الاجندات الخفية، وفى وقت تمر فيه البلاد بظروف حرجة سواء فيما يتعلق بسيناريوهات انتقال السلطة أو فيما يتعلق بسيناريوهات تسويق سياسات اقتصادية واجتماعية فظة ووجهت بوادرها بمعارضة واسعة حتى من بعض الدوائر "الصديقة" للحكومة أو فيما يتعلق بترتيبات غقليمية جديدة فى المنطقة من شأنها إعادة رسم الخرائط السياسية والتحالفات الاستراتيجية بصورة تفوق الخيال.
نقول أن تمرير هذه الاجندات يحتاج – بداهة – إلى وضع اقفال من حديد على أفواه الصحافة، أو على الاقل تكميم افواه بعض "المشاغبين"، عملا بالحكمة المصرية المأثورة"إضرب المربوط.. يخاف السايب".
هذا العدوان على الصحافة، وحريتها، ليس واقعة منعزلة ومستقلة بذاتها، بل إنها تكتسب دلالتها ومغزاها فى سياق الصورة الكلية والتى من معالهما الرئيسية الملفتة للنظر الاستعداد لتمرير قانون الارهاب، الذى توجد شكوك كثيرة لها ما يبررها فى أنه سينطوى على عدوان على حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة. والاستعداد لتمرير قانون جديد لجمعيات المجتمع المدنى، توجد شواهد على أنه لن يكون أفضل حالاً من القانون الحالى الذى يتضمن وصاية عجيبة على المبادرات الاهلية والتطوع والمجتمع المدنى بأسره، والاستعداد لتمرير لائحة طلابية جديدة تواصل التقاليد غير الديموقراطية التى تحكم الجامعات المصرية.
فإذا أضفنا إلى ذلك أن معظم النقابات المهنية إما معطلة ومجمدة أو محاصرة أو موضوعة تحت الحراسة بسبب قانونها العجيب، والذى لا يفوقه غرابة سوى قانون الاحزاب السياسية ولجنة الاحزاب السياسية التى لا مثيل لها فى العالم حيث يقود الامين العام للحزب الوطنى الحاكم هذه اللجنة التى تقرر قيام أو عدم قيام الاحزاب المعارضة له.
نستطيع أن نستنتج أن هذه الحلقة الجديدة فى سلسلة العدوان على حرية الصحافة ليست مجرد عبث صغار تنهش قلوبهم الغيرة على الحزب الوطنى، وإنما هى جزء من "انقلاب" أوسع يقوده تيار محافظ بالحزب الحاكم ضد حركة الاصلاح التى انطلقت من عقالبها بعد أن وقع شرخ بجدار الاستبداد إثر الاعلان الأول للرئيس مبارك عن تعديل المادة 76 من الدستور، وقبل ال؟؟ ترزية القوانين على هذا التعديل وتفريغه من مضمونه.
والواضح أن هذا التيار المحافظ، والأكثر معاداة لحرية الصحافة خصوصا وللحريات والديموقراطية عموما، والأكثر ارتباطا وتحالفا مع الفساد والرأسمالية الطفيلية، قد استشعر خطر حرية الصحافة على مصالحه الانانية ، بما تؤدى غليه من اتساع الارضية الاجتماعية المعارضة له، بل وأيضا متناقض لمصالحه- حتى ولو بصورة ثانوية – مع مصالح أجنحة أخرى فى الحكم بدأت – ولو على استحياء فى قرع طبول الحرب على بعض الممارسات الاحتكارية وبعض الابقار السمان، ولهذا قرر شن هجوم مضاد واختار الصحافة كى تكون ميدانه هذا الهجوم غير المباغت، متعللا بتجاوزات هنا أو هناك، ومتباكيا على ميثاق الشرف الصحفى ومطالبا فى النهاية بادخال الجماعة الصحفية بأسرها فى بيت الطاعة، محاولا فى ذلك استخدام أسلحة فاسدة كثيرة من بينها محاولة شق وحدة الصف الصحفى وتأليب الصحفيين على بعضهم البعض وتحريض الصحافة القومية على الصحافة الخاصة وغير ذلك من التكتيكات الخائبة.
لكن ما لم يتوقعه هذا الجناح المحافظ المتربص بحرية الصحافة، والذي يتمنين الفرصة للانقضاض عليها، أن قضية الحرية توحد الصحفيين بأكثر من القضايا الاقتصادية ولقمة العيش.
وان الصحفى المصرى يمكن أن يصبر على اغتيال حريته.
ولهذا رأينا هذا المشهد المهيب، حيث تقدم أكثر من ثمانين صحفيا بأوراق ترشيحهم لمنصب النقبي وعضوية مجلس النقابة. وهولاء الثمانين ينتمون إلى تيارات سياسية وفكرية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، كما ينتمون غلى مدارس متباينة فى العمل النقابى وأساليبه، لكنهم – رغم هذا التنوع وذاك التعدد – أجمعوا على مواجهة سيف الحبس فى قضايا النشر. حتى المرشح الذى يفتتح برنامجه الانتخابى بالوعد باتاحة الفرص للصحفيين لاداء مناسك الحج والعمرة بالتقسيط المريح، يصر ألا يختتم هذا البرنامج دون التأكيد على ضرورة التصدى لعقوبة الحبس فى قضايا النشر.
وكأن الجماعة الصحفية أرادت – دون اتفاق- أن تلقن طيور الظلام والفساد ارساً بليغا يتلخص فى ثلاث كلمات : إنها الحرية يا غبى!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المجتمع المدنى الكسيح .. كم من الجرائم ترتكب باسمك؟!
- جرثومة الكسل الاسلامية!
- لا تقولوا أن -الفلوس- هى السبب !
- أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخ ...
- ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين
- برنامج الأخوان:طلب لجوء سياسى جماعى إلى الماضى
- تصريحات ساويروس .. المهذبة
- رسالة أمل .. من نوبل
- الملك فاروق الأول .. والأخير!
- فواتير الصيام -المضروبة- فى بنك تنمية الصادرات
- النوبة تصرخ يا ناس!!
- قرار شجاع .. حتى لو جاء متأخرا
- بلد شهادات !
- ثمانون جلدة للصحفيين .. وثمانون مليون جلدة للدولة المدنية ال ...
- حتى فى إندونيسيا: الأصوليون يستغلون الديموقراطية .. لذبحها!
- حرب الاستنزاف
- -سر- ماهر أباظة
- الصحافة .. فى مرمى النيران المعادية والصديقة!
- هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - إنها الحرية .. يا غبى