أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعد هجرس - أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخامس















المزيد.....

أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخامس


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 12:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بمزيج من مشاعر الفخر ومشاعر الغضب والأسي، شاركت في احتفالية مكتبة الإسكندرية بمناسبة مرور خمس سنوات علي افتتاحها »الثاني«، حيث دمرت تماما منذ 1600 عام تقريبا، بعد أن حلت بها الكارثة الأولي عام 48 قبل الميلاد، عندما احترقت إبان الحرب التي شنها يوليوس قيصر في الإسكندرية، وفي محاولة للتخفيف من الآثار المروعة لهذه الكارثة قام أنطونيو باهداء 200 الف مخطوط إلي كليوباترا تعويضا عن هذه الخسارة التي لا تعوض، إلا أن الانقلابات المتتالية داخل الامبراطورية الرومانية، أدت إلي الدمار الكلي للمكتبة القديمة التي اختفت تماما عام 400 من الميلاد، بعد أن تربعت لمدة تزيد علي ستة قروت علي عرش العلم والمعرفة، منذ شيدها بطليموس الأول عام 288 قبل الميلاد، وكان معبد ربات الفنون أو ــ الموسيون ــ يتكون من اكاديمية للعلوم ومركزاً للأبحاث ومكتبة يتوافد عليها أعظم مفكري ذلك الزمان، كما توافد عليها العلماء والرياضيون والشعراء من كل الحضارات للدراسة وتبادل الأفكار.
وامتلأت أرفف المكتبة بما يقرب من 700 ألف مخطوط، أي ما يعادل أكثر من 100 ألف كتاب من الكتب الحديثة المطبوعة، ومن قلب هذا الصرح الثقافي والعلمي كان أريستار خوس أول من قال بأن الأرض تدور حول الشمس، وذلك قبل 1800 عام من اكتشاف كوبرنيكوس لهذه الحقيقة، واثبت ابراتوستينس أن الأرض كروية، وقام بحساب محيط الأرض بدقة مذهلة، كما تحدث عن امكانية الابحار حول العالم، وذلك قبل 1700 عام من قيام كولومبوس برحلته الشهيرة، ووضع الشاعر اليوناني كاليما خوس أول فهرس للكتب، ووضع إقليدس مبادئ علم الهندسة، وحدد هيروفيلوس المخ علي أنه العضو المتحكم في جسم الإنسان، بادئا بذلك عصراً جديداً في مجال الطب، وتمت أول ترجمة للعهد القديم من العبرية إلي الإغريقية، وسجل مانيثو تاريخ الفراعنة حسب التسلسل الزمني للوقائع وقسم التاريخ إلي أسر، وهو مرجعنا في التقسيم حتي يومنا هذا.
وبعد مرور 1600 عام ثم احياء مكتبة الإسكندرية من جديد، حيث أعيد افتتاحها في 16 أكتوبر 2002.
وكما يقول الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير هذا الصرح الحضاري فأن مكتبة الإسكندرية لا تقتصر علي كونها مكتبة، بل إنها مجمع ثقافي يضم بين جنباته مكتبة قادرة علي استيعاب ثمانية ملايين كتاب، وأرشيفاً للإنترنت وست مكتبات متخصصة للفنون والوسائط المتعددة والمواد السمعية والبصرية، وللمكفوفين، وللأطفال، وللنشء، وللميكروفيلم، وللكتب النادرة والمجموعات الخاصة.
بالإضافة إلي ثلاثة متاحف، الأول للآثار، والثاني للمخطوطات، والثالث لتاريخ العلوم.
وقبة سماوية.
وقاعة استكشاف لتعريف الأطفال بالعلوم.
وبانوراما حضارية، هي بمثابة عرض تفاعلي قام بإعداده مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي.
و»فيستا« نظام التفاعل الافتراضي في تطبيقات العلوم والتكنولوجيا يسمح للباحثين بتحويل البيانات ثنائية الابعاد الي نماذج محاكاة ثلاثية الأبعاد.
وتسعة معارض دائمة.
وأربع قاعات للمعارض الفنية المؤقتة.
ومركز للمؤتمرات يتسع لآلاف الأشخاص.
وسبعة مراكز للبحث الاكاديمي.
ومنتدي للحوار يقدم فرصة لالتقاء المفكرين والمؤلفين والكتاب لمناقشة القضايا الحيوية التي تؤثر في المجتمعات الحديثة، وقد أسفر المؤتمر الأول للإصلاح العربي الذي عقد في 2004 عن انشاء منتدي الإصلاح العربي.
كما تستضيف مكتبة الإسكندرية عدداً من المؤسسات من بينها أكاديمية مكتبة الإسكندرية، والمجموعة العربية لاخلاقيات العلوم والتكنولوجيا، ومؤسسة أناليند للحوار بين الثقافات، ومعهد دراسات السلام، ومركز رينيه جان ديبوي للقانون والتنمية، وشبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الاقتصاد البيئي ويستمر عدد هذه الشبكات في النمو لتصبح مكتبة الاسكندرية بذلك مركزا للعديد من الشبكات الدولية والاقليمية.
وليس غريبا بعد هذا كله أن نعرف أن المكتبة تستقبل مليون زائر سنويا كما تقيم أكثر من 500 حدث ثقافي وفني كل عام.
وقد كان لي شرف المشاركة في العديد من هذه الأحداث الثقافية والفكرية، ونجاحة في إطار منتدي الاصلاح العربي الذي يقوده باقتدار الدكتور محسن يوسف.
كما كان لي شرف انتخابي مقررا لاحدي اللجان الاستشارية للمكتبة وهي لجنة الاعلام التي يرأسها الدكتور خالد العزب.
ومن خلال ذلك أتيحت لي فرصة متابعة الأنشطة المتعددة لهذه المكتبة التي نجحت في أن تكون وريثة للمكتبة القديمة وامتدادا لتراثها الحافل في التواصل بين الثقافات والتعددية الفكرية مع بصمة عصرية بطبيعة الحال ربما كان أهمها في المجال الرقمي فبعد انضمام المكتبة كشريك استراتيجي كامل لاتحاد المكتبات الرقمية مضت قدما في العمل في مجالات مختلفة ونجحت في تطوير البنية التحتية الفنية بالمكتبة وقامت بتركيب أجهزة Petabox الخاصة بأرشيف الانترنت والتي تعد أكبر الأجهزة المصممة من أجل التخزين الكمي للبيانات وكانت نتيجة ذلك أن المواقع الالكترونية للمكتبة استقبلت أكثر من مائة مليون زائر هذا العام وفي هذا السياق قام الدكتور اسماعيل سراج الدين في ابريل 2007 بالتوقيع علي اتفاقية شراكة مع مكتبة الكونجرس تحصل مكتبة الاسكندرية بمقتضاها علي حق الامتياز في تطوير المكتبة الرقمية العالمية واستغلالها وبالتوازي مع ذلك خطت المكتبة خطواتها الأولي نحو اطلاق الفهرس العربي الموحد وهو مشروع ضخم يستهدف تطوير أحدث الأدوات البيلوجرافية وصياغتها في شكل عربي معاصر.
ألا يدعو ذلك كله إلي الشعور بالفخر؟!
لكن لماذا الشعور بالغضب والأسي أيضا؟!
السبب أن هذا الانجاز الجبار مازال حكرا علي الصفوة وحبيسا داخل أسوار النخب المعزولة عن المجتمع ورغم المضمون الايجابي لكل هذه النشاطات الرائعة فإن قدرته علي الاشعاع واختراق الثقافة التقليدية المتخلفة السائدة في المجتمع، مازالت قدرة محدودة للغاية.
والدليل علي ذلك أنه علي بعد أمتار معدودات من المكتبة شهدت مدينة الاسكندرية مظاهرات متعصبة ومصادمات طائفية بين المسلمين والمسيحيين بينما المفروض أن مكتبة الاسكندرية بالذات هي منارة التسامح والحوار والتعددية والبعد عن التزمت!!
السبب أيضا هو أن مؤسسة الخرافة مازالت ـ رغم هذه الجهود المحترمة ـ هي أقوي المؤسسات في هذا البلد ونحن في القرن الحادي والعشرين.
السبب كذلك هو أن المجتمع مازال يدير ظهره للعلم والعلماء والفكر والمفكرين ويحتفي بالدجالين والأفاقين والمهيجين وحملة المباخر والمبشرين بثقافة الموت ومن المخجل ـ مثلا ـ أن نتذكر أن مكتبة الاسكندرية استضافت ستة من حملة جائزة نوبل في العلوم وكانت القاعة التي تستقبلهم خاوية علي عروشها ولم يكن عدد الحاضرين للاستماع إلي هؤلاء العلماء الكبار سوي ثمانية!!
ألا يدعو ذلك إلي الغضب والأسي والأسف؟!
رغم ذلك.. لا نملك سوي تحية هذه الكوكبة الممتازة العاملة في هذا الصرح الحضاري وتهنئتهم بعيد الميلاد الخامس للمكتبة ولعل الأعوام القادمة أن تكون أفضل لها ولهم ولمصر.
وكل عام وأنتم بخير



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين
- برنامج الأخوان:طلب لجوء سياسى جماعى إلى الماضى
- تصريحات ساويروس .. المهذبة
- رسالة أمل .. من نوبل
- الملك فاروق الأول .. والأخير!
- فواتير الصيام -المضروبة- فى بنك تنمية الصادرات
- النوبة تصرخ يا ناس!!
- قرار شجاع .. حتى لو جاء متأخرا
- بلد شهادات !
- ثمانون جلدة للصحفيين .. وثمانون مليون جلدة للدولة المدنية ال ...
- حتى فى إندونيسيا: الأصوليون يستغلون الديموقراطية .. لذبحها!
- حرب الاستنزاف
- -سر- ماهر أباظة
- الصحافة .. فى مرمى النيران المعادية والصديقة!
- هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعد هجرس - أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخامس