أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هل مازالت مصر أم الدنيا؟!














المزيد.....

هل مازالت مصر أم الدنيا؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هبة عاطف فتاة مصرية، لكنها ليست ككل الفتيات، فهى أولى أوائل الثانوية العامة .. وما أدراك ما هى الثانوية العامة هذه الأيام!
"هبه" سافرت مع بعثة أوائل الطلبة التى تنظمها جريدة "الجمهورية" منذ سنوات، وربما كانت هذه هى المرة الأولى التى تسافر فيها إلى أوروبا.
البنت رأت وسمعت ولمست بنفسها نوعية الحياة فى هذه البلدان، ويبدو أنها أصيبت بما يسمى "الصدمة الحضارية" التى أصابت معظمنا عندما مررنا بنفس التجربة.
وتحت وقع هذه "الصدمة الحضارية" قامت "هبة" حسب التقرير الإخباري للزميل مجاهد خلف بـ "الجمهورية" يوم الأحد الماضى – قامت بتوجيه السؤال التالى للسفير المصري فى برلين، محمد العرابى "تعلمنا ان مصر هى ام الدنيا.. والجميع يتمتع بروح عالية للانتماء وحب الوطن. لكن مع المقارنة بالعالم وما نشاهده من تقدم علمى وحضارى فى أوروبا.. هل تعتقد أن مصر لاتزال أم الدنيا؟!
سؤال "هبة" لم ينبع من فراغ.. بل جاء نتيجة ملاحظتها بأن الهوة شاسعة بين "العالم الأول" وبين بلداننا التى توصف تأدبا بأنها "نامية".
وهى فجوة مخيفة بالفعل، ويكفى لإدراك مدى جسامتها أن نتذكر أن اجمالى الناتج المحلى لكل العرب من المحيط الى الخليج- إذا استثنينا البترول والغاز – يعادل بالكاد اجمالى الناتج المحلى لدولة أوروبية صغيرة واحدة هى فنلندا.
أى أن ثللاثمائة مليون عربى ينتجون بالكاد ما يعادل ما ينتجه خمسة ملايين فنلندى!!
والمقارنة ليست مفزعة فقط عندما تكون بين أحوالنا وبين أحوال البلدان الأوروبية المتقدمة، وإنما تكون مفزعة بدرجة أكبر عندما تكون مقارنة بين أحوالنا وبين أحوال بلاد كانت أسوأ حالا منا وأصبحت الآن تسمى بـ "النمور". ويكفى أن نتذكر – على سبيل المثال – أن دولة مثل ماليزيا التى كانت مضرب الأمثال فى الفقر والتخلف حتى سنوات قليلة سابقة، ويقطنها 27 مليون شخص بعضهم مالاوى وبعضهم الآخر من أصل هندى، وبعضهم الثالث من أصل صينى، وتتنوع أديانهم بين مسلمين وهندوس وبوذيين، هذه الدولة الصغيرة ذات التركيب الديموجرافى الهش كان إجمالي صادراتها العام الماضى أربعة عشر أضعاف صادرات مصر بجلال قدرها!
ونحن لانجتر هذه الأمثلة من أجل الذات، وإنما من أجل أن نعرف مواطئ أقدامنا، حتى ندرك ماذا ينبغى لنا أن نقوم به حتى نلحق بركب التقدم الذى تخلفنا عنه لأسباب كثيرة ليس هذا مجال الخوض فيها.
إذن سؤال هذه الفتاة الصغيرة النابهة لا يجب أن يكون موضع استنكار كما لا ينبغى الرد عليه بترديد شعارات رنانة، وإنما ينبغى أن يكون موضع ترحيب، وأن تجتهد الجماعة الوطنية على اختلاف فصائلها وأحزابها ومدارسها الفكرية والسياسية فى ابتكار حلول حقيقية وجادة لجبال المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية الماثلة أمامنا.
وهذه المهمة غائبة إلى حد بعيد، لأن ما لدينا حتى الآن، وفى الأغلب الأعم، اجتهادات لسياسات جزئية وقصيرة الأمد تتبناها الأحزاب والجماعات النشطة.
وهى فى كثير من الأحيان اجتهادات تتسابق حول مدى العودة إلى الماضى، فمنها من يريد إعادتنا أكثر من أربعة عشر قرنا إلى الوراء، ومنها من يريد إعادة عقارب الساعة الى عام 1919 .. وهكذا.
وبالتالى فإنه يغيب عنا استشراف المستقبل، كما تغيب عنها "الرؤية" الاستراتيجية الشاملة. فما من حزب من الأحزاب أو الجماعات لديه رؤية عن مصر التى نريدها بعد خمسين عاما مثلا، بكل ما يتطلبه ذلك من دراسة جدية للأوضاع الداخلية بكل تعقيداتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتشابكاتها مع الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة والمحتملة، وبناء على ذلك كله يتم وضع "خطة" وطنية للتحرك نحو المستقبل.
ومن زار ماليزيا – على سبيل المثال- منذ عشرين أو ثلاثين عاما، فإنه قد رأى بالضرورة رقم 2020 مكتوبا فى كل مكان. هذا الرقم كان هو البرنامج الزمنى لانتقال ماليزيا من العالم الثالث لتكون دولة متقدمة بالكامل عام 2020.
وليست هذه مجرد أمنية، أو حلم، وإنما هى"خطة" مدروسة تستطيع أن ترى بعينيك فى كل مرة تزور فيها ماليزيا "طوبة" يتم وضعها فى مكانها المدروس سلفا، لتشكل فى مجملها صرحا شامخا فى نهاية المطاف.
هذه "الرؤية" المستقبلية، المصحوبة بخطة عمل، والمشفوعة بإرادة سياسية وتوافق وطنى عام، مازالت غائبة عنا للأسف الشديد، رغم وجود إنجازات جزئية هنا وهناك، ودراسات مستقبلية لايمكن إنكار أهميتها مثل ذلك المشروع البحثى الرائع الذى تم برعاية المفكر والمناضل الراحل الدكتور إسماعيل صبرى عبد الله فى "منتدى العالم الثالث"، وغيره الكثير من المحاولات الوطنية الجادة، فنحن لا نبدأ من فراغ، وإنما توجد خلف ظهورنا ثروة من الأفكار الإصلاحية الرائعة.
بيد أن هذه الجهود المخلصة، المتفرقة، تحتاج الى التكامل فى إطار توجه وطنى عام من أجل أن تعود مصر لتتبوأ المكانة التى تليق بها تحت الشمس، وان تكون "أم الدنيا" عن جدارة واستحقاق.
وتلك ليست أمنية، وإنما مهمة وطنية تتطلب التخلص من مؤسسة الخرافة ومؤسسة الفساد، وتستوجب إعادة الاعتبار إلى العقلانية والتفكير النقدى والديموقراطية والشفافية .. وغيرها من استحقاقات التقدم.
[email protected]



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...
- إنقذوا بحرنا!
- صفحة من دفتر أحوال الوطن .. بدون تعليق
- نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!
- أرباب العمل يطالبون بالمظلة النقابية للعاملين
- لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!
- بحار العطش
- الاستبداد... الشىء الوحيد الذي يشترك فيه العرب
- عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-
- هل طب المنصورة فوق القانون؟!
- أوصياء وكهنة... يبحثون عن وظيفة
- بشهادة محمد حسنين هيكل: ثورة .. إلا خمسة!


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - هل مازالت مصر أم الدنيا؟!