أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - حبس الصحفيين.. تاني!!














المزيد.....

حبس الصحفيين.. تاني!!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


صحيح أن الحكم الذي صدر مؤخراً بحبس أربعة من رؤساء التحرير سنة مع الشغل والغرامة المالية 20 ألف جنيه. هو مجرد حكم ابتدائي سيتم الطعن عليه والطعن في الحيثيات التي استند إليها شكلا وموضوعا.
لكنه مع ذلك يظل امراً خطيراً تسبب في صدمة مروعة للجماعة الصحفية وكل المهتمين بالعملية الديموقراطية وملف الاصلاح.
وأسباب هذه الصدمة متعددة ومتنوعة. أولها أنه يذكرنا بان وعد الرئيس حسني مبارك بإلغاء عقوبة الحبس للصحفيين- وغير الصحفيين- في قضايا النشر قد تم الالتفاف حوله. وأن ترزية القوانين نجحوا في تفريغ الوعد الرئاسي من مضمونه. حيث تم إلغاء عقوبة الحبس في بعض المواد بينما ظلت موجودة في أكثر من 18 مادة.
إذن المسألة ليست مجرد حكم بسجن أربعة من الزملاء. وإنما هي أيضا ذلك السيف المسلط علي رقاب جميع الصحفيين.
والأخطر أن هذا الحكم الابتدائي جاء في سياق حملة متصاعدة علي الصحافة والصحفيين ومناخ مليء بالتربص بالقدر غير المسبوق من حرية الصحافة. واستغل هؤلاء المتربصون ملابسات الشائعات التي ترددت بطول البلاد وعرضها عن صحة الرئيس حسني مبارك للصيد في الماء العكر والتحريض علي حرية الصحافة. رغم أن الصحافة لم تكن هي التي اخترعت هذه الشائعات. ورغم أن احباط هذه الأراجيف لم يكن يحتاج سوي بيان مقتضب من ثلاثة سطور يضع النقاط علي الحروف. لكن الإعلام الرسمي صنع أذناً من طين وأخري من عجين وتركا الشائعات تسري في أرجاء الوطن.
والأخطر كذلكك أن هذه الدعوة التي تم الحكم فيها بحبس زملائنا الأربعة لم يرفعها صاحب المصلحة الأصلي. وإنما رفعها محام مجهول بصورة تعيد إلي ذاكرتنا أسلوب "الحسبة" علي طريقة الشيخ يوسف البدري لكنها هذه المرة حسبة سياسية لا يليق أن يلجأ إليها الحزب الوطني. أو أن يغض الطرف عنها.
وهذه كلها أمور تسوغ شعور الجماعة الصحفية بالصدمة. والغضب.
ولا يكفي الشعور بالصدمة والغضب. وإنما يجب التحرك السريع من أجل وقف هذه الهجمة الجديدة علي حرية الصحافة.
وفي هذا التحرك المشروع يجب الانتباه لعدم الوقوع في ثلاثة فخاخ.
الفخ الأول هو التفريق بين الصحافة القومية والصحافة الخاصة والحزبية وإقامة سور صين عظيم بينها فهذا الخبز من ذاك العجين. والغالبية العظمي للعاملين في الصحف الخاصة والحزبية جاءوا من المؤسسات الصحفية القومية أصلا. والجميع في كل المؤسسات- قومية وحزبية وخاصة- صحفيون أبناء مهنة واحدة ولهم مصالح مشتركة.. والخطر الذي يهدد أحدهم اليوم يهدد الباقين غداً. والدفاع عن حرية الصحافة ليست مطلبا للصحفيين في المؤسسات الخاصة فقط. بل إنه علي رأس أولويات زملائهم في المؤسسات القومية. ولن ينجح النضال من أجل الالغاء الشامل والناجز للعقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر إلا بوحدة الصحفيين في جميع المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسات القومية.
الفخ الثاني هو محاولة تصوير الأزمة الراهنة بانها مشكلة بين الصحفيين والقضاة. صحيح ان حكم قاضي محكمة جنح العجوزة بحبس الزملاء الأربعة في رأينا حكم معيب. لكن المشكلة الرئيسية هي في القوانين التي استند اليها القاضي. والتي يجب إلغاؤها. ولا يمكن للعلاقة بين الصحفيين والقضاة إلا ان تكون علاقة تضامن وتعاون واحترام متبادل لأن البحث عن الحقيقة هو غاية الجميع.
الفخ الثالث هو ركوب موجة رفض الحبس في جرائم النشر لتبرير التجاوزات المهنية وتحويل الصحافة الي ساحة للسباب والشتائم والبذاءة وإشاعة الفوضي في البلاد.
فرفضنا لعقوبة الحبس ليس معناه موافقتنا علي مثل هذه التجاوزات غير المقبولة. والتي يجب أن يتم الوقوف ضدها بالمرصاد داخل الجماعة الصحفية قبل خارجها. وهذا يعني ضرورة الاسراع بتفعيل ميثاق الشرف الصحفي. والأساس الصحيح لهذا التفعيل المطلوب اليوم قبل الغد هو إلغاء عقوبة الحبس وسن قانون يتيح حرية تداول المعلومات.
هذه فخاخ ثلاثة يجب أن نتجنب الوقوع فيها وان تتشابك أيادي الصحفيين علي اختلاف مؤسساتهم وتنوع مدارسهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية من أجل حماية حرية الصحافة التي هي في التحليل الأخير أحد المكتسبات الرئيسية للمجتمع بأسره وليس للصحفيين فقط.
ونرجو أن يسود صوت العقل.. وأن تكلل بالنجاح تلك المساعي المخلصة الرامية الي التوصل الي تسوية للقضايا المنظورة أمام المحاكم التي أثارت هذه الزوبعة قبل أن يتسع الخرق علي الراقع.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...
- إنقذوا بحرنا!
- صفحة من دفتر أحوال الوطن .. بدون تعليق
- نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!
- أرباب العمل يطالبون بالمظلة النقابية للعاملين
- لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!
- بحار العطش
- الاستبداد... الشىء الوحيد الذي يشترك فيه العرب
- عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - حبس الصحفيين.. تاني!!