أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - النوبة تصرخ يا ناس!!














المزيد.....

النوبة تصرخ يا ناس!!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 13:05
المحور: المجتمع المدني
    


بدأ فتح ملفات كان أغلب الظن أنها أغلقت بالضبة والمفتاح وأصبحت من آثار الماضي الذي ولي ولن يعود.
ومن هذه الملفات المنسية ملف النوبة الذي تصور الكثيرون أنه دفن مع القري النوبية التي غرقت تحت مياه السد العالي ومن قبلها مياه خزان أسوان عام 1902.
لكن مائة عام وخمسة لم تكن كافية لقتل الحلم النوبي أو طمس الهوية النوبية التي استعصت علي التصفية رغم أربع موجات كبري من التهجير.
وهي موجات تزامنت أساسا مع المحاولات المصرية الجسورة لترويض نهر النيل عن طريق إجراء «جراحات جغرافية» لمجراه كان أبناء النوبة ضحيتها حيث اضطرتهم هذه المحاولات المستميتة للسيطرة علي النيل أي ترك ديارهم وخزائن تذكاراتهم ومهد آبائهم وأجدادهم.
ورغم تضحيتهم بكل هذا من أجل مصر فإن البيروقراطية المصرية العتيدة والعقيمة لم تقدر هذه التضحيات العظيمة بل إنها تفننت في العكننة علي أجيال متتالية منهم بدءا من التعويضات الهزيلة عن ممتلكاتهم والتي لم تتجاوز في كثير من الحالات عشرة قروش عن النخلة المثمرة «تصوروا ذلك»!!
ثم تعمدت إعطاء الأولوية لمستثمرين خليجيين في الحصول علي الأراضي المحيطة ببحيرة ناصر مفضلة إياهم علي النوبيين وبعد أن اتسع الخرق علي الراقع ظهرت حركات نوبية تطالب بالحقوق الضائعة في دهاليز البيروقراطية سميكة الجلد وعديمة الإحساس.
وترافق ظهور بعض هذه الحركات مع موجة العولمة التي اكتسحت كوكبنا.... وهي الموجة التي اكتسبت وجهين متناقضين لكنهما متساندان وظيفيا علي الأرجح.
الوجه الآخر هو الاتجاه إلي تكوين كيانات كبيرة عابرة للقوميات مثل الاتحاد الأوروبي والنافتا التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك وغيرهما.
والوجه الثاني هو الاتجاه إلي القبلية والعشائرية عن طريق تفتيت الدولة القومية وتحللها إلي جماعات عرقية أو طائفية. وظهر هذان الوجهان في مناطق متعددة من العالم وكالعادة تصور العرب أن ما يجري في العالم لا تسري قوانينه عليهم!!
وإذا بهم يفاجأون بتوجيه ضربات شديدة إلي نموذج الدولة القومية في كثير من الحالات كما نشهد في السودان والعراق ولبنان والبقية تأتي.
وفي مصر أخذ هذا الاتجاه صورتين، إحداهما طائفية حيث أخذ الفرز الديني، الإسلامي والمسيحي، أبعادا غير مسبوقة.
أما الصورة الثانية فهي إثنية وأهم تجلياتها ـ حتي الآن ـ بدو سيناء وأبناء النوبة، مع الاعتراف بوجود فوارق كبيرة بين الجماعتين.
ولا يعني هذا الإيحاء بوجود مؤامرة وراء ظهور الحركة النوبية وإنما يعني أن الظرف العالمي أصبح مواتيا بدرجة أكبر لتقبل مثل هذه الحركات كما أن الملابسات الإقليمية توجد مناخا مناسبا لبعض الأطراف التي يمكن أن تستفيد من هذه الحركات وأن تستغلها لتحقيق مصالحها.
وعلي سبيل المثال فإن المؤتمر الثاني للأقباط الذي عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن في نوفمبر 2005 اهتم باستضافة ممثلين عن أبناء النوبة وطرح مطالبهم، كما أن بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي أبدوا اهتماما متزايدا بالملف النوبي.
لكن تبقي العوامل الداخلية هي الأساس ونقطة الانطلاق هي أن لأبناء النوبة مطالب.. وأن هذه المطالب عادلة ومشروعة وأن البيروقراطية المصرية عبر الحكومات المتعاقبة منذ العصر الملكي حتي الآن قد صنعت أذنا من طين وأخري من عجين، إزاء هذه المطالب.
وأن هذا التجاهل هو الذي يدفع بعض أبناء النوبة بوعي أو بدون وعي إلي وضع قضيتهم أمام محافل دولية بعض أقطابها يتحينون الفرصة للاصطياد في الماء العكر والتدخل في شئون مصر.
وهو نفس الخطأ الذي ارتكبته البيروقراطية المصرية من قبل ومازالت ترتكبه حتي اليوم فيما يتعلق بالملف القبطي، حيث تتلكأ أمام حل كثير من شكاوي الأقباط حتي أصبحت هذه الشكاوي مزمنة، ودب اليأس في نفوس المواطنين المصريين المسيحيين من إمكانية حلها في إطار الجماعة الوطنية فقرروا حملها إلي الخارج لعل وعسي!!
وربما يكون ذلك سلوكا يفتقرإلي الفطنة وحسن التقدير لكن المسئولية الأولي تقع علي عاتق هؤلاء الذين بيدهم حل كثير من المشاكل بجرة قلم لكنهم يقدمون رجلا ويؤخرون أخري، الأمر الذي يزيد الطين بلة ويسيء إلي الجميع مسلمين ومسيحيين.
ونفس الشيء يتكرر مع الملف النوبي الذي نتسبب ببلادة بيروقراطيتنا في دفع البعض إلي البحث عن حل في الخارج وبالذات في واشنطن.
فلماذا لا نتعلم الدرس ولا نبادر نحن إلي تبني مطالب أشقائنا أبناء النوبة طالما أنها مطالب عادلة ومشروعة بدلا من أن نتركها ورقة في يد من لا يضمرون لوطننا الخير، ولماذا لا تبادر هيئة قومية مثل المجلس القومي لحقوق الإنسان إلي تبني هذا الملف والدعوة إلي عقد مؤتمر وطني تحضره جميع الأطراف المعنية من أجل حوار صريح يضع الأمور في نصابها؟!
فهل من مجيب؟



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار شجاع .. حتى لو جاء متأخرا
- بلد شهادات !
- ثمانون جلدة للصحفيين .. وثمانون مليون جلدة للدولة المدنية ال ...
- حتى فى إندونيسيا: الأصوليون يستغلون الديموقراطية .. لذبحها!
- حرب الاستنزاف
- -سر- ماهر أباظة
- الصحافة .. فى مرمى النيران المعادية والصديقة!
- هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - النوبة تصرخ يا ناس!!