أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حرب الاستنزاف














المزيد.....

حرب الاستنزاف


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمور الاقتصاد، وشئون السياسة، وهموم الثقافة، وأوجاع الناس والمجتمع كثيرة أكثر من الهم على القلب.
ويحتاج كل منها إلى تفرغ كامل من كتيبة من الصحفيين من أجل كشف النقاب عن أسرارها وخلفياتها واللاعبين الرئيسيين والفرعيين الذين يضعون قواعد اللعبة أو يكسرونها فى كل واحدة من هذه الأمور والشئون والهموم والأوجاع، ويستفيدون من وضعها أو كسرها، ويستفيدون أكثر من التعتيم عليها وإبقائها فى طى الكتمان.
ولذلك قلنا مراراً وتكراراً أن هناك تحالف خفى بين الفساد والاستبداد، وأن الفاسدين والمفسدين هم المستفيدون رقم واحد من تكميم الصحافة ووضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين، وأنهم متربصون دائماً فى الظلام يتحينون الفرصة للانقضاض على حرية الصحافة.
وبدلاً من أن أكتب اليوم عن فزورة بيع بنك القاهرة، ويكتب غيرى عن عجز حكومة الدكتور أحمد نظيف عن السيطرة على غول الأسعار التى تشوى ملايين المصريين من مختلف الطبقات، أو عن أى قضية أخرى من القضايا التى تهم الوطن والأمة..
بدلاً من ذلك يتم جرجرتنا إلى حرب استنزاف طويلة تضطرنا للتفرغ للدفاع عن حق الصحفيين فى الكتابة بعد أن أصدر قاضى محكمة جنح العجوزة حكمه ضد أربعة رؤساء تحرير صحف خاصة، دفعة واحدة، بالحبس مع الشغل لمدة سنة، وكفالة لوقف التنفيذ، وغرامة، وتعويض مبدئى للمدعيان بالحق المدنى وهما محاميان مغموران من أعضاء الحزب الوطنى.
وليس من قبيل التعليق على هذا الحكم، الذى سيتم الطعن عليه بكل تأكيد والطعن فى حيثياته أمام درجة تقاضى أعلى، أن نقول أنه أصاب جميع الصحفيين – على اختلاف مدارسهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية – بصدمة شديدة.
وأسباب هذه الصدمة متعددة.
أولاً – هذا الحكم – الذى هو ليس أكثر من حكم ابتدائى سيتم الطعن فيه – يؤكد ما سبق أن حذرنا منه من قبل، وهو أنه تم الالتفاف حول وعد الرئيس حسنى مبارك بإلغاء القوانين التى تجيز حبس الصحفيين – وغير الصحفيين – فى قضايا النشر، فتم إلغاء بعضها والابقاء على 18 مادة على الأقل فى قوانين متفرقة تجيز الحبس، وبعضها استند إليه قاضى محكمة جنح العجوزة. وهذا يعنى أن معركة الصحفيين ضد إلغاء القوانين السالبة للحرية فى جرائم النشر مازالت مستمرة ومدرجة على قمة جدول أعمال الجمعية العامة لنقابة الصحفيين.
ثانياً – هذا الحكم يتضمن خلطا غير معهود، وغير مقبول، بين القانون والسياسة. فهو من ناحية يعيد نظام "الحسبة" إلى ساحات القضاء، لكن هذه المرة من بوابة خلفية هى بوابة الحزب الوطنى وليس من بوابة أشخاص مثل الشيخ يوسف البدرى. وهناك ما يشبه الاجماع بين المراجع القانونية والدستورية على أن المحاميين اللذان رفعا هذه الدعوى ليس لهما حق قانونى لاقامتها لأنه لم يلحق بهما ضرر مما نشرته الصحف الأربع. وصاحب الحق فى إقامة هذه الدعوى هو الرئيس حسنى مبارك باعتباره رئيس الحزب الوطنى.
ثالثاً – أن صدور حكم يجرم نقد الحزب الوطنى سابقة خطيرة تهدد العملية الديموقراطية، حتى لو كان هذا النقد ينطوى على تجاوز ما. وليس مقبولاً أن يكون هذا التجريم مقرونا بكيل المديح المباشر أو غير المباشر لزعماء الحزب الوطنى من فوق منصة القضاء.
رابعاً – أن حبس رؤساء التحرير الأربعة – على اختلاف توجهاتهم السياسية – يأتى فى سياق حملة تحريض متصاعدة ضد الصحافة بذريعة وجود تجاوزات، من حق الرأى العام أن يتشكك فى أن تكون مقدمة لـ "سونامى" يقضى على ما حققه الصحفيون من مكتسبات فى السنوات الماضية وعلى ما تحقق لهم من هامش حرية نسبى لم يسبق له مثيل. وأن يكون ذلك مقدمة لتمرير قرارات اقتصادية وسياسية لا تحظى بالشعبية.
لهذا كله .. فإنه ليس من المهم أن نتفق أو تختلف مع عادل حمودة أو ابراهيم عيسى أو وائل الإبراشى أو عبدالحليم قنديل، فكل واحد منهم عالم بكامله مختلف عن زملائه الثلاثة، وإنما الأهم هو أن الحكم الذى صدر فى حقهم تهديد لكل الصحفيين ولحرية الصحافة.
وبناء على ذلك .. فأننى أرجو الاعتذار للقارئ فى أننى – وغيرى من الصحفيين – مضطرون للدفاع عن حقنا فى الكتابة بحرية ودون خوف ودون أن ترتعش الأقلام فى أيدينا، بدلاً من الكتابة عن هموم القارئ .. ولكن لعل عذرنا هو أن الهم واحد.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سر- ماهر أباظة
- الصحافة .. فى مرمى النيران المعادية والصديقة!
- هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...
- مجموعة الخمس عشرة.. هل تذكرونها؟!
- هل مازالت مصر أم الدنيا؟!
- الصحفيون ليسوا شتامين.. والصحافة ليست وشاية
- التلاسن لا يحل مشاكل الوطن
- ضحايا حماية المستهلك !!
- ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...
- إنقذوا بحرنا!
- صفحة من دفتر أحوال الوطن .. بدون تعليق
- نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!


المزيد.....




- إطلاق سراح هانيبال القذافي بعد 10 سنوات من السجن في لبنان
- العراق يرد على تصريحات إيرانية رسمية -مستفزة- بشأن الانتخابا ...
- عباس في الإليزيه غداً.. ملفات غزة من خطة السلام إلى الأمن وا ...
- محمد ثروث حسن: عالم مصري يبتكر ضوءا لا يخترق
- شتاينماير يناشد تبون العفو عن بوعلام صنصال لأسباب إنسانية
- الحنين يعود بميسي إلى برشلونة .. زيارة كامب نو تثير التكهنات ...
- القضاء الفرنسي يأمر بالإفراج عن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ...
- كيف بدت الصور الأولى لإعصار فونغ وونغ الذي ضرب الفلبين؟
- انطلاق حملة التلقيح التعويضية للأطفال في قطاع غزة
- ساركوزي يغادر السجن بعد أمر محكمة فرنسية بإخلاء سبيله


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حرب الاستنزاف