أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - متى نتوقف عن اللت والعجن فى قضايا القرون الوسطى؟!














المزيد.....

متى نتوقف عن اللت والعجن فى قضايا القرون الوسطى؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2121 - 2007 / 12 / 6 - 11:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شهدت القاهرة يوم الأثنين الماضى مؤتمراً بالغ الأهمية – من حيث موضوعه – عن قضايا "المواطنة" فى مصر، وأيضاً من حيث المشاركين فيه وعلى رأسهم المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى استضاف عدداً من الشخصيات العامة والقيادات النشطة للجاليات المصرية فى الخارج، قبطية وغير قبطية.
ورغم أهمية الموضوع وأهمية المشاركين فى تناوله جاءت التغطية الصحفية والإعلامية له باهتة إلى حد بعيد. واكتفت معظم الصحف بإلقاء قليل من الضوء على "إعلان حقوق المواطنة" الصادر عن المؤتمر، والذى اعتبر عام 2008 هو عام المواطنة فى مصر تزامناً مع الذكرى الستين للاعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادر عام 1948، كما قرر المجلس أن يعقد فى نهاية العام القادم مؤتمراً قومياً للمواطنة. وأعرب عن أمله أن يتم خلال هذا العام إعداد التشريعات اللازمة لتكريس المواطنة وتطبيقاتها بلا تمييز فى إطار برنامج متكامل للحوار الوطنى تشارك فيه كل فاعليات المجتمع حكومية وغير حكومية ومراكز البحوث والدراسات والجامعات حول مضمون المواطنة.
كما أصدر المؤتمر توصيات فرعية أخرى من بينها ضرورة عدم التمييز فى العمل سواء بناء على الجنس أو العرق أو الدين أو النوع، ووضع نظم معلنة وشفافة لشغل فرص العمل المتاحة بناء على شروط موضوعية وعدم التمييز بين المواطنين فى الحصول على قروض لإقامة المشروعات للشباب، كما طالب المؤتمر بتنظيم حملة قومية لمكافحة الوساطة باعتبارها من أفدح صور التمييز.
وفيما يتعلق بالأوراق الثبوتية طرح المؤتمر بديلين: إما حذف خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى أو عدم الاقتصار على اثبات الديانة على أصحاب الديانات السماوية انطلاقا من حرية العقيدة ( فى إشارة إلى البهائيين الذين لا يحب كثير من المسلمين والمسيحيين أن يعتبروا البهائية ديانة كباقى الديانات).
كما أوصى المؤتمر بضرورة إصدار قانون لمناهضة التمييز فى جميع صورها والتى لا تخضع حتى الآن لتعريف واضح، وأوصى أيضاً بضرورة إجراء مراجعة تشريعية شاملة للقوانين التى تتضمن شبهة التمييز وإنشاء "مرض" للمساواة ومناهضة التمييز يختص بشكاوى إدعاءات التمييز.
وفيما يتعلق بمبدأ المواطنة ودور العبادة حث المؤتمر مجلس الشعب على الاسراع فى اصدار القانون الموحد لدور العبادة.
والواضح من هذا الاستعراض الموجز للتوصيات، أن المؤتمر وضع يده على عدد من القضايا الأساسية والحساسة والتى ظلت فى عداد "المسكوت عنه" سنوات وعقود طويلة.
لكن .. وهناك دائماً "لكن"..
وجهت شخصيات قبطية بالمهجر هجوماً شديداً إلى المؤتمر لأنه لم يتم دعوتهم بشكل رسمى، وذلك رغم مشاركة ثلاثة قيادات قبطية بارزة فى المهجر أعلنوا أنهم يمثلون منظماتهم وهم مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة، ونبيل عبد الملك من الاتحاد المصرى بكندا وعادل جندى من فرنسا.
بل قيل أن الدعوة لم توجه لأحد من الكنيسة القبطية ذاتها سوى القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة الذى انتقد بدوره عدم حضور مسئولين من حكومة الدكتور أحمد نظيف وكأنها لا تعبأ بانعقاد مثل هذا المؤتمر من الأصل.
كما تضمنت الانتقادات شكاوى عديدة عن سوء التنظيم، وضيق ا لوقت بصورة قضت على أى فرصة للحوار الجدى حول هذه القضايا الشائكة.
ومع ذلك فإن مجرد انعقاد المؤتمر فى القاهرة، وبمبادرة من المجلس القومى لحقوق الانسان، يمثل فى حد ذاته بادرة طيبة تأخرت كثيراً.
ثم إن "العناوين" التى تضمنها "إعلان حقوق المواطنة" بالغة الأهمية، وتمثل "خريطة طريق" نرجو ألا يكون مصيرها مثل مصير "خريطة الطريق" الأمريكية للشرق الأوسط. لأن هذه العناوين تذهب مباشرة إلى رءوس المشاكل الحقيقية، والأهم أنها تتضمن توصيات محددة، كل توصية منها موجهة إلى الجهة المعنية، فضلاً عن أنها فى مجملها "تطالب بإعداد التشريعات اللازمة لتكريس المواطنة وتطبيقاتها بلا تمييز فى إطار برنامج متكامل للحوار الوطنى"، وبالتالى فإنها تضع الكرة فى ملعب كل فاعليات المجتمع حكومية وغير حكومية ومراكز البحوث والدراسات والجامعات حول مضمون المواطنة.
وإذا كان هناك خلل فى تنظيم المؤتمر أو سلبيات فى أعماله فإن هذا الخلل لا يمثل جوهر الشكوى، وإنما جوهر الشكوى هو أن الكلام يتردد مراراً وتكراراً دون نتيجة. والمؤتمرات تعقد وتنفض بينما كل شئ يبقى على حاله، إن لم تكن الأمور تزداد سوءاً ونتراجع إلى الوراء فى بعض الحالات والمجالات.
وهذا هو بيت الداء .. فنحن نتكلم وننفعل .. ثم نهدأ ويفتر حماسنا وننسى أصل الحكاية .. إلى أن نصحو فجأة على كارثة جديدة، وهكذا نظل ندور فى نفس الدائرة المغلقة التى آن الآوان لكسرها .. ليس فقط لأن هناك أعداء خارجيين يتربصون بنا ويتحينون الفرصة لاستخدام هذه الشكاوى وتلك المظالم كذريعة للتنطع على شئونا الداخلية، وإنما أيضاً وأساسا لأن واجبنا الأساسى أن نرسى قواعد العدل داخل بلادنا بصرف النظر عما يريده أو لا يريده هذا الطرف الخارجى أو ذاك.
وهذا بدوره يحيلنا إلى قضية أوسع.. ألا وهى ان قضية المواطنة لا يجب اختزالها فى فضية المساواة بين المسلمين والمسيحيين أبناء الوطن المصرى الواحد، وإنما هى أشمل من ذلك فهى تعنى قبل ذلك الانتقال من المجتمع التقليدى إلى المجتمع الحديث، ومن الدولة الأبوية إلى الدولة المدنية ومن حكم الفرد إلى حكم القانون، وبالتالى انتقال الناس من وضعية "الرعايا" إلى وضعية "المواطنين" المتساوين أمام القانون بصرف النظر عن الجنس أو العرق أو الدين أو غير ذلك من اعتبارات .. كنا نظنها قد اختفت من على ضفاف النيل لكننا نفاجأ كل يوم بعودتها فى صورة قبيحة ومخيفة تعيد إلينا بدورها أشباح القرون الوسطى وعصور الظلام.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتذكرون بنك القاهرة ؟
- جماعة الإدارة العليا .. بامتياز (2)
- القلق لا يليق بإسرائيل .. فقط
- الكل فى واحد : مدارس صحفية متعددة ومطالب نقابية موحدة
- رغم سلبيات تافهة وتجاوزات غير بريئة.. ألف مبروك للصحفيين .. ...
- الثورة الفرنسية .. الثانية
- نشرة حكومية .. لكنها تستحق الاحترام
- يومان داخل عرين -حلف شمال الأطلنطى- .. يا حفيظ!
- إنها الحرية .. يا غبى
- أيها المجتمع المدنى الكسيح .. كم من الجرائم ترتكب باسمك؟!
- جرثومة الكسل الاسلامية!
- لا تقولوا أن -الفلوس- هى السبب !
- أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخ ...
- ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين
- برنامج الأخوان:طلب لجوء سياسى جماعى إلى الماضى
- تصريحات ساويروس .. المهذبة
- رسالة أمل .. من نوبل
- الملك فاروق الأول .. والأخير!
- فواتير الصيام -المضروبة- فى بنك تنمية الصادرات
- النوبة تصرخ يا ناس!!


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - متى نتوقف عن اللت والعجن فى قضايا القرون الوسطى؟!