|
نداء عاجل إلى من يهمه الأمر
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 10:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أشياء تنتمي إلى اللامعقول تحدث في هذا البلد. فنحن نبحث عن دعم رغيف الخبز للملايين من المصريين، ونفتش في الدفاتر القديمة والجديدة لتدبير أبواب لتمويل القوت الضروري للشعب ونشكو من العجز المزمن في الموازنة العامة للدولة، بينما نهدر كنوزاً بكل ما فى الكلمة من معنى أو نسئ استخدامها أو تذهب عائداتها بالملايين إلى جيوب من لا يستحقونها. وعلى سبيل المثال من يصدق أننا مازلنا نبيع "الطفلة" بسعر خمسة وعشرين قرشاً ( أكرر 25 قرشاً) للطن، علماً بأن هذه "الطفلة" تستخدم في صناعة الأسمنت. وكان هذا السعر التافه هو المعمول به منذ عام 1962 عندما كان سعر طن الأسمنت أربعمائة قرش ( أي أربعة جنيهات). والآن قفز سعر طن الأسمنت إلى أكثر من 500 جنيه ومازالت مصانع الأسمنت ( التي سيطر عليها الأجانب) تحصل على الطفلة بربع جنيه للطن! هذا المثال الاستفزازي ليس سوى "غيض من فيض" إذا ما قورن بأحد الخامات التي تشكل جزءاً من ثروة مصر المعدنية المهملة والتي إذا ما أجدنا استثمارها لتغير الحال وتوقفت حكوماتنا من الشكوى من الفقر وضيق ذات اليد. وأقصد بذلك خام الفوسفات والرمال السوداء في مصر. ولا نضيف جديداً إذا قلنا إن خام الفوسفات تقوم عليه صناعات كبيرة من أهمها حمض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاتية المركبة بأنواعها. علماً بأن الطلب العالمي على الأسمدة الفوسفاتية يتنامى بمعدل نمو 5% سنوياً في المتوسط، ومن المتوقع أن يستمر تزايد الفجوة عالمياً عاماً بعد عام وأن يصل العجز من الأسمدة الفوسفاتية إلى حوالى 18.8 مليون طن عام 2020. أما الزراعة في مصر فتحتاج 1.6 مليون طن سنوياً يوفرها الانتاج المحلى حالياً حيث يصل إلى 1.8 مليون طن. وستصل احتياجات الأسمدة الفوسفاتية المتوقعة حتى عام 2017 على حوالي 3.5 مليون طن يلزم لإنتاجها توافر حوالى 2.6 مليون طن من الخام سنوياً. أما عن إجمالي احتياجات الشركات القائمة والجديدة من خام الفوسفات فيبلغ حوالي 2.1 مليون طن، كما يبلغ احتياج الشركات المتقدمة فى حالة الموافقة على جميع المشروعات حوالى 3.7 مليون طن بإجمالى 5.8 مليون طن. ومع ذلك.. فليس هذا هو المهم.. المهم حقاً هو ان خام الفوسفات الرسوبي على الصعيد العالمى يحتوى على نسبة من اليورانيوم تتراوح ما بين 50 و200 جرام للطن. ويمكن استخلاص اليورانيوم من حامض الفوسفوريك الذى يتم إنتاجه بالطريقة الرطبة. وقد بينت الدراسات وجود نسبة من أملاح اليورانيوم فى الفوسفات المصرى شأنه شأن كل الفوسفات ذى الأصل الرسوبي العضوى فى العالم، وهى بضع عشرات من الأجزاء فى المليون. كذلك اتضح وجود تركيز غير عادى للعناصر الأرضية النادرة فى فوسفات الصحراء الغربية وذلك بالمقارنة مع رواسب وادي النيل ورواسب البحر الأحمر. واتضح – مثلا – أن نسبة اليورانيوم فى خام الفوسفات السباعية غرب أسوان تماثل نسبته فى خام فوسفات ولاية فلوريدا الأمريكية والذي يجرى استخلاص اليورانيوم منه منذ الخمسينيات وهى 60 جراماً للطن. كما سبق لهيئة المواد النووية الحصول على عينات من حمض الفوسفوريك المنتج من شركة أبو زعبل بطاقة 70 ألف طن فى السنة وأجرت عليه دراسات معملية بينت إمكانية استخلاص اليورانيوم من الحامض بدون مشاكل فنية بالطريقة المتبعة في شركة "برابون" بلجيكا وثلاثة مصانع بولاية فلوريدا الأمريكية. وأجريت دراسة جدوى اقتصادية وفنية وهندسية على الحامض بشركة "كوبي لا فالين" بالتعاون مع شركة "برابون" وذلك فى أغسطس عام 1989 واتضح من الدراسة أهمية مضاعفة إنتاج حامض الفوسفوريك إلى ما يعادل 120 ألف طن خامس أكسيد الفوسفور سنوياً والتى تمثل الطاقة الحدية المقبولة اقتصاديا حتى يمكن ان تحقق عائداً تجارياً. وفى هذه الحالة يرتفع الإنتاج المتوقع إلى حوالي 35 طناً فى السنة من أكسيد اليورانيوم. والآن .. لكى نرى الكمية الاقتصادية لخام الفوسفات الذى يوجد فيه هذا اليورانيوم يجب أن نعرف أن 10 جرامات من اليورانيوم يزيد ثمنها على 50 ألف دولار. فبكم نبيع طن الفوسفات حالياً؟! من واقع الأرقام الرسمية لصادرات خام الفوسفات خلال الفترة 1/7/2006 حتى 30/6/2007 نكتشف أن شركة النصر للتعدين قامت بتصدير 20 ألف طن بتاريخ 12/7/2006 و 20 الف طن أخرى فى 2/10/2006 و15 ألف طن في 30/4/2007 و 15 ألف طن فى 20/5/2007 و 6 آلاف طن فى 6/6/2007 إلى باكستان بأسعار تتراوح بين 34 دولاراً ولا تزيد على 40 دولاراً للطن كما قامت بتصدير كميات أكبر إلى الهند بأسعار تتراوح بين 28.9 دولاراً للطن إلى 35 دولاراً، ونفس الشىء لصادرات إلى اندونيسيا وبنجلاديش ونيوزيلاندا واستراليا وماليزيا والنمسا وبلجيكا بنفس هذه الأسعار التافهة. هل هذا معقول؟! هل يصدق أحد أننا نهدر هذه الثروة القومية النادرة بهذه الصورة ونصدرها للخارج بتراب الفلوس بينما هى منجم حقيقي لثروة هائلة يمكن أن تعود بخيراتها على شعبنا وأن تفتح بيوت ملايين الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل اللهم إلا الوقوف فى طوابير العيش والجلوس على المقاهي حالياً؟ لذلك.. نطالب بإيقاف تصدير خام الفوسفات اليوم قبل الغد.. وأن تعكف هيئات مصرية وطنية على وضع استراتيجيات جادة لاستثماره بصورة اقتصادية رشيدة. فهل نفعل؟!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التدحرج من -القمة- إلى - القاع- (1)
-
لمصلحة من : قتل المبادرات الأهلية ؟!
-
أحب »كيث«.. لكني أحب الناخبين أكثر!
-
أزمة الرغيف .. عار على جبين حضارة مصر
-
الخبز الحاف!
-
مجالس الأعمال تبحث رغيف الخبز!
-
المصيلحى .. عدو الشعب رقم واحد!
-
من الذى يحمى أراضى الدولة؟!
-
سنة خامسة إصلاح: وماذا بعد؟! (1)
-
حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!
-
جنون -الحجر-
-
سنة خامسة إصلاح .. وماذا بعد ؟(2)
-
قراءة هادئة في أوراق عصبية
-
إنتبهوا: محمود عبدالفضيل يدق نواقيس الإنذار المبكر
-
الإهانة -الأكاديمية- لبابا الفاتيكان .. والتطاول -الفنى- على
...
-
رغيف »العيش«!
-
بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (3)
-
تعمير سيناء .. مشروع مصر القومى
-
نصف أمريكا الآخر (2)
-
السعى بين -المهندسين- و-صلاح سالم-
المزيد.....
-
شاهد كيف يسخر مسلسل الرسوم المتحركة -ساوث بارك- من وزيرة الأ
...
-
الناشطة الحقوقية نصيرة ديتور لفرانس24: -لن أسكت وسأواصل النض
...
-
نتنياهو: إسرائيل تعتزم السيطرة على قطاع غزة بأكمله لكنها لا
...
-
الإفراج عن حميدان التركي بعد 19 عاما قضاها في السجن بالولايا
...
-
الجزائر ترد على رسالة لماكرون طالب فيها بمزيد من -الحزم- تجا
...
-
علي صالح عبدي.. لحظة إنقاذ الطفل السوري من بئر عميق في ريف ا
...
-
صفقة جديدة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر بـ 35 مليار دولار
...
-
الولايات المتحدة تبدأ فرض التعرفات الجديدة على منتجات عشرات
...
-
خمسة قتلى وعشرة جرحى بغارة إسرائيلية على شرق لبنان (وزارة ال
...
-
شاهد.. متجر لبيع الروبوتات في الصين بينها واحد يشبه آينشتاين
...
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|