أجريوم .. شكرا

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يبدو أنه من الواجب علينا أن نشكر مصنع "أجريوم"، الذي يستميت أصحابه الكنديون (وحلفائهم من المصريين) من أجل إقامته على أرض جزيرة رأس البر بمحافظة دمياط رغم معارضة أهلها، فهؤلاء قد كشفوا عيوبنا، التى سمحت لعدد من كبار صغار، وصغار كبار، المسئولين بإعطاء موافقات لإقامة هذا المصنع من وراء ظهر أبناء دمياط وكأنه لا ناقة لهم ولا جمل فى هذا الشأن، مع ان المصنع يقع فى فنائهم الخلفي وسيصبح جزء من حياتهم وحياة أبنائهم . وإذا كانت له تأثيرات فان هذه التأثيرات ستصيبهم هم قبل أى احد أخر.
وحتى إذا كان هذا المصنع صديقا للبيئة فأنه على الأقل سيصبح مثل النغمة النشاز فى هذا الموقع الفريد فى جزيرة رأس البر التى يسعى الدمايطة إلى جعلها محمية طبيعية, وهو الأمر الذى يتعارض مع إقامة أى منشآت صناعية عليها، سواء كانت ملوثة للبيئة أم لا، أجنبية أو وطنية.
الأمر الايجابي الثانى الذى كشفت "أجريوم" النقاب عنه هو تحرك "الدمايطة" للدفاع عن حقوقهم و بيئتهم . وهم بهذا التحرك المتحضر ضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد :
أولا – تجاوزوا العزوف المزمن للمصريين عن الاهتمام بالشأن العام، و ضربوا مثالا مدهشا فى المشاركة المجتمعية الراقية .
ثانيا- تجاوزوا الانقسامات التقليدية التى تمزق و تشتت اى عمل جماعى، فنجحوا فى تكوين جبهة عريضة تضم جميع القوى من أقصي اليمين إلى أقصي اليسار، وتجمع الموالين للحكومة والمعارضين لها، أعضاء الحزب الوطنى الحاكم وأحزاب المعارضة، جمعيات المجتمع المدنى والشخصيات العامة، كبار وصغار، رجال وسيدات .. مقدمين بذلك نموذجا ايجابيا لكل المصريين .
ثالثا- سلطوا أضواء قوية على قضية البيئة، فبدأ الاهالى فى مناطق أخرى من مصر يتحركون احتجاجا على منشآت مماثلة.
باختصار .. أصبح "اجريوم" رمزا وليس مجرد مصنع أو مشروع
وهذا الرمز كفيل بتفجير الطاقات الكامنة وإيقاظ النائمين فى العسل والسلبيين واللامبالين وغير المهتمين بالشأن العام.. فما بالك إذا كان هناك مشروع قومى للأمة بأسرها؟!

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل