أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - عشاء ساخن جداً مع سفير كندا















المزيد.....

عشاء ساخن جداً مع سفير كندا


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على باب بيته الجميل فى الزمالك كان فيليب ماك كينون سفير كندا بالقاهرة فى استقبالنا بابتسامة رقيقة وودودة.
وقبل أن نجلس أو نتجاذب أطراف الحديث قادنا فى جولة قصيرة إلى الحديقة الملحقة بالقصر. وحكى لنا تاريخ هذا البيت الذى انتهى لأن يكون مقراً لإقامة سفير كندا وملكية خاصة كندية بعد ان كان فى سالف الأيام متحفا، ثم مسكنا للملكة فريدة، ملكة مصر، بعد ان انفصلت عن الملك فاروق!
ومن خلال شرحه للتفاصيل المعمارية للقصر، وتاريخه المرتبط بتاريخ مصر وتقلبات الدهر، تدرك على الفور انك أمام شخص واسع الثقافة بصورة تكاد ان تكون موسوعية، فيها مزيج من التأمل الفلسفى والتذوق الفنى والروح الأدبية، مع ولع خاص بتاريخ الشعوب.
وبعد هذه الجولة السريعة كان لابد من الجلوس والدخول إلى الموضوع الذى هو سبب دعوة العشاء.
الحاضرون من الصحفيين المصريين الزميلة والصديقة فريدة النقاش رئيس تحرير الاهالى، والزميل محمد رضوان نائب رئيس تحرير المصرى اليوم، ومن الجانب الكندى المستشار السياسى وجوزيف تادرس المستشار التجارى الأول .
قال السفير انه دعانا من أجل الحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين، مصر وكندا، فى كافة المجالات.
ضحكنا بأدب لأننا كلنا نعرف أن مربط الفرس وبيت القصيد هو مشروع "اجريوم" الكندى الأصل والفصل الذى يناصبه أهالى دمياط العداء ويرفضون إقامته على أرضهم.
ولأن الرجل ذكى ويحترم ذكاء الآخرين.. فانه لم يراوغ بل وافق على أن هذه المسألة هى "خميرة العكننة" التى تسمم علاقات ظلت ودية وحميمة بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، خاصة وأن كندا ليس لها تاريخ استعماري أصلاً وبالتالي لا يوجد سبب لوجود مرارات قديمة أو حديثة فى قلوب المصريين تجاهها.
ودخل إلى الموضوع رأساً مكرراً الحجج التى نطالعها كل صباح فى الصحف القومية والحزبية والخاصة.
قال: إن "أجريوم" لم يحضر إلى دمياط إلا بعد حصوله على موافقات من كافة الوزارات والهيئات الرسمية المصرية المعنية .
قلنا له: موقف أهالى دمياط ليس ضد "أجريوم" فقط وإنما أيضا صد الجهات الحكومية التى أعطته هذه الموافقات . ثم أن هناك تقارير صحفية تشير إلى أن بعض هذه الموافقات الحكومية قد حصلت عليها "أجريوم" بالتدليس. وعلى سبيل المثال فان الزعم بان المجتمع الدمياطى قد رحب بإنشاء المصنع فى هذا المكان استند إلى وثيقة مزورة، حيث تمت دعوة عدد من وجهاء دمياط على العشاء وأثناء دخولهم طلب منهم أصحاب الدعوة كتابة أسمائهم، ثم اخذوا قائمة من حضروا وليمة العشاء وادعوا أنها توقيعات تفيد موافقة ممثلى المجتمع المدنى بدمياط على إقامة المصنع على هذه الأرض!
قال : أن المجتمع المدنى ليس معترضاً على إقامة المصنع، لكن هناك عناصر استطاعت تضليل الرأى العام وتسميم أفكاره بأكاذيب من بينها ان المصنع قاتل للأطفال ومدمر للبيئة بينما تتوفر فيه عوامل الأمان الصناعى والبيئى. وربما يكون المستثمرون العقاريون الذين يريدون الأرض التى سيقام عليها مصنع "اجريوم" هم السبب فى ترويج هذه المعلومات الخاطئة.
قلنا: أن الأغلبية الساحقة من أهالى دمياط يشاركون فى حملة رفض إقامة هذا المشروع على أرضهم. وان جميع منظمات المجتمع المدنى بلا استثناء قد انضمت إلى الأهالى . كما أن جميع الأحزاب السياسية بلا استثناء قد فعلت الشئ نفسه بما فى ذلك الحزب الوطنى الحاكم. حتى المحافظ الذى هو ممثل السلطة التنفيذية لم يجد مفراً من الوقوف فى نفس الخندق مع الناس. وبالتالى فانه ليس صحيحاً ان المعترضين على إقامة المصنع أقلية .
ثانياً: حتى إذا كان المستثمرون العقاريون يرون من مصلحتهم عدم إقامة المصنع فى هذا المكان فان هذه الرغبة تلتقى مع مصلحة الناس ولا ضير فى ذلك.
ومع هذا فانه ترويج هذه "النظرية" يتجاهل حقيقة مهمة، هى أن الأرض التى حصل عليها مصنع "أجريوم" لن تعود إلى محافظة دمياط فى حالة إلغاء المشروع، بل ستعود إلى مالكها الاصلى وهو وزارة الإسكان وليس إلى المستثمرين العقاريين المزعومين!
ثالثاً: مسألة خطر "أجريوم" على البيئة ليست هى القضية الرئيسية، فحتى لو كان هذا المصنع صديقا للبيئة ولا يشكل اى تهديد لها او لحياة وصحة الناس، فان وجوده فى حد ذاته يتنافى مع طبيعة جزيرة رأس البر، وهى جزيرة فريدة فى العالم بأسره، حيث يحيط بها النهر والماء العذب من ناحية والبحر والماء المالح من باقى الجهات. وهى بهذا النحو مرشحة لأن تكون محمية طبيعية. وكنا نتوقع من بلد متحضر مثل كندا أن يساعد على حماية جزيرة رأس البر بل وان يحث الحكومة المصرية على عدم إقامة منشآت صناعية عليها.. وليس العكس.
قال : لكن هناك منطقة صناعية فى المكان نفسه!
قلنا: هذا كلام يتم ترويجه فى كل وسائل الأعلام بقوة، لكنه غير صحيح. وقد ذهبت بنفسى إلى هذا المكان وتفقدته شبرا شبراً. وحقيقة الأمر أن المنطقة الصناعية توجد فى منطقة الميناء خارج جزيرة رأس البر، بينما موقع "أجريوم" داخل الجزيرة وخارج المنطقة الصناعية.
قال: لماذا تصبون غضبكم على "أجريوم" رغم انه صديق للبيئة، وتتجاهلون مصنع "موبكو" المقام بالقرب منه، رغم انه ملوث للبيئة؟
قلنا: من حق أهالى دمياط أن يواصلوا نضالهم لحماية أنفسهم وأبنائهم وأحفادهم ومدينتهم من كل المنشآت الخطرة، بما فى ذلك "موبكو". وإذا كانت إقامة "موبكو" غلطة فان هذه الغلطة لا يجب أن تكون مبرراً لارتكاب غلطة أخرى ربما تكون اكبر.
قال: بنفس هذا المنطق الذى تتبنونه فانه يجب أيضا نقل مصانع حلوان!
قلنا : ولم لا .. هذه الأوضاع التى ظهرت إلى الوجود فى ظروف سكانية وعمرانية مختلفة، وفى عصور لم يكن فيها انتباه لقضايا البيئة ، كما لم يكن فيها مجال لتعبير الرأى العام عن نفسه، يجب تصحيحها الآن وتوفيق أوضاعها بحيث تكون الأولوية لحماية الناس وصحتهم وبيئتهم.
وبدلاً من "معايرتنا" بهذه الانتهاكات البيئية كنا نتوقع من بلد متحضر مثل كندا ان يساعدنا فى إيجاد حلول لها وليس زيادتها بانتهاك جديد مستورد من كندا!
قال : هل تتصورون أن مستثمرا أجنبياً واحداً يمكن أن يأتى إلى بلدكم إذا قمتهم بإلغاء مشروع "أجريوم"؟!
قلنا : أولا نحن كنا نعتقد أن الأجانب ، بمن فيهم المستثمرين، سيكونون سعداء وهم يرون المصريين يدافعون عن البيئة. فمثل هذا الشعب يستحق التقدير. ثم إن البيئة ليست قضية مصرية فقط، بل إن دفاعنا عن البيئة فى مصر مكسب للعالم بأسره، لان البيئة شأن مشترك.
كما أن التخويف من تراجع الاستثمار الأجنبي أمر سلبى لأنه يعنى ضمنا أن المستثمر الأجنبي يريد ان يقيم فى بلادنا الاستثمارات الملوثة للبيئة فقط وهذه أنانية غير مقبولة وازدواجية فى المعايير.
والمناخ الجاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية له عناصر ومكونات كثيرة ، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، ولا يمكن اختزالها فى عنصر واحد.
فما بالك وان العنصر الواحد الذى تشتكون منه هو تعبير أهالى دمياط عن أنفسهم بصورة متحضرة وديموقراطية.
قال: لكن ما ذنب شركة "اجريوم" التى جاءت إليهم وأنفقت ملايين الدولارات بناء على موافقات كل الجهات المصرية المعنية؟
قلنا: إلا جهة واحدة تجاهلتموها.. وهى الناس، هل يمكن لمستثمر مصرى أو غير مصرى أن يذهب إلى كندا ويتفق مع الحكومة الفيدرالية فى أوتاوا أو الحكومة المحلية فى اى من الأقاليم الكندية على إقامة مصنع أو حتى بناء كوبرى أو اى منشأة على مشارف تورنتو أو مونتريال مثلا بدون أخذ رأى وموافقة الناس؟!
مستحيل طبعا.. فإذا كان هذا هو ما يحدث فى كندا وفى اى بلد متحضر فلماذا تستكثرونه على المصريين؟!
قال: حتى إذا وافقت على وجهة نظركم.. فان إلغاء المشروع سيكلف الحكومة المصرية تعويضات للشركة يمكن أن تصل إلى مليار دولار.. فهل هذا فى مصلحتكم؟!
قلنا: نعترف بان الأمر معقد.. ويجب البحث عن تسوية معقولة للخروج من هذا المأزق بأقل الأضرار. أما مسألة التعويضات التى تلوحون بها بهذه الصورة فأنها مبالغ فيها.
أولا – لأن حجم الإنشاءات التى رأيناها بأعيننا، والتى لا تتجاوز عدد من الأعمدة والخوازيق، ليس باهظ التكلفة بالصورة التى تروجون لها.
ثانياً: لأن هذه الإنشاءات تمت دون الحصول على موافقة الجهات المعنية فى دمياط ، التى من حقها- بدورها- أن تطالب الشركة بتعويض.
ثالثاً: أن هناك شكوكاً فى أن الشركة حصلت على موافقات الجهات الحكومية المصرية بالتدليس ، بل ربما أيضا بالرشاوى والعمولات.. التى يؤمن غالبية المصريين بأنها أمر واقع فى معظم الحالات.
قال: لقد نسبت الصحافة المصرية لى أقوالاً بان الشركة دفعت عمولات او رشاوى. وقد قمت مراراً وتكراراً بنفى هذه المزاعم، حتى أننى فعلت مثل المصريين وأقسمت بالطلاق على أنى لم اقل ذلك أبداً.
قلنا : نلاحظ أن زوجتك ليست فى المنزل.. نخشى أن تكون فد طلقتها!
قال ضاحكاً: لا .. لم يحدث.. لقد سافرت إلى كندا منذ أيام فى عطلة قصيرة.
ثم استطرد متسائلاً : حسناً.. ما هى نصائحكم للخروج من هذا المأزق؟
قلنا : لابد من البحث عن حل وسط، من قبيل البحث عن مكان آخر لإقامة المصنع بشرط موافقة سكان الموقع الجديد.
قال: ولماذا لا يكون من هذه البدائل محاولة إقناع أهالى دمياط بمزايا المشروع؟
قلنا: انسوا هذا البديل، فحتى الأطفال أصبحوا ينامون ويستيقظون على شعارات ترسخ كراهية مصنع الموت كما يسمونه.
وفى مثل هذه البيئة المعادية لا يمكن لمستثمر عاقل أن يفكر فى الاستمرار حتى لو استطاع أن ينتزع موافقة الحكومة ومجلس الأمن، لأنه سيشعر دائما انه مكروه ومحاط بمشاعر معادية يمكن أن تأتى على الأخضر واليابس فى لحظة غضب.
***
ران الصمت لفترة وتعطلت لغة الكلام.. وحاول السفير المهذب استئنافه بالابتعاد عن تراجيديا "أجريوم" والحديث عن آفاق ومستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
قلنا: أن التاريخ الودى بين القاهرة وأوتاوا الذى لم تلوثه ذكريات استعمارية يرشح العلاقات بين البلدين لتعاون كبير خاصة وان مصر بوابة العالم العربى وأفريقيا وكندا بوابة أمريكا الشمالية ولديها إمكانيات هائلة تجعل تجارتها اليومية مع الولايات المتحدة وحدها 2 مليار دولار (فى اليوم الواحد)..
هذه الآفاق غير محدودة .. بشرط أن نزيح من الطريق عقبة "أجريوم" التى سممت الأجواء.
اى أننا عدنا إلى "أجريوم" مرة ثانية ..
ففى البدء كانت "أجريوم" .. مثلما كانت كذلك فى الختام والسلام.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجريوم .. شكرا
- سر أجنحة كلمات الأبنودى
- قنبلة طلخا... الموقوتة
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«
- مطلوب تفسير من وزير الصحة
- هوامش على دفتر النكبة (2)
- دمياط تتحدى دافوس !
- هوامش على دفتر النكبة
- الفوضى -الهدامة-
- علاوة الأسعار (2)
- علاوة الاسعار !
- من جزارين إلي رشيد نقطة نظام
- هذا السونامى القادم .. يا حفيظ (2)
- ديموقراطية جديدة لمجتمع المعلومات (1)


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - عشاء ساخن جداً مع سفير كندا