سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 06:57
المحور:
الصحافة والاعلام
دع مائة زهرة تتفتح.. ودع مائة مدرسة فكرية تتنافس وتتحاور بصورة حضارية ومحترمة.
هذا هو ألف باء الديموقراطية "الحقيقية" التى تتمرد على "الوصاية" و "الأبوية" والمحاولة المستميتة للبعض ادعاء احتكار الحكمة أو الحقيقة.
وإذا كانت هذه القاعدة الديموقراطية تنطبق على كافة المجالات، فأنها تنطبق أولا وقبل كل شيء على مجال الصحافة والإعلام.
صحيح أن الصحافة قد أثبتت قدرتها على العمل فى أقسى الظروف وأظلم العصور ، غير أنها لا تزدهر ولا تحلق فى عنان السماء إلا فى مناخ الحرية، بما تستلزمه من "تعددية" و "شفافية" وقدرة على الوصول السريع والآمن إلى المعلومات .
ومن هنا، فان صدور صحيفة جديدة، أياً كان لونها أو اتجاهها السياسى أو خطها الفكري،هو عيد للصحافة عموما، وللصحفيين على مختلف مشاربهم.
وها نحن بعد سنة تقريبا من صدور جريدة "البديل"، نشهد ميلاد صحيفة " اليوم السابع"، ونتأهب لاستقبال جريدة "الشروق " وربما صحف أخرى.
وقد غمرتنى السعادة لصدور "اليوم السابع"، ليس فقط للسبب "العام" الذى أشرت إليه آنفا وإنما أيضاً لأنها تقوم على أكتاف كوكبة من شباب الصحفيين، على رأسهم الزميل خالد صلاح رئيس التحرير وسعيد الشحات وأكرم القصاص وغيرهم من المواهب الصحفية الشابة والفتية والتى تثبت أن الصحافة المصرية – رغم المحن والصعاب ونقاط الضعف الشديدة التى تعانى منها حاليا- مازالت "ولادة"، وان الأجيال الجديدة حافلة باللقاءات التى لا تحتاج إلا فرصة (علماً بان صفة "جديدة" هذه أصبحت تطلق فى هذا المجتمع العجوز على أشخاص ربما يدقون أبواب الخمسين!)
وقد استطاعت "اليوم السابع" أن تحقق إنجازاً كبيراً فى عددها الثالث يمكن وصفه دون مبالغة بأنه "خبطة صحفية" حقيقية. حيث نجح هؤلاء الشبان المفعمون بالحيوية فى إقناع الكاتب الكبير جدا محمود عوض بالكتابة لصحيفتهم محققين بذلك سبقاً لم يستطع غيرهم تحقيقه.
وهذه الكلمات السريعة هى تهنئة متأخرة لـ "اليوم السابع"، التى صدرت أثناء رحلة عمل كنت أقوم بها للهند، لمست خلالها ازدهاراً كبيراً فى صحافتها وتطورا ملموسا فى مستواها المهنى، وهى مسألة قال لى عدد من الصحفيين الهنود أن لها أسبابا متعددة ومتداخلة، لكن من أبرزها صدور "قانون حق المواطن فى الحصول على المعلومات" وهو قانون أصبح سارى المفعول منذ ثلاثة سنوات، واعتبره المثقفون الهنود أهم قانون صدر منذ استقلال الهند، وأن صدوره أدى إلى تأثيرات ايجابية فى عدد من المجالات.. أحدها وأهمها مجال الصحافة والإعلام.
وأهلا بـ "اليوم السابع"... والثامن... والألف.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟