أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد هجرس - هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!














المزيد.....

هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 09:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لسنا فى حاجة إلى أدلة جديدة للبرهنة على فساد المنظومة التعليمية أو على تخلف التعليم فى بلادنا، سواء التعليم الجامعى او ما قبل الجامعى.
ومع ذلك فإن المجلس المصرى الوطنى للتنافسية قد طرح "حقائق" مذهلة تبين الأبعاد الكارثية لحال التعليم فى بلادنا.
ففى سياق سلسلة من ورش العمل التى يعقدها "المجلس" حول الموضوعات المتصلة بمسألة تعظيم تنافسية الاقتصاد المصرى، تم تخصيص عدد من الجلسات لمناقشة "تمويل التعليم العالى والتنافسية"، وقامت الدكتورة منى البرادعى المديرة التنفيذية للمجلس بكشف النقاب عن عدد من الحقائق المفزعة، من بينها:
• أن جودة التعليم العالى فى مصر مقارنة بالدول الأخرى قد انخفضت 20 مركزاً منذ عام 1995 وأصبحت مصر تحتل الآن المركز 102 بين دول العالم.
• بالنسبة للإنفاق على التعليم العالى تمثل تكلفة الطالب فى جامعة القاهرة 10% من تكلفة الطالب، ليس فى الجامعات الأوروبية أو اليابانية مثلا، وإنما فى جامعات شيلى.
• تزيد إمكانية إتاحة المعلومات الالكترونية بالنسبة للطلبة 670 مرة فى جامعات تايوان عنها فى جامعة القاهرة.
• وفقاً لمؤشر جودة التعليم العالى للتقرير العالمى للتنافسية تراجع ترتيب مصر إلى 119 من بين 131 دولة عام 2007/2008 وإلى 126 من 134 دولة عام 2008/2009.
ونتيجة هذه الحقائق المفزعة هى التأثير السلبى المتزايد لتلك الفجوة فى جودة التعليم على تنافسية الاقتصاد المصرى.
هذه هى حالتنا بدون رتوش بعكس التصريحات الرسمية للمسئولين فى وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى.
وهذه الحالة المزرية لأحوالنا التعليمية التى سلطت عليها الأضواء مداولات المنظمة الوطنية المصرية للتنافسية، تتوافق تماماً مع الحالة المزرية لأحوالنا الثقافية ليس فى مصر فقط وإنما فى العالم العربى كله. وهو ما أوضحه تقرير التنمية الثقافية فى الوطن العربى الصادر عن مؤسسة الفكر العربى والذى جاء فيه:
• من بين 28 ألف كتاب أصدرها العرب عام 2007 كان 15% فقط من هذ الكتب منشغلاً بالعلوم بكافة فروعها، بينما اهتمت 85% منها بالآداب والأديان.
• لا يتجاوز معدل القراءة فى الوطن العربى 4% من إجمالى عدد السكان.
• كل 12 ألف مواطن عربى يصدر لهم كتاب واحد، فى مقابل كتاب لكل 500 مواطن بريطانى، وكتاب لكل 900 مواطن ألمانى.
ناهيك عن أن منطقتنا العربية هى أكثر منطقة فى العالم "موبوءة" بالأمية الأبجدية.
باختصار.. هذا الخبز من ذاك العجين، وهذا التعليم المتخلف هو إبن هذه الثقافة السقيمة، ولم يعد يفيد إخفاء هذه الصورة البشعة التى تساهم بصورة نشيطة فى زيادة تدهورنا الاقتصادى وتهميشنا الحضارى، حيث أصبحت البلاد العربية "عالة" على الحضارة الإنسانية "ومستهلكة" لها وليس لها أى دور ايجابى يعتد به فى "إنتاجها".
ومع ذلك نرى هذا "التعاظم" العجيب لأصحاب الثقافة التقليدية، المناهضة للعلم والعقلانية، التى ساهمت فى دفعنا إلى هذا الوضع غير الكريم فى العالم المعاصر، والذى لا تفصله سوى سنتيمترات عن أن نلقى مصير الهنود الحمر، وننقرض بالفعل.
وعندما نعيد تسليط الأضواء على هذه الحقائق التعليمية والثقافية المخيفة فإن الهدف ليس هو جلد الذات أو تأكيد الإحساس العربى بالدونية أو تدبيج البكائيات والمراثى التى تترحم على الماضى، الذى يحب البعض وصفه بـ "الزمن الجميل"، فى حين أنه ليس الفردوس المفقود على أى حال ..
وإنما المقصود هو دق أجراس الإنذار، والتحذير – ولو للمرة المليون – من أن الأمة فى خطر، وأن الاصلاح الحقيقى يبدأ من إعادة الاعتبار إلى التعليم والعلم والبحث العلمى.
وأن إعادة الاعتبار هذه لن تتحقق برفع الشعارات، وإنما بتبنى سياسات جادة لوقف هذا التدهور المروع ونسف هذه المنظومة التعليمية المترهلة والمتخلفة والجامدة والبعيدة عن روح العصر واحتياجات التنمية الانسانية.
وأول متطلبات ذلك إعادة النظر فى تخصيص الموارد وإعطاء أولوية قصوى لميزانية التعليم والبحث العلمى.
فليس معقولاً أن يكون أول ما تفكر فيه الحكومة هو خفض الميزانيات المرصودة للتعليم، العالى وغير العالى والبحث العلمى، عندما تريد "التقشف" أو تقليص العجز المزمن فى الموازنة العامة، بينما تبسط يدها كل البسط فى الإنفاق على أمور أقل أهمية.
وعلى سبيل المثال فإنه كان من الأمور التى تغيظ وترفع ضغط الدم أن يتفتق ذهن وزارة المالية عن حل "عبقرى" لـ "ترشيد" المبالغ الهزيلة المرصودة للبحث العلمى فى معهد بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية، فى حين نتحدث ليل نهار عن فجوة غذائية وأزمة عالمية تهدد البشرية بمجاعة حقيقية.
باختصار .. سنظل نلف وندور .. ونعود إلى نفس الجذر لكل مشاكلنا السياسية والإقتصادية والاجتماعية .. ألا وهو التعليم.
فإذا اتفقنا على أن إصلاح التعليم – بحق وحقيق- هو جوهر قضية الاصلاح الشامل فى المجتمع .. فإن ذلك يعنى أموراً كثيرة من بينها أن يكون الدكتور طه حسين هو رئيس حكومة الأمل .. والمقصود طبعا طه حسين الرمز والقيمة وليس طه حسين الشخص، وطه حسين المستقبل وليس طه حسين الذى جاد علينا به الماضى ولم نقدره حق قدره .. ويبدو الآن أننا لم نكن نستحقه.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم1 ..الشيوعيون.. حدوتة مصري ...
- نهاية عصر الدولار
- عادل سيف النصر
- عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!
- مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول
- من مبطلات الصيام: تقرير الحريات الدينية
- أشواك فى طريق حب الوطن
- اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين
- الدولة تسحب استقالتها!


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد هجرس - هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!