أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - فضيحة تغريم جابر عصفور














المزيد.....

فضيحة تغريم جابر عصفور


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخبر مفزع .. ولو أنه حدث فى بلد أخر يحترم الفكر والمفكرين لقامت الدنيا ولم تقعد.. لكنه تحول لدينا إلى مجرد خبر في صفحة الحوادث!
الخبر – كما نشرته الصحف الصادرة أمس الأول – يقول بالنص "قضت محكمة شمال الجيزة الابتدائية بتغريم الناقد جابر عصفور – ومسئولى صحيفة "الاهرام"، متضامنين، بدفع 50 ألف جنيه كتعويض للشيخ يوسف البدرى في القضية رقم 2393/2007 التى اتهمهما فيها بالسب والقذف فى مقال كان "عصفور" قد نشره فى الأهرام.
جاء فى حيثيات الحكم أن المقال الذى حمل عنوان "أيها المثقفون اتحدوا" والمنشور في 13 أغسطس 2007 فى الصحيفة تضمن كلاما عما سماه "عصفور" الكارثة التى يواجهها هو والمثقفون والمتمثلة فى حكم التعويض الصادر للبدرى من الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى.
وأضافت الحيثيات أن المقال تضمن وصف الشيخ يوسف البدرى بالمتطرف والمتعصب، وأنه مسبب للكوارث بسبب لجوء البدرى للقضاء للمطالبة بما يعتقد أنه حق له. ووصف المقال سلوك البدرى فى هذا الشأن بالانحراف عن المباح من النقد.
ويعد هذا الحكم – كما قالت صحيفة "المصرى اليوم"- هو الرابع لصالح يوسف البدرى ضد مثقفين، فقد صدر له حكم بتغريم الشاعر عبد المعطى حجازى مبلغ 20 ألف جنيه، وحصل على حكم تضامني ضد رئيس تحرير "أخبار الادب" الروائى جمال الغيطاني وصحفي بالجريدة بمبلغ 20 ألف جنيه، وحكم رابع ضد عدد من الصحفيين لتضامنهم مع الشاعر عبد المعطى حجازى فى دعواه ضده، حيث كان هؤلاء الصحفيون قد تقدموا ببلاغ إلى النائب العام وقتها ضد الشيخ يوسف البدرى، معتبرين أنه يقوم بملاحقة المثقفين والمبدعين ويحرض عليهم.
ونقلت صحيفة "البديل" عن الشيخ يوسف البدرى – بعد صدور الحكم الأخير- قوله أنه "يلجأ دائما إلى الوسائل القانونية ضد من يتعدى عليه أو على الشرع الحنيف" ونفى أن يكون "عدوا للمثقفين" قائلا "إزاى أكون باستهدف المثقفين وأنا مثقف؟ أنا حاصل على شهادة الثقافة العامة، بينما معظم من يكتبون هذه الايام لا يحملونها".
والشيخ يوسف البدرى محق فى قوله أن سيفه فى البطش بالمثقفين الذين استهدفهم كان هو الاستعانة بـ "الوسائل القانونية".
وهذا معناه أن هناك شىء غلط فى منظومتنا القانونية، بحيث أن هذه المنظومة – بأوضاعها الحالية – تتيح للشيخ يوسف البدرى – ومن لف لفه – أن يستخدم القضاء لحسم نزاعات "فكرية".
ومثل هذه الخلافات الفكرية فى أى بلد متحضر وديموقراطى مشروعة ولا غبار عليها طالما أنها سلمية وميدانها هو الساحة الثقافية، وسلاحها هو الحوار الحر دون وصاية من أحد على أحد ودون ادعاء من أحد باحتكار الحكمة والحقيقة حتى لو كان هذا "الأحد" ينتسب إلى مؤسسة دينية، رسمية كانت أو غير رسمية.
لذلك فإننا نكون إزاء شىء غلط فى منظومتنا القانونية عندما تتيح هذه المنظومة لشخص ما – ايا كان هذا الشخص- ممارسة ما يمكن تسميته بنظام "الحسبة" التى لم يعد لها مكان فى الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة.
واقرأوا معى مرة ثانية تصريح الشيخ يوسف البدرى الذى يقول فيه أنه "يلجأ دائما إلى الوسائل القانونية ضد من يتعدى عليه أو على الشرع الحنيف".
فمعنى هذا التصريح أن الشيخ أنتدب نفسه "وصيا" على الشرع الحنيف ومتحدثا بأسمه!!
وبهذه الصفة يحرك الشيخ الدعاوى القضائية، مرة ضد الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، ومرة ضد الروائى جمال الغيطانى ومجلة أخبار الأدب، ومرة ضد الناقد الدكتور جابر عصفور وجريدة الأهرام وغدا ضد من يشاء.. وفى كل مرة يحصل على أحكام لصالحه.
وأنا لا شأن لى بالشيخ يوسف البدرى، أو بأفكاره،ولا أناقشه فيها، فهو حر فى أن يعتنق ما يشاء من آراء، وأن يحرك الدعاوى القضائية ضد من يشاء.
ما يهمنى بالأحرى هو ضرورة سد هذه الثغرات القانونية التى تسمح له – ولأمثاله – باستخدام سلاح القانون للتنكيل بخصومه الفكريين.
هذه ثغرة يجب على المشرع أن يسدها اليوم قبل الغد.
لأن بلدا يحدث فيه ما حدث ضد قامة فكرية شامخة – مثل الدكتور جابر عصفور – ومن قبله عبد المعطى حجازى وجمال الغيطانى- لا يستطيع أن يأمل بأن يكون له مكان تحت الشمس فى هذا العالم الذى يشهد حاليا ثالث ثورة فى حياة البشرية بعد ثورة الزراعة وثورة الصناعة، هى ثورة المعلومات التى تقود الجنس البشرى إلى مجتمعات المعرفة والاقتصاد ما بعد الصناعى والديموقراطية الرقمية، بينما يريد الشيخ وأمثاله إيقاف عجلة الزمن واعادتنا قرونا إلى الوراء ووضع حجاب على عقل الأمة وقتل الابداع وإغلاق باب الاجتهاد بالضبة والمفتاح.
أوقفوا هذه الفضيحة .. قبل أن يخيم الظلام على مهد الحضارة وأم الدنيا.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - فضيحة تغريم جابر عصفور