أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - عالم ما بعد الولايات المتحدة














المزيد.....

عالم ما بعد الولايات المتحدة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مازال البعض منا مشدودا إلى الماضى وسجينا للأفكار القديمة وعاجزا عن رؤية الجديد. وينطبق هذا بصفة أساسية على التعامل مع الأزمة العالمية حيث يصر هؤلاء على النظر إليها كمجرد زوبعة فى فنجان الرأسمالية سرعان ما تنقشع وتعود أليات الاقتصاد الحر للعمل وتصحيح نفسها بنفسها ويا دار ما دخلك شر.
وهذا الرأى يستند بدوره على تشخيص لهذه الأزمة بوصفها مجرد أزمة "عقارية" تحولت إلى أزمة "مالية" بسبب بعض الأخطاء و"الهفوات" التى كان يمكن تداركها.
ومع كامل الاقدام لهذا الرأى فإنه يمكننا – بالمقابل – أن نرى فيه تبسيطا للأزمة وتهوينا من شأنها، كما نرى فيه شكلا من أشكال "الأصولية" الاقتصادية حيث يستنكف هؤلاء أن يكون الخلل فى الرأسمالية ذاتها – كنظام اقتصادى واجتماعي – وليس مجرد "انحراف" مؤقت، أو عطب عارض، فى عمل بعض ألياتها. وحيث لا يتصور هؤلاء أن تعيش البشرية بدون الراسمالية، وكأنها ولدت معها وعاشت بها ولا تستطيع أن تستمر فى الوجود بدونها، مع أنها لم تكن النظام الاقتصادى والاجتماعي الوحيد فى تاريخ الانسانية بل سبقها نظام إقطاعى، ونظام عبودى، ونظام المشاعية البدائية. ومثلما لم تكن الرأسمالية بداية التاريخ فانها لن تكون نهايته ومن المؤكد أنه ستعقبها نظم أخرى أقل قسوة ووحسية وإحجافا وأكثر عقلانية وعدالة.
ثم إن الإصرار على أن هذه الأزمة العالمية مجرد "فقاعة عقارية" انفجرت لتخلق أزمة "مالية" ينطوى على تهوين من شأن ما حدث ويحدث.
فنحن فى حقيقة الأمر نشهد أزمة مالية واقتصادية لها تأثيرات سياسية واستراتيجية كونية ، بحيث يمكن القول بأننا نعيش لحظة انتقال فى تاريخ البشرية، وسيكون العالم بعدها مختلف عما كان قبلها، وهو ما عبرت عنه مجلة "دير شبيجل" الألمانية بعنوان مثير يقول بالنص "نهاية عصر العجرفة"، وهو عنوان يركز فكرة خطيرة خلاصتها أن الامبراطورية الأمريكية بدأت تفقد دورها المهيمن، وسيطرتها المنفردة على نظام عالمى أحادى القطبية.
وهى نفس الفكرة التى أسهب فى شرحها الكتاب الأبيض للدفاع والأمن القومى الذى صدر عن الحكومة الفرنسية فى يونيه 2008، مع التأكيد على أننا ندخل "عالم ما بعد الولايات المتحدة". ولا يعنى هذا أن الولايات المتحدة ستختفى من الوجود، أو حتى سينتهى دورها كقوة عظمى وإنما يعنى أن العالم الذى كانت تستحوذ فيه الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين على المبادرة الاقتصادية والاستراتيجية منذ عقود قد تغير، وأننا يجب أن نستعد للتعايش مع عالم جديد لا يتميز بتمركز السلطة – كالسابق- وإنما توجد فيه سلطة "موزعة".
فلا يمكن النظر إلى الأزمة العالمية الراهنة فقط من زاوية أفول "وول ستريت" – رمز الهيمنة المالية والسياسية والعسكرية والاستراتيجية الأمريكية، وإنما يجب أيضا النظر إلى هذا الغروب لشمس وول ستريت فى ظل الصعود المتزايد والحثيث للعين، والهند، والدول اليسارية فى أمريكا اللاتينية واستعادة روسيا لتوازنها .
وبعد أن كانت كثير من الدول تعول من قبل على منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى فانها ستجد نفسها مضطرة للتطلع إلى ترتيبات دولية وأقليمية جديدة على غرار منظمة شنغهاى للتعاون التى تأسست عام 2001 وضمت الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيريا وطاجيكستان وأوزبكستان، وانضمت إليها بصفة مراقب أربع دول أخرى هذا الهند وباكستان وايران ومنغوليا.
وبعد أن كانت الكلمة العليا من قبل لـ "توافق واشنطن" سنجد فى المستقبل القريب قوة دافعة لـ "توافق بكين"




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم1 ..الشيوعيون.. حدوتة مصري ...
- نهاية عصر الدولار
- عادل سيف النصر


المزيد.....




- ماكرون يطلق مبادرة أوروبية لإنهاء القتال بين إسرائيل وإيران ...
- مذيعة CNN لمسؤول إيراني: إذا نجوتم هل ستمتلكون قنبلة نووية؟ ...
- إيران تستدعي سفير ألمانيا على خلفية -الإشادة بقيام إسرائيل ب ...
- كييف تودّع 28 ضحية في أعنف هجوم روسي هذا العام... وزيلينسكي: ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سنخصّص 26 مليار دولار لتعزيز القدرات ا ...
- صاروخ جديد يدخل على خط الصراع بين طهران وتل أبيب.. ماذا نعرف ...
- هل ضلّت ناقلات النفط طريقها؟ إشارات مشوشة ترسم خرائط وهمية ف ...
- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وتحركات دبلوماسية لتجنب الأسو ...
- حزب الله.. إيران تعرف كيف تحمي نفسها
- ترامب: لا رغبة لدينا بالانخراط في صراع عسكري مع إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - عالم ما بعد الولايات المتحدة