أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - لعبة الموت..البرلماني الغيور(حكايتان)














المزيد.....

لعبة الموت..البرلماني الغيور(حكايتان)


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:14
المحور: الادب والفن
    


(لعبة الموت)
قرر(الإمبراطور)نقل مراسيم شنق المناهضين إلى الساحات العامة،كي يعتبر أولو الأحلام والحرية ومن يقف بوجه قداسته..!!
***
تم شنق واحد وعشرين شاباً رفضوا الذهاب إلى الحرب وسط حشد جماهيري تم سوقهم قسراً..!!
***
وقف الأطفال مشدوهين وهم يتضامنون مع الشباب الذين واجهوا حبال المشانق بصلابة إرادة وأهازيج تندد بالإمبراطور،رأوا كيف تهدلت أجسادهم وكيف تركوهم في العراء..
في الليل..قال كل رجل لأبنه:
ـ لا تفكر في الأمر،انه مجرد لعبة..!!
***
ذات يوم انتبهت امرأة لفقدان حبل غسيلها..
قالت لها جارتها:
ـ حمّالات الحطب يسرقن الحبال هذه الأيام..!!
وفي ذلك اليوم وجدت امرأة جثة طفل يدحرجه النهر..!!
***
بعد مرور يومين اكتشفت امرأة واحد وعشرون طفلاً مشنوقين في بستان جفت أشجاره لعدم وجود ماء..!!
***
عجزت الناس تفسير الجريمة وألقتها على ذمة شرطة(الإمبراطور)..!!
***
بعد أسبوعين من دفن الجثث،ضبطت امرأة جوقة أطفال متلبسين،كانوا يحاولون إقناع أطفال أخر كي يضعوا الأنشوطات المتهدلة من الأشجار اليابسة في رقابهم..
عاطت فيهم:
أجابوها بصوت واحد:
ـ نريد أن نلعب لعبة الموت يا خالة..!!
***
(2)

(البرلماني الغيور)

لم تصدق العيون ولم تتمكن الأفواه استكمال مشهد الدهشة..
كان قد صعد إلى ذروة غيرته وراح يقذف حمم لسانه الأخلاقية على كل شيء..
فهو(برلماني)معروف،صاحب مواقف إنسانية نبيلة وهو رجل ضرورة وقائد لابد منه لقيادة سفينة المرحلة الحرجة من حياة الشعب والمملكة التي توعكت فجأة..
(هكذا تصفه كل يوم صحيفة توزع مجاناً،تبين فيما بعد أنها لسان حال حزبه)..
ظلّ رافعاً(حذاءه)وهو يتوسط القاعة الخرساء،متوعداً أن هذا الحذاء(الإنكليزي) الذي يرفعه سيقطعه على رأس كل من يتجرأ المساس بحزبه المقدس..
تخلص السيد(البرلماني)من صواعق غيرته وهمد جسده من براكين غضبه وجلس على مقعده كليث منتصر..
تحركت الأفواه وتلاقت الألسن وهي تستفسر حائرة قبل أن يعلن السيد(رئيس)الجلسة تأجيل النقاش حول نزع أسلحة الأحزاب الصغيرة إلى جلسة لاحقة،فغادر الجميع القاعة..
آخر من خرج(البرلماني الغيور)،كانت الهواتف النقّالة تصوره من أماكن سريّة وهو يمشي(وفردة)الحذاء بيده..
بعد مرور شهرين وخمسة أيام،كان(البرلماني الغيور)في جلسة سريّة مع أقرب أقرباؤه..تمخضت الجلسة عن ميلاد حزب جديد وصحيفة جديدة..
قدّم(البرلماني الغيور)استقالته من الحزب الذي دافع عنه(بحذائه)في جلسة مشهودة، وقام بتبديل كامل للون ملابسه وسيارته الشخصية والمركبات التي تحميه ورجال حمايته و(سيم كارتات)هواتفه النقّالة..
أجاب عن ذلك في صحيفته الجديدة:
ـ على المرء أن يتخلص من كل المتعلقات السابقة كي يهيأ نفسه لمتعلقات جديدة..!!
***
الناس غير مشغولة بمتابعة تلك الأحداث التي تدفنها الكواليس،فهي تبحث عنها جاهزة عبر الفضائيات التي تحفر عميقاً عن كل شاردة وواردة..!!
***
جاء الخبر من فضائية مهمتها مواجهة الخصوم فيما بينهم وإشعال عود ثقّاب على الطاولة التي تجمعهم..
لقد ظهر(البرلماني الغيور)وعرف الناس أنه ترك حزبه الجديد وقدم استقالته من (برلمانيته)وسافر كي يتفرغ لحياته الخاصة وإدارة أعماله واهتمامه بعائلته..
أبن أخ(البرلماني الغيور)عن طريق المصادفة التقى صديقاً قديماً في(بيروت)شرح له عمله:
ـ أدير العمارات الخمس لعمّي..!!
***
لقد رأى الناس كيف قام(البرلماني الغيور)بنزع حذائه وإشهاره بوجه نده لحظة أوضح لمقدم البرنامج المدرسة التي تخرج منها(البرلماني المستقيل)..
قال بصوت غاضب:
ـ كان معي يصبغ(بساطيل)الجنود في كراج(النهضة)زمن(الإمبراطور)..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرفة الواشية..قبلة أزلية(حكايتان)
- لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)
- معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)
- حجة الغائب..المهرج الأمبراطور)قصتان
- في بلاد الأمبراطور..الموسوعة الأمبراطورية(قصتان)
- خطبة حذاء..ية
- في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)
- الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)
- قصتان قصيرتان..
- عين الشمس..تشابه الأسماء كان السبب(قصتان)
- لكن الطائرات لم تجيء..(قصة)
- لا أحد يريد ترك الدراما..(قصة قصيرة)
- بعل الغجريّة..(أيها المروجيّون أستميحكم عذراً..
- بعل الغجريّة..(رواية)11
- بعل الغجريّة..(رواية)10
- بعل الغجريّة..(رواية)9
- بعل الغجريّة..رواية)8


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - لعبة الموت..البرلماني الغيور(حكايتان)