أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)














المزيد.....

الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


(الكرسي)*

هلعاً..أفاق(الإمبراطور)من قيلولته..
تقدم منه عرّافه:
ـ مولاي صاحب السيادة العامة على العالم..
لم يجبه(الإمبراطور)،قام من أرجوحة قيلولته..مقتحماً قصره،هرع صوب غرفة العرش، أحتضن الكرسي وراح يمطره تقبيلاً..
قال الإمبراطور لعرّافه:
ـ ما معنى كرسي..!!
سؤال مباغت،وجد العراف نفسه في حيرة وندم..
لم يعر(الإمبراطور)سؤاله اهتماما ولم ينتبه لوجوم عرّافه..
في اليوم اللاحق جاءه العرّاف وهو يحمل كتاباً،وضعه بين يدي قداسته..
ـ ما هذا..!!
ـ الكرسي..!!
ـ الكرسي..!!
ـ ديوان شعري(سيؤلفه)أحد أعدائنا من الشمال..!!
ـ وما أسمه..!!
ـ تقول النبوءة أن أبيه الشاعر المناهض(فائق)سيسميه(شيركو)..
ـ ما معنى أسمه..
ـ لم تكشفه لنا النجوم بعد..
راح العرّاف يقرأ محتوى الكتاب..انتهى منه..قال له(الإمبراطور):
ـ لم أفهم ما قرأت..
شرح له العرّاف مضمون الكتاب..قال(الإمبراطور):
ـ لم أفهم ما قلت..!!
قال العرّاف:
ـ مولاي صاحب السيادة العامة والتوكيل الضامن لحقوق العباد،ذلك الكاتب(شيركو) سيتحرك مخه الكبير ويلتقط مثل كاهن منجم من الطبيعة مسبحة الكلمات التي تغزل على نول الواقع رحلة(الكرسي)عبر كل العصور..!!
ـ وهل سيذكرني..!!
ـ يريد أن يقول للناس،أن الرؤساء سيركلون النعمة التي نعموا بها في نهاية المطاف..
ـ لم أفهم المعنى..!!
ـ يعني..يعني..بأقدامهم يضربون الكراسي التي جلسوا عليها..!!
قهقه(الإمبراطور)طويلاً وصاح:
ـ هو يعني الرؤساء..أنا لست رئيساً..أنا إمبراطور.. لاااااااااا..قل للطبيعة كي تجابه أعدائي،أنا لن أضرب هذا الكرسي بقدمي..!!
سقط حول كرسي العرش وراح يحتضنه ويلثمه بلسانه..!!
***
بعد ثلث قرن من تلك الحكاية..وفي صباح صاخب،وجد(الإمبراطور)نفسه يمشي بين أثنين،أمامه موكب كبير،وجد رعيته يقفون..يهتفون..
لم يفهم القضية،كان مخدراً،نائماً في ملاذ آمن،ها هو يقف بين ناس تصفق،لم تكن تفعل هذا من قبل أيام مجده..
شعر(الإمبراطور)بيدين ترفعانه،ووجد نفسه عالياً عن الحشد..
فجأة هوى،رقص جسده،استدار..
وقبل أن يفقد الرؤية ويختنق تماماً،اصطدمت أقدامه بـ(كرسي)أسفل المشنقة..!!
***
*(الكرسي)عنوان الملحمة الشعرية المثيرة للشاعر الكوردي الكبير(شيركو بي كه س)..!!
***
(2)

(حكاية نادرة)

في تلك القرية القصيّة،حيث البيوت لم تتعد أصابع اليدين،كل امرأة وجدت العافية ترفرف على جسد بنتها الصغيرة،خفن من الحسد المستشري والغيرة المتناغمة على كل لسان،فخبأن ذلك في أنفسهن..!!
***
يخرجن البنات كل صباح من غير تناول الفطور،رغم أن البيوت ليس فيها ما يسمونه فطوراً،أرض جافة وماء مصادر من قبل حقول(الإمبراطور)،يخرجن ويعدن عند الظهيرة من حقل لعبهن،يوماً بعد يوم،تتورد وجناتهن،ينمون ويقتربن من سن النضوج المبكر..!!
***
فجأة تحوّل المشهد..
بدأت كل امرأة تلقي اللوم على نساء القرية بإصابة بنتها بعين الغيرة والحسد،بدأت البنات الصغيرات يذبلن وتنطفئ وهج العافية من وجوههن،يخرجن ويعدن حزينات، دامعات العيون،لا يرغبن بالكلام،لم تتجرأ امرأة أن تستفهم القضية،كل واحدة اعتبرت القضية مجرد استحالات طبيعية لدورة النمو البشري تحت ظلال(الإمبراطور)..!!
***
بدأت الأذهان سراً تنشغل بقضية واحدة،قضية اختفاء عائلة كاملة وهدم بيتها،كانت عائلة متكونة من رجل وامرأة وبنت صغيرة أسمها(نادرة)..!!
***
لا أحد بوسعه أن يسأل عن المعتقلين في بلاد(الإمبراطور)،الوشاة(ينزرعون)في كل شبر،يصطادون ضحاياهم ـ كما يصطاد الصقر فريسته ـ يسوقونهم إلى غياهب الظلمات.
***
مرت سنوات طويلة،قاسية،ماتت النساء وكبرت البنات،عجائز نحيفات،باغتهن فرح كبير..استلمن خبر موت(الإمبراطور)وركضن باتجاه قصوره المترامية على طول المملكة..!!
***
في تلك اللحظة كانت بنت صغيرة تلهث خلف أمها،فقدت طريقها ووجدت نفسها أمام وادي كبير،وجدت ثلاث أشجار يانعة،تقدمت منها،وجدت فواكه ساقطة وأخرى تغطي الأشجار الثلاث،عادت وهي تحمل الفرح إلى البيت،تلقف الناس الخبر وهرعوا نحو الوادي،انهالت الأيدي تنتزع الفواكه،رمان وبرتقال وتفاح،وعادوا فرحين بفواكههم..!!
***
في الليل..
تسلل رجل إلى الوادي،أراد أن يقتلع الأشجار الثلاث وينقلها إلى حديقة منزله،أكتشف ثلاثة قبور،تحت كل شجرة قبر،سحب الجثث الثلاث وهرع نحو البيت..!!
***
صباحاً..
تقاطرت الناس،امرأة عجوز صاحت:
ـ يا عالم..هذه الطفلة(نادرة)وهذا أبوها وهذه أمها..!!
رفعوا الجثث وعادوا بها إلى مقبرة القرية..!!
***
[في ذلك الزمن القاسي،أنتبه(الإمبراطور)بتناقص فواكه جنانه،قرر الاستعانة بكاميرات لكشف المتلبسين بالسرقة،وتوصل إلى سر نقصان الفواكه في بساتينه..]
(تأويل غير مشكوك به للقضية شاعت بين الناس)..
***
قبل أن تموت العجوز الصديقة الوحيدة لـ(نادرة)والتي بقت على قيد الحياة،سردت زمن طفولتها،كيف كانت(نادرة)تقود البنات كل صباح إلى مكان آمن،تجلسهن،تذهب وتعود وهي محملة بكميات كبيرة من الرمان والتفاح والبرتقال يأكلنها ويرجعن إلى البيت،قبل أن تختفي هي وعائلتها..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)
- قصتان قصيرتان..
- عين الشمس..تشابه الأسماء كان السبب(قصتان)
- لكن الطائرات لم تجيء..(قصة)
- لا أحد يريد ترك الدراما..(قصة قصيرة)
- بعل الغجريّة..(أيها المروجيّون أستميحكم عذراً..
- بعل الغجريّة..(رواية)11
- بعل الغجريّة..(رواية)10
- بعل الغجريّة..(رواية)9
- بعل الغجريّة..رواية)8
- بعل الغجريّة..(رواية)7
- بعل الغجريّة(رواية)5
- بعل الغجريّة..(رواية)6
- بعل الغجريّة..(رواية)3
- بعل الغجريّة..رواية/4
- بعل الغجريّة..رواية(2)
- بعل الغجريّة..رواية(1)
- حكاية عبّاس


المزيد.....




- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...
- اليونسكو تُصدر موافقة مبدئية على إدراج المطبخ الإيطالي في ال ...
- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)