أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)














المزيد.....

معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 04:07
المحور: الادب والفن
    


(1)

(معاقل الذباب)

اكتشفوا أخيراً سبب خلوا البيت من جحيم الذباب،ذباب لا يطاق،لا ينام،يقاتل بشراسة مع الأيدي التي تحاول هشها،يحوم ويهبط بسرعة الصواريخ(الجو ـ أرضية)كلما ترقب فرصة ناجحة الصولة،لتمزق أعصاب الرجل وامرأته،مر زمن طويل قبل أن يغدوا البيت بلا ذباب:
المرأة قالت:
ـ ربما(الإمبراثور)رشّ مبيدات..!!
يقول زوجها:
ـ الإمبراثور مشغول هذه الأيام برش مبيدات بشرية..!!
لم يعرفا من أين تأتي هذه الجحافل الشرسة،من أي المستنقعات،مثل غيمة سوداء تخيم على رؤوسهم أوان الفطور والغداء والعشاء،أوقات النوم،ذباب يواصل عزف موسيقى الطغيان بنجاح ساحق من غير أجهزة رادارية كاشفة أو أسلحة دفاعية لا تخطأ..
مع هبوط الوليد الأّول من عرشه،بعد سنوات من العقم،بدأ الذباب يقل ثم يختفي إلى الأبد..!!
***
بعد ست سنوات،عاد الذباب من جديد إلى الذاكرة،واكتشفوا سر اختفاءه..!!
***
داهمت الشرطة البيت واعتقلت الرجل وامرأته،لم يفهما الأمر،قبل أن يعرفا سبب اعتقالهما،لقد قدّمت المدرسة شكوى ضدهما،كون أبنهما كلما يدخل الصف الدراسي ينام ،ليست تلك جريمة كبيرة،فالطلاب في السنة الأولى يأتون وهم مخدرين برثاثة التدليل والتربية العاطفية المفرطة،أجسادهم ضئيلة خالية من البروتينات والفيتامينات بسبب الحصار الغذائي التام على الناس،لكن الجريمة تبدأ،كلما يدخل أبنهم الوحيد الصف ينام،وحين ينام يفتح فمه،من فمه تخرج جحافل الذباب،تمزق أعصاب التلاميذ والمعلمين،قبل أن يتم أخطار الشرطة واعتقال الطفل بتهمة إيواء الذباب في جوفه،قبل اعتقال ذويه..!!
***
فشل الأطباء من اكتشاف معاقل الذباب،شرّحوا الجسد الضئيل،فتحوا قنوات في كل عضو في جسده،لم يهتدوا إلى مبرز جرمي مدين..!!
تم تسقيط الدعوة المرفوعة ضد الزوجين بعدما تبين أن طفلهما قد مات..!!
الزوجان،مازالا يبحثان عن مستنقعات جديدة،عن أوطان الذباب،عسى أن يرزقا بطفل جديد..!!
***
(2)

(مزرعة الضفادع)

ـ عجيب أمر هذا الفلاّح،كيف فقد صوابه..!!
هذا الكلام يردده الناس في كل محفل،الكل يعرفه،فلاّح ماهر،مرشداً زراعياً من غير شهادة دراسية،توارث أسرار الفلاحة أباً عن جد،يعرف ما تخبأ الغيوم وما تفصح بها الرياح،يعرف متى تزرع المحاصيل ومتى يتم سقيها وجنيها،كيف سقط في فخ البلادة..!!
***
بدأت بلادته ليلة نام باكراً،بعد جهد كبير قام بعزق الأرض وتهيئتها لبذر البذور،قام من أرق كابوسي باغته،وجد الفجر على مرمى بصر منه،تناول مسحاته وتناول علبة البذور وشق مسارب الظلام الأخير لليل،زرع وعاد..!!
***
بدأت حكاية غريبة تشاع بين الناس،وراحت تمشي فرادا وجماعات إلى الحقل،يقفون بدهشة وهم يرون نباتات خضراء اللون عريضة الأوراق نبتت بشكل متسارع..!!
***
بعد مرور أسابيع بدأ الحقل يعكس خضرة متوهجة تحت أشعة الشمس،راحت الألسن تنسج أقاويل الغيرة والحسد حول الفلاّح صاحب الخبرة النادرة والرزق الوفير..!!-
***
استفاقت الناس على نقيق غير وارد،بدأ يلغي صفاء الليل،أخرجوا فوانيسهم ووقفوا بذهول أمام آلاف الضفادع الخضر وهي تغزو الأزقة والبيوت..!!
***
عند الفجر تعاهدت الناس أن تنتفض بشكل جماعي ضد جحافل الضفادع الغازية،حملوا مشاعل النار والهراوات وراحوا يتتبعون ـ وهم يسحقون ـ الضفادع إلى معاقلها،وقفوا مبهورين أمام حقل الفلاّح،وجدوا الضفادع تخرج من الخضرة المتوهجة الطاغية على أرض الحقل،رشوا الوقود وأضرموا النيران وعادوا..!!
***
في تلك الصباحية كانت زوجة الفلاّح تبحث بشكل جنوني قبل أن تقف أمام زوجها.. قالت:
ـ أين أخذت الخرزات السود..!!
ـ خرزات..
ـ كانت في علبة المعجون..!!
ـ آه..لقد قمت بزراعتها..!!
ـ زراعتها..
ـ أليست هي بذور البامياء..!!
وقفت المرأة أمامه وأطلقت ضحكة طويلة،قبل أن تهرع باتجاه الفوضى خارج البيت..!!
***
..عرف الفلاّح من زوجته،أنها قامت بتجميع بيوض الضفادع من المستنقعات وتجفيفها كي تتناولها كعلاج طبيعي لحالة عقمها المزمن..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجة الغائب..المهرج الأمبراطور)قصتان
- في بلاد الأمبراطور..الموسوعة الأمبراطورية(قصتان)
- خطبة حذاء..ية
- في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)
- الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)
- قصتان قصيرتان..
- عين الشمس..تشابه الأسماء كان السبب(قصتان)
- لكن الطائرات لم تجيء..(قصة)
- لا أحد يريد ترك الدراما..(قصة قصيرة)
- بعل الغجريّة..(أيها المروجيّون أستميحكم عذراً..
- بعل الغجريّة..(رواية)11
- بعل الغجريّة..(رواية)10
- بعل الغجريّة..(رواية)9
- بعل الغجريّة..رواية)8
- بعل الغجريّة..(رواية)7
- بعل الغجريّة(رواية)5
- بعل الغجريّة..(رواية)6


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)