أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)














المزيد.....

لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


(1)

(لقاءان)

سيق الرجل إلى السجن وتم قراءة قرار المحكمة عليه(الموت شنقاً حتى الموت)،لم يرتجف ولم يندم على ما فعل،أعتبر النهاية مقنعة وكفيلة بختم حياته بشمع السرور،وجد نفسه في زنزانة مع شخص يقاربه في العمر،رجلان في الثلث الأخير من حياتيهما،وجدا نفسيهما ينجذبان إلى حوارات نهاية العمر..
قال لصاحبه:
ـ ما هي جريرتك..
ـ قتلت طبيباً..وأنت..!!
ـ قتلت زوجتي وأطفالي..!!
ليلة سيق صاحبه إلى منصة الشنق،قال له صاحبه:
ـ كان يجب أن أقتله،هو من أوهمني..
أجابه:
ـ هل كانت فعلته تستحق هذا العقاب..
ـ كان ذلك في زمن بعيد،قام بأجراء فحوصات مختبرية لي،أفرحني بقوة رجولتي وحيوية الحيامن في صلبي،لكن الزمن مضى سريعاً قبل أن أكتشف أنه قام بخداعي،لم يبح لي بأنني عقيم..!!
في الصباح وجد نفسه وحيداً بعدما تم شنق صاحبه وراح ينتظر ساعته..!!
***
قبل لحظة إعدامه..
أكتشف أن الرجل الذي سبقه في الموت،التقاه في مكان ما،تذكر أنه ذلك الشاب الذي رآه يخرج من العيادة المختبرية في العاصمة،وهو مسرور ويهز ورقة الفحوصات بوجه زوجته،أمّا هو جلس أمام الطبيب..قال له:
ـ عندك ضعف كامل في الحيامن،أترك الأمر للخالق..!!
خرج يائساً من العيادة،لكن زوجته كانت تباغته كل عام بوليد،لا يستقبل الخبر بفرح،يغطس في حزن طويل،يسكنه سؤال واحد:
ـ أولاد من هؤلاء..!!
لم يحتمل القضية،قام في ليلة كآبة من فراشه،تناول سكيناً ونحر زوجته وأطفاله الثلاث..!!
***
فيما بعد تم الكشف عن الملابسات الكاملة للقضية التي شغلت بلدة(جلبلاء)من قبل لجنة القضاة والمحاميين،تبين أن الطبيب قام فعلاً بأجراء فحوصات منوية للرجلين قبل عشرين عاماً،وجدت اللجنة هناك تدويناً خاطئاً للمعلومات في السجل المركزي للعيادة،لم يتوصلوا لحل اللغز..!!
***
زوجة الرجل العقيم أخرجت الخبر اليقين بعدما تذكرت تلك اللحظة القديمة..
قالت:
ـ يبدو أن الخطأ حصل جراء مجيء التيار الكهربائي،دارت المروحة وقذفت بكومة الأوراق من على الطاولة،ربما حصل خلط في الأوراق وناول الطبيب كل واحد ورقة الآخر..!!
***

(2)

(الكرة الزجاجية رقم ـ 301ـ )

تفاجأ الولد الصغير أن كرته الزجاجية قد اختفت،فهو متأكد من أنها أصابت الهدف، انطلقت بسرعة الصواريخ القاريّة وقذفت الرعب في الصف الصامد للكرات الزجاجية المتراصة كصف دروع واقية وسط دائرة على خط صغير يسمونه(شيش)..!!
***
كل العيون رأت الكرة الزجاجية الصغيرة لحظة انقضّت كالبرق واتخذت المسار الذي لا يخطأ ونثرت الكرات الزجاجية الثمان المتراصة..!!
***
بحثوا كل شبر أرض،بحثوا الثغور والتشققات،لم يجدوا سوى خمس كرات من أصل ثمان كرات كانت داخل الدائرة وكرة خاصة كانت للطفل الصغير يسمونه(صول)..!!
***
دمعت عينا الطفل وبعض الأطفال فرحوا لأنهم تخلّصوا من خسارة محتومة،عادوا إلى البيوت،سرد كل طفل حكاية الكرات الزجاجية التي اختفت تحت أعينهم،وكل أم قالت لطفلها جملة واحدة:
ـ أبتلعها فم الشيطان..!!
مرت الأيام والأطفال يلعبون ويفقدون كرات زجاجية متأكدين أن الشيطان يلعب معهم ويسرقهم دون أن يروه،وبعد مرور أسابيع لم تبق كرة زجاجية واحدة عند الأطفال..!!
***
بدءوا بإيجاد لعب أخرى،كبروا ونسوا حكاية الشيطان الذي سرق منهم كراتهم الزجاجية التي كانت ثلاثمائة وواحد كرة زجاجية أشتراها الآباء من غريب قدم على صهوة حمار..!!
***
في قرية نائية أندفع الناس إلى بيت رجل عجوز غريب شاع أنه مات،بدأت الأيدي تنتزع كل ما هو مفيد،صبي صغير اهتدى لشق في الجدار الطيني،حك الشق بملعقة طعام كانت بيده،وجد كيساً من قماش سحب الكيس وركض باتجاه البيت،تناول أبوه الكيس وراح يعد الكرات الزجاجية التي خرجت من كيس القماش يانعة متوهجة،كانت ثلاثمائة كرة زجاجية،أعدها مرتين وتأكد من أنها ثلاثمائة كرة زجاجية فقط..!!
***
في بيت العجوز الذي مات أيضاً،اهتدى صبي صغير في شق آخر لزوجي نعل مطاطي،حمل النعلين وركض إلى البيت،أكتشف الأب أنهما على مقاس قدمي أبنه،وأنتبه إلى ثغور مثل ثغور القواقع أسفل النعلين،فتح ثغراً ووجد كرة زجاجية واحدة متوهجة..!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)
- حجة الغائب..المهرج الأمبراطور)قصتان
- في بلاد الأمبراطور..الموسوعة الأمبراطورية(قصتان)
- خطبة حذاء..ية
- في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)
- الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)
- قصتان قصيرتان..
- عين الشمس..تشابه الأسماء كان السبب(قصتان)
- لكن الطائرات لم تجيء..(قصة)
- لا أحد يريد ترك الدراما..(قصة قصيرة)
- بعل الغجريّة..(أيها المروجيّون أستميحكم عذراً..
- بعل الغجريّة..(رواية)11
- بعل الغجريّة..(رواية)10
- بعل الغجريّة..(رواية)9
- بعل الغجريّة..رواية)8
- بعل الغجريّة..(رواية)7
- بعل الغجريّة(رواية)5


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)