أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - الشرفة الواشية..قبلة أزلية(حكايتان)














المزيد.....

الشرفة الواشية..قبلة أزلية(حكايتان)


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 07:30
المحور: الادب والفن
    


(1)
(الشرفة الواشية)

ما أن أخرج رأسه كلص يرقب ما حواليه وجد الرجل السمين عشرات الرؤوس تمتد نحوه،رؤوس تندلق من وراء كل باب ومن كل نافذة،سحب رأسه وأنتظر لبرهة من الوقت قبل أن يمد رأسه من جديد،نفس الرؤوس تمتد مع رأسه،خال القضية مجرد تخيلات وظنون من فرط الهلع الذي استولى على إرادته..!!
***
الرجل السمين تأكد أن الرؤوس التي تمتد مع رأسه هي رؤوس حقيقية،رؤوس نساء الشقق السكنية،يعرفهن،نساء كن يمطرنه بنظرات غاية في الغرابة،لم يبالي لنظراتهن،خال القضية مجرد فضول ليس إلاّ جرّاء سمنه،أو لجمال زوجته الخارق..!!
***
انتهى الليل..انتهى النهار..!!
***
الرجل يخرج ويعود والنساء لا عمل لهن سوى متابعة رأس يخرج ويعود..!!
***
مرّت الأيام..!!
***
لم يعد هناك رأس يخرج،والنساء تأكدن من ذلك،لقد انتهى السيناريو وعاد الهدوء إلى الشقق السكنية من جديد..!!
***
في فجر حار،قامت قيامة رائحة كريهة استدعت حضور الحكومة عن بكرة أبيها،حطموا باب الشقة..وجدوا جثة امرأة مخنوقة ورجل سمين متيبس..!!
***
انتبهت النساء لعدم رجوع أزواجهن في أجازاتهم الأسبوعية،فهم رجال عسكر لديهم عطلة نهاية الأسبوع أو ما يطلقون عليه(جمعة وخميس)،طال غيابهم مما أستدعى الأمر حضور الحكومة كاملة مرة أخرى..!!
***
ثار نقاش طويل قبل أن يتم ربط الموضوع بقصّة الجثتين في شقة الرجل السمين..
اقتحموا من جديد الشقة وكسروا الغرف التي نسوا أن يدخلوها وجدوا ثلاجات أرضية مملوءة بجثث رجال بهيئة عسكر..
تعذر عليهم تفسير وتأويل الحكاية..!!
***
امرأة حكت أن زوجة الرجل السمين كانت غير طبيعية..!!
***
من هذه الكلمة(غير طبيعية)راحت كل امرأة تبحث عن سر علاقة زوجها بالمرأة التي وجدوها مخنوقة..!!
***
تذكروا ليلة تلصصهن،تذكروا رأس الرجل السمين..لم يهتدوا إلى السر الكامن وراء ترميلهن..!!
***
تلك المرأة حكت:
ـ ربما كانت تغوي رجالنا ويقوم زوجها بدور(ريا وسكينة)..!!
صدقت النساء الحكاية،ولكن لم يتوصل أحد إلى سبب خنق المرأة..
تلك المرأة حكت:
ـ ربما أرادت الزوجة أن تقضي على آخر فحل في البلدة،فشلت وخنقها..!!
***
حكاية قد تبدو معقولة طالما البلدة كانت تعرف بكثرة المشاجرات العائلية بين الزوج وزوجها جرّاء البرود الجسدي الذي توالد مع جائحة الحرب التي فجرها(الإمبراطور)مع جارة جديدة..!!
***

(2)

(قبلة أزلية)

لا يسترد وعيه إلاّ بعد صدمة واحدة،يحصل ذلك بعد قداس ليلة زفافه،يشرب نخب الفرح ،بالمناسبة هو رجل يكره المشروبات الروحية،بل وجد المشروبات الغازية لها تأثيرات كونية كبيرة على مزاج من يحتسيها في لحظات خاصة،اهتدى لفعلها الساحر مصادفة عندما شعر بعطش كبير،لم يرويه الماء،ظلّ يحتسي زجاجة وراء زجاجة حتى وجد نفسه يحلّق في سماوات اللذة..!!
***
تبدأ مشكلته بوتيرة واحدة،ليلة زفافه يرقص ويشرب المياه الغازية بنهم ورغبة،يراقص الوجه الماثل بين يديه،يتحاضن معه،يطبع قبلاته الأزلية على الخدّين..!!
***
وفي النهار يهمس في أذن عروسه:
ـ يا لك من راقصة ماهرة..
ـ أنا..
ـ أجمل ما فيك قبلتك..
ـ قبلتي..
يسرد لها وقائع فرحه،وكيف طبع قبلاته على خدّيها،تلك البقع التي تظل تشع بوهج السرور في حياته،العروس تحدق في فمه،معتبرة الموضوع مجرد دعابة أو مزحة عريس ليلة عرسه لدحر خوف الصولة الجـ(ن)سـ(د)ية..!!
***
يواصل العريس سرد خروقاته العاطفية،يرسم الوجه،الشفتان،العينان،الجسد،اليدان، النهدان..!!
ينحدر أسفل ثم أسفل،ليقع في فخ معضلته ويكتشف أنه عائد إلى فلك الوحدة الأبدية..!!
***
تلك هي علّته،عاش ردحاً من الزمن مع فتاة صغيرة،وافقت بعد توسل منه،أن يطبع قبلته على خدها،واشي نقل المشهد إلى أهل الفتاة،وفي ليلة مظلمة تم نحر الفتاة وإلقاء جثتها في نهر(دلبلاء)،من يومها ظلّ يستبدل النساء بعد قداس ليلة الزفاف،حين يشرب المياه الغازية ويبدأ بالرقص،يكتشف أن تلك الفتاة تأتيه لتشاركه الفرح،يراقصها ويقبل قبلاته النادرة على خدّيها..!!
***
كل عروس تهجره بعد ليلة عراك..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)
- معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)
- حجة الغائب..المهرج الأمبراطور)قصتان
- في بلاد الأمبراطور..الموسوعة الأمبراطورية(قصتان)
- خطبة حذاء..ية
- في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)
- الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)
- قصتان قصيرتان..
- عين الشمس..تشابه الأسماء كان السبب(قصتان)
- لكن الطائرات لم تجيء..(قصة)
- لا أحد يريد ترك الدراما..(قصة قصيرة)
- بعل الغجريّة..(أيها المروجيّون أستميحكم عذراً..
- بعل الغجريّة..(رواية)11
- بعل الغجريّة..(رواية)10
- بعل الغجريّة..(رواية)9
- بعل الغجريّة..رواية)8
- بعل الغجريّة..(رواية)7


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - الشرفة الواشية..قبلة أزلية(حكايتان)