أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - غرامي بك أوليفيرا















المزيد.....

غرامي بك أوليفيرا


محفوظ فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 04:44
المحور: الادب والفن
    


يمكنها أن تجمعني

وهي تَنَقّلُ في أحشاء

السهل المترامي

في قامتها القمحية

تضرب قدماها

الرمل الرخو وتلقاني قوقعة أكدية

تحت غطاء الأوراق الصفراء

الملقاة على أنفاس خريف الروح

يمكنها أوليفيرا

أن تسبق كل مراكب دجلة

حين تمشط شعر الأمواج

لتكشف عن ذرات تتشبث في الماء القدسي

تلم نثاري

أتسلل في طيات الورد

المزروع على الشفتين

والحرف الخارج في قاع حنان

يرسمني

في رفة أهدابك معشوقا أسطوريا

كانت

نثرته على الساحل

أسرار تتشظى في افئدة

( الطوافات) بأحياء العشار

قالت لي

من أنت

قلت أتذكر من أصداء تتردد

شكل بساتين يهتز النوار

على أطراف الأغصان

الآشورية

أوليفيرا

أتذكر وجهي الضارب في سحنته

العسلية

أني في( الضيعة) أمشي ببراءة

واستهواكَ الحب النوارني الطافح

في نظراتي

وقعتَ أمامي مغمى

عدتُ الى امي

أماه

فتى بغداديا ملقى في الضيعة

حين تطلعَ في عينيّ

هوى

حملته إلى مأوانا

نفثت من زفرتها المسكية في شفتية

قالت من أنت؟

أوليفيرا

طحنتي السرفات باحياء العرموشية

عبرت من فوقي

إحدى تلميذات الصف الاول

سقط الدفتر من بين يديها

فوق دمي فتضرج فيه الخط

العربي

وألقتني الهمزة في أحياء القدس

أفتش سحر محياك محياي

نبو خذ نصر

قد أعطى بعض ملامحه للجند

قبيل العودة

يمكنها الآن إذا شاءت

أن تبعث بي شلالات

تجرف في حب الوطن

جميع فنون العشق

وتبقيني

نخلا أو زيتونا

يتعلم منه المهووسون

بعشق الآخر

معنى وطني

كنت أراها في أسواق الجمعة

عند محطات المترو في لندن

في الأنفاق

في أرصفة الباعة في الباب الشرقي

في طابور الجمعية في مصر

يسكنها الشجن الأزلي

بساحات المدن المنسية

ولبانات صبايا

فجرت اللوعة فيهن

نوازع لم تعهدها الآلفة

في اللاوعي الجمعي

وإذا ما لحظتني ابتسمت

وانهار الحزن الآشوري الرابض

في الموصل

بين وجوه الحسناوات

وحين أقرّبُ وجهي منها

يقول لي الحراس توقف

هذا حدك

المح دمعا ينعم في خديها

في القرن الخامس والعشرين

لنا موعد

ولنا دارتنا المحفوفة بسم الله

ولنا ولنا

لكن ته في فتنتي

السامرائية

أترك أحرفك البيضاء

تداعب أقدامي الوردية

أتركها تتغنى حتى تلتم على خصري الأهيف

قل لعصافير القدس

تردد في لوعتك المحمومة

وراء شبابيكي

خذ شالي الوردي

وأومئ فيه لقافلة التجار

يدلّوك على من باع دمي

كنت أراها

خلف القضبان تمر فضائيات

الكون عليها

تجري معها

تزرع تحت قدميها الألغام

من علمك الموت على نغمات الحرف؟

من أعطاك مفاتيح الغور وراء الاصرار

على العشق المجنون؟

من بارك عينيك الساهمتين

وخلفهما

كل مسافات الدنيا؟

من من ؟

قولي

تصمت

يلغى المشهد

تنتظم الدائرة المشروخة

( رجب حبك جنني )

تندلق الاحشاء لأطفال الحارة في الشعلة

( ركب حبك كنني )

تبهت أوصال النطق

يباغتها العَوَق في في أطراف

الأحرف

تمشي في عكاز طبعت حول المنحيات

به صور( لأليسا)( نانسي)

من بارك عينيك الساهمتين

من من ؟

قولي

تبقى صامتة خلف القضبان

أُحدّثُ كل العالم فيها

تلك الفاتنة الفرعاء

حبيببة روحي أوليفيرا

أغرقها موج عبير القداح

وراء الخابور

فاسكرها دل بنات الشام

فغابت

تنتظر العولمة الاخرى

قالت أوليفيرا مرة

دعني أطلعك على أصداء غناء وحشي

في موسيقى الجاز

أجري فيك على طول ضفاف الدانوب

أطلعك على كلمات غناها طرفة ابن العبد

( نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ

تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ)

أنادمك

على وقع الرقص الوحشي

نقبلها حرفا حرفا

نجثو مجونين

بحضرتها

ونسابق فيها حين

يفوح بخور المعبد في أحشاء

البيداء

لغات العالم

هل تنهش أنياب الغربة

غير المتحدين بأضواء لوّحها

بالخضرة أرض حبلى

من برق توغل رقة

من وطأت تربتها بمداه؟

هل أسأل غيرك

يا أوليفيرا عن سر جنوني فيك؟

تسكنني لفتاتك

فأعود كقش حار به المد بدجلة

حتى ألقاه

على الرمل يقلّبه منقار سنونو فيه

ويغمسه في الغرين

يبقى في العش يداعب لحم فراخه

يوميا يجرفني التيار العائد

نحو أحبته المجهولين

المنكوبين

آونة القاك على اكتاف سواقي

الزاب

عصاك تلوح نحو شياهك

في الورد

آونة ألقاك بقاعات الفن التشكيلي

تتملين بوجه شوهه

الإعصار

تستنفر كلّ مشاعرك الأقواس

الروحانية

تستوقف عينيك يد في أعلى المشهد

ضرجها الدم من أطراف أناملها

حتى الكتف

الصبار المركون بزاوية القاعة

نزّ دما حين تلاقت نظراتك

في عمق اللوحة

ألقاك ( بحي التنك )

تضعين المرجل

فوق الموقد

أطفال البصرة حولك

ينتظرون

تقولين الصبر الصبر

سآتيكم بالخبز

حافية بعبائتك المعجونة بالوحل

تلمين من البقالين

فتات نخالة

ينتظرون

وأودعهم فيض حنانك في جنات

تحلم فيها

الوركاء



#محفوظ_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقول لدجلة
- أبحث عنك
- الفارعة بنت البحر
- أربع رسائل ل......................حبيبة
- أولئك الذين أحبهم غادروا
- الغربة في منافي الوطن
- شهرزاد تغمرني بتفاصيلها المغرية
- flowerstory قصة الوردة
- موسيقى الغياب
- ورد النار
- سارة
- هطول شهرزاد
- حوار مع الطابعة
- خطوط السلاحف
- قصائد التضاد
- الثناء
- دواعي
- تاريخ التوظيف الأسطوري في القصة العراقية
- قلادة العيون
- النقد الأسطوري


المزيد.....




- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب يكشف عن حالة نجله ب ...
- تابع الحلقة الجديدة 28 .. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 ...
- تابع عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة عبر ترددات القن ...
- عقب فيديو الصفعة المثير للجدل..عمرو دياب يعرّض ليلى علوي لمو ...
- مترجمة وكاملة.. المؤسس عثمان الحلقة 164 بجودة HD على قناة ال ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - غرامي بك أوليفيرا