إستراتيجيات المسألة الإسرائيلية والمسألة السودانية

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 03:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

1- في نشوء وتطور نشاط الدراسات الإستراتيجية :
بتأثير تطور الفكر التقدمي في العالم بداية من القرن التاسع عشر تطورت أهمية الدراسات الإستراتيجية وفي القرن العشرين كانت منسقة ومحكومة ، في مقدمة القرن الواحد والعشرون تفتحت الدراسات الإستراتيجية بتأثير المصالح المالية في تركيبة مؤسسات البحث العلمي فإنتشرت معاهدها مراكزاً للتعاون والتعاقد المعرفي والمالي بين بيروقراطية الجامعات وبيروقراطية المؤسسات الأمنية واالعسكرية (جيش ومخابرات) وبيروقراطية الحُكم.

في جهة الزمان الممتد من نهاية القرن الماضي وبداية القرن الواحد والعشرون وضيق الموارد المالية الحكومية للجامعات وتوسع الميزانيات الدفاعية والأمنية يمكن الإشارة إلى ان الدراسات الإستراتيجية أضحت تختلف بل وتتباين في تنوعها وفي عددها وفي أنواعها وفي نوعيتها وصدقيتها ، فبعضها مجرد واجهات تشويش معرفي وإعلامي وسياسي تابعة فعلياً لأجهزة المخابرات، وبعضها مجرد واجهات لأحزاب أو شلل أو شركات تنشأ بأسماء ضخمة لـممارسة (العلاقات العامة) يتم فيها تحقيق وتبادل مصالح معينة، وبعض معاهد الدراسات الإستراتيجية يهرول لتكوين رؤى إستراتيجية ، وبعضها الآخير وهو الأقل عددا قسمان قسم وثيق الصلة بأمور الإستراتيجية في تكونه وفي نشاطه وفي مضمونه، ولكن كثير من معاهد الدراسات الإستراتيجية بحكم ظروف عسكرية في تاريخ تكونه أضحى ذا نزعة سالبة في النظر إلى الآخر مما يؤثر على موضوعية إستقراءاته وموضوعية محاضراته وإختباراته وإستخلاصاته، وبالتالي على موضوعية تقييم وإنتقاد أعماله المنشورة .



2- حالتان:

1- معهد التقنية (تخنيون) http://www.technion.ac.il :

قسم إدارة الأعمال التجارية معهد التقنية (تخنيون) http://www.technion.ac.il يعقد المؤتمر الإستراتيجي لإسرائيل في 28-30 ديسمبر 2008 http://www.isc.org.il وهو واحد من مؤتمرات كثيرة تقام بذات الأسماء الضخمة في مؤسسات إسرائيل الحكومية والأمنية والبحثعلمية وكلها تدعي االعلمية والإستراتيجية وتنشط في مجالها.!

في رابط المؤتمر المعني https://iew3.technion.ac.il/MBA/structure/files/misc/ISC.pdf يمكن أن يلاحظ بشيء من السلب أو بشيء من الإيجاب في الأعمال المقدمة ظواهر حية لجدل الشمولية والتخصص وااتنوع ، والزخم والبساطة، والتواتر الموضوعي والزماني كذلك يلاحظ طبيعة نشر هذه الأعمال وعلانيتها. وهي كلها أمور مفقودة عندنا.

في تقرير في المعهد عن السودان يمكن الإشارة إلى ضعف مصادر ذلك التقرير وهو ضعف يتعلق بعلمية رصد وتبويب هذه المصادر للمسألة السودانية كما تجده في الرابط الآتي : http://www.technion.ac.il/~jwortman/sudan.htm حيث تختلط في التقرير الصادر في 27 أكتوبر 2004 الإنطباعات الفردية بالأعمال الحكومية بأعمال مؤسسات التجارة السياسية بتقارير منظمتين لحقوق الإنسان !!



2- معهد دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا:

http://nssc.haifa.ac.il
http://nssc.haifa.ac.il/profile.htm
http://nssc.haifa.ac.il/staff.htm
http://nssc.haifa.ac.il/research.htm

الروابط أعلاه من جامعة حيفا ومعهدها لدراسات الأمن القومي يلاحظ فيها إرتفاع المستوى العددي والنوعي لإنتاج المعهد ولكل واحد من الباحثين فيه وصلاته العالمية مقارنة بحجم ونوعية إنتاج المعاهد السودانية أو الأفريقية والعربية والإسلامية عن إسرائيل والنشاط اليهودي عامة والصهيوني خاصة. كذلك يلاحظ فيه هم بالمعرفة والمشاركة الفلسطينية.



3- المخرج::

في السودان قد ينشأ سؤآل عن كيفية الإفادة من هذا الوضع المتنوع للدراسات الإستراتيجية وذا أمر قمين بنشاط بحثي أكاديمي وأمني وسياسي يميل إلى تنمية الذهن والجهد الوطني والإسلامي بمادة وآلة تفكير وتطور متقدمة، تتبلور بقيم البحث العلمي في الشؤون الوطنية والدولية والإسرائيلية مما يفتت في عوالم االسودان والإسلام ترسبات الخوف والإنبهار والتهيب من (النجاح) الإسرائيلي.

في السودان وفي العالم الإسلامي هناك حاجة إلى تنمية دراسات موضوعية متعلقة بإسرائيل واليهودية والصهيونية وأهل إسرائيل في حاجة إلى تنمية دراسات موضوعية متعلقة بالعروبة والإسلام ، كذلك هناك حاجة في كل إلى دراسات موضوعية للديمقراطية الإقتصادية –الإجتماعية ودراسات أخرى لحقوق الإنسان .



4- حالات الإختلاط وإمكانات البرآءة :

في المستوى العالمي لإستراتيجيات العلاقات الدولية تتبلور بعض الدراسات الإستراتيجية كفاروق أو فاروخ يفرق الإلتباس والتواشج الموضوعي بين السياسات الإسلامية والسياسات اليهودية رغم إختلافهما ظاهراً : فالسياسات السودانية والإسلامية ترفض بشكل عام وجود إسرائيل وسياساتها ولكنها تتبع وقع الحافر على الحافر خطوات السياسة الصهيونية والإمبريالية العالمية ضد وحدة الهند، وضد وحدة يوغسلافيا ، وضد وحدة وروسيا ، وضد وحدة الصين ، وهي دول صديقة لموقف الدول العربية والإسلامية من قضية الحقوق الفلسطينية.

وفي المستوى الداخلي يمكن أن يلاحظ ان سياسات دولة السودان ورؤى مؤسساته تواشج وبعمق السياسات الصهيونية المتبعة إسرائيلياً في واحدية ومركزية الدولة وشؤونها الآيديولوجية والسياسية والإدارية وواحدية ومركزية شؤونها الإقتصادية الإجتماعية وجبرها بالقسر المعنوي والمادي لمصلحة الطبقة الرأسمالية وحرية تملك الأفراد لموارد ووسائل إنتاج المجتمع لضرورات حياته!

هذا التناقض ونتائجه كان بالإمكان التغلب على بعض أسسه والبراءة منه ومنها إن كانت هناك عملية بحثعلمية تؤطر بجدلها المادي والتاريخي طبيعة نشاط الدراسات الإستراتيجية في السودان والعالم الإسلامي. وطبيعة ونشاط الدراسات الإستراتيجية في عوالم اليهودية السياسية والإقتصادية ورساميلها المالية ورساميلها الرمزية في العلوم والثقافة والسياسة العالمية.

لكن توفر وتنمية عملية وعلمية الدراسات الإستراتيجية في بلادنا والعالم تتطلب كثير اً من الإستراتيجيات .



5- النتيجة العامة :

تفكير ونشاط الدراسات الإستراتيجية متنوع في كل شي ، وهو يعطي مؤشرات سالبة أو موجبة ، يختلف تقويمها وبناء ردود الفعل عليها لعدم وجود معيار منظوم للتقويم ، وهذا يفرض العناية بهذه الدراسات والإرتقاء بها.

من العلماء الإستراتيجيين في إسرائيل والعالم عن السودان المناضل التقدمي الباحث والبروفسور العَلمَ جبرائيل واربورج وفي الواشج التالي صرفه ونحوه
http://mideast.haifa.ac.il/staff/varburg.htm وقد أفاد بعلمه وأفاد من علمه كثرة من البُحاث السودانيين في الجامعات البريطانية والأمريكية.

#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل