أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المنصور جعفر - الفدائي حين يُمتَحنُ















المزيد.....



الفدائي حين يُمتَحنُ


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 10:52
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يتناول هذا النص بشكل بسيط بعض أصول وآثار الهجوم الذي شنته على هيبة الحكم وسيطرة مراكزه وحدات قتال فدائية من حركة العدل والمساواة وهي حركة إسلامية الجذور ولكنها ذات طروح ثورية بعضها علماني منظوم وبعضها فطير عمدته "(غريزة) العدالة" والحس الشعبي بها.

وإذ يتناول هذا النص بعض الجوانب من طبيعة آثار هذا الهجوم الذي تقدم ببسالة من أعماق المناطق المهمشة إلى منطقة تمركز السلطة مما وضح غفلة وضعف وهشاشة وخبل سياسة الدفاع عن مراكز السلطة في العاصمة ومحاولة إبقاءها آمنة سالمة مطمئنة في الوقت الذي تقوم فيه السلطات العليا الحاكمة بكل أشكالها المالية والعسكرية وبكل هيئاتها العنصرية الدينية والقبيلية وبوحدات منظومة في إداراة هذه السُلطة وأمنها وإعلامها تقوم بإشعال الحرائق العنصرية المادية والمعنوية في جميع أنحاء البلاد لأجل توطيد سلطانها ودعم طغيانها على موارد السودان ومقاليد أموره .
1- الحرب العادلة والحرب الظالمة:

الحروب رغم إرتباطها بسمة القتل والتدمير والإعطاب فهي - مثل كل التصرفات الإجتماعية- نوعان:

1- حرب عادلة للدفاع عن حرية الإرداة وعن كرامة وجود الناس في الأرض بما في ذلك من صون لحقوقهم ومقوماتها في الأرض وأشكالها وعروضها في الأسر الإجتماعية والثقافية الصغرى والكبرى. مثال لهذه الحرب الحرب التي شنتها الحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب وغرب وشرق السودان ضد النظام المطفف لحكومات السودان القابعة في الوسط.

2- حرب ظالمة غشوم تهدف لإمتلاك القرى وخيراتها والسيطرة على منافعها وإحتكار السلطان المعنوي والمادي لوجود الناس في هذه القرى وتحويلهم إلى اتباع ورعايا يتم التحكم في عيشهم وحياتهم لإنتاج منافع لدولة الحكم الجديد وغالباً ما تكون هذه المنافع (العامة) جارية مخصصة لبعض طبقته السيدة ولبعض أهل هذه الطبقة. ومثال لهذه الحرب الجهاد الذي شنته حكومة حرية السوق المركزية في الخرطوم ضد قرى شمال وشرق وغرب وجنوب السودان بحجة الوقاية من (التمرد) أو القضاء عليه.
وفي كل التاريخ لم يوجد حل (جذري) أو نصف جذري لأزمات ثقافة إقتصادية سياسية إجتماعية عميقة تم الوصول إليه دون مطالبة ونضال ضاري مسلح في طول العالم من شمال أمريكا إلى جنوب أفريقيا وفي عرضه من الصين إلى الصين. أما مواضعة هذا الحل بإقرارات مدنية وعسكرية تصدر في ما يسمى محادثات سلام فعادة ما تأتي بعد مراحل طويلة من القتال يتبين كل طرف فيها طبيعة التناسب بين وضعه العسكري والسياسي ومدى تحقق قدر معين من مصالحه.


2- في التاريخ والمعيار العام لحساب ما هو العدل؟ وما هو الظلم؟:

أ‌- في الزمان القديم:

في حضارات السودان القديم وفي حضارات العراق القديم كانت كلمة "العدل" كلمة زراعية نباتية مكونة بتركيب من جمع مفردة "النماء" ومفردة "السوية" في التوزيع، بمواشجة مفردة ثالثة هي مفردة "الجهد" المبذول في النماء. وجملةً المعاني أن يساوي العطاء جهد النماء. ولم تزل هذه المفردات والمعنى العام لمواشجاتها هي الهيكل العام لما نسميه "العدل". وبإختلال التوزيع وقلته مناسبة أنصبته عن جهد "الإنماء" يتكون الظلم. ومن هذا التناسب والتفاوت بين العمل وعائداته تبلور تخالف الحقوق الزراعية والإنتاجية في إمتلاك وسائل الإنتاج وفي توزيع فرصه وجهوده وخيراته ونشأ نظام الطبقات، والقوميات الجامعة لجهودها في تشكيل ثقافي-إجتماعي إقتصادي- سياسي، وقد سُربلت ظلامات هذا النظام وتشكيلاته بفهوم الحقوق الطبيعية والحقوق الإلهية بإعتبار لأن الآلهة أو الطبيعة هي التي وزعت أنصبة الجهود وأنصبة الخيرات بهذا الشكل الظالم بينما الحقيقة التاريخية ان الناس هم الذين كانوا -ولم يزلوا- لأنفسهم يظلمون.


ب‌- العدل الإجتماعي في لمحة من سير الأديان:

في بحثه عن أصول الظلم والعدل لم يجد النبي إبراهيم (ع) في تأمله طبيعة الوجود علة للظلم في طبيعة الأرض مثلما لم يجد علة للظلم في طبيعة السماء. وقد كان كل ما وجده هو ممارسة وعقيدة الظلم في ذاتها الثقافية الإقتصادية الإجتناعية وتشكلها السياسي في مجتمعه بما فيها من تحكم وكنز وتوسع وإحتكار، فخرب رمزها الرئيس وهاجر من المدينة إلى الصحراء ملتمساً السوية والنقاء. كذلك فعل النبي موسى (ع) حين إحتج على الظلم الفرعوني النازل على أهله الإسرائيليين والكوشيين وتطفيف عوائد عملهم وحرمانهم من تملك وسائل إنتاجهم حيث خرج بهم أول المسلمين من مظالم مصر إلى الصحراء النقية السوية، وقد أخذوا في خروجهم ماخف حمله من مصر، قبل أن يدخل بهم يوشع إلى فلسطين الحالية (محرراً) جانباً منها لأهله الملتمسين العدل قبل أن يقتلوا مثقفيهم وأنبياءهم الداعين للعدل في دورات ظلم جديدة. كذلك كان أمر المسيح (ع) حين قاد حملة إعتزال من نظام التبادل النقودي للمنافع إلى نظام مشاعي ثم حين قاد عملية تخريب وإرهاب ضد البنوك والصرافات المقامة داخل المنطقة اليهودية الحرة قبل أن تتآمر على حياته قوى المال الطاغية وقوى الحاكمية الرومية حفاظاً على أرباحها وحفاظاً على الضرائب الموصولة بها.
كذلك في الإسلام كان هناك جانب يضاد وسائل وأهداف التجارة التقليدية بما في ذلك منع وسائل الكذب والزور والتطفيف والكنز والربا الضرورة للتجارة وقد تواشج مع تحريم هذه الوسائل تحريم الخمر الذي أدى لإخسار زراعة الفواكه لصناعة الخمور، كذلك كانت الدعوة في تلك المشاق للطيب والتطيب والبعد عن الأذى وقت الصلاة قد أخسرت زراعة الثوم والبصل فكسدت وبارت وهي الزراعات النقودية التي كانت تحرك جزءاً كبيراً من التبادل المحلي والتجارة الداخلية وعملية التمويل، إضافة إلى ذلك جاءت دعوة الدين إلى عتق الرقاب والرفق بالحيوان -وهو عند العرب الإبل لا القطط- مما هدد بتكلفته ربح تجارة أثرياءهم، بل وأحاق بإستمرارها خاصة مع تعالي دعوة فضل العمل باليد، ودعوة إنفاق فضل المال، ودعوة فضل الزاد وعدم الكنز حتى قيل في ذلك المجتمع الرعوي القاعدة التجاري الرأس: ان النبي الرسول (ص) يتجه إلى تحريم التجارة ومنعها فنزلت آية ((أحل الله البيع وحرم الربا)) وحين سئل النبي (ص) ما الربا؟ أجابهم ((الزيادة في المال))!؟ وقد إستمرت قسمات هذه الروح الثورية في الإسلام حتى تحول حاله من ثورة إلى دولة تسيطر على التجارة وتشن الحروب وتضرب النقود وتجبي الضرائب ويقتني سادتها الجواري والعبيد وصارت لها ممالك مراكز سلطة وجيوش ورغد وبيوت مال ومخصصات وصارت لهذه الممالك وسياداتها أمصار أضحت تمثل قاعدة الدولة الإسلامية الجديدة، ومثل كل الدول التي ثارت عليها القوى المضطهدة في قريش أضحت الأمصار قرى هوامش محصورة بالخراج والضرائب الغالية وبطونها وأطرافها تمور بالثورات ضد الظلامات المتوالية للدول الإسلامية العربية منها والعثمانية وما بينهما.
ت‌- المظالم الرأسمالية:

في مواجهة البداوة وفي مواجهة التفكك تطورت في حضارة النوبة القديمة عبر القرون حركة تحديث وعمران ثقافي وإجتماعي-إقتصادي جديد وقد سرت هذه الحركة مولدة حركة التصوف كحركة فلسفة عملية ولدت منها كثير من العقائد والعلوم بما في ذلك جوانب هامة من العقائد الدينية، وبعد نهاية عصور الإستعباد وبداية عصور الإقطاع تبلورت قيم هذه الحركة العمرانية في كثير في أفكارالنهضة والكشوف والعلوم ولكن أهم تشكلاتها تمثلت في تشكيل الحركة العمرانية (الماسونية) الأولى في العالم التي تمثلت في جماعات الإسماعيلية وإخوان الصفا، ثم في تكوين مشابهات لها في الحركات الإخوانية المسيحية ثم في التنظيمات الماسونية المستقلة التي أسهمت جهودها العمرانية في نقل أوربا إلى بدايات الحداثة الرأسمالية والتقدم الإجتماعي من مرحلة الإقطاع والحقوق الطبيعية والمقدسة إلى مرحلة الإقتصاد السياسي للرأسمالية حيث تفتحت حركة العمران إلى حركات رأسمالية إستعمارية لتنظيم موارد العالم حسب مصلحة رأس المال وحركات نقابية وتقدمية وإشتراكية خيالية وأخرى إشتراكية ديمقراطية وأخرى ثورية فطيرة ومن جدل هذه التكوينات نشأت وتطورت "الإشتراكية العلمية" كعلم تطبيقي ثوري ضد الإستغلال والتهميش وضد الإستعمار ولأجل التحرر الطبقي والوطني معاً.
وإذ تبلور التنظيم الرأسمالي لموارد العالم بعد قرن من كشف أمريكا بحملات لإبادة (الهنود الحمر) في امريكا وبحملات إستعباد الأفارقة ونهبهم وتخديمهم لخدمة المشروعات الرأسمالية ثم بفعل تطورات آلات الإنتاج وترابط قوى راس المال والدولة في حالة تملك عالمي إمبريالية إنتقلت الرأسمالية إلى مرحلة الإنتاج الكثيف والنشاط الإستعماري الواسع القائم على الحكم العسكري للمستعمرات، ولكن مع تقدم وإنتصار حركات التحرر الوطني، بدات المرحلة الثالثة وهي مرحلة الإستعمار الحديث، وقد قامت على أساس السيطرة الإقتصادية والإعلامية والسياسية والإستخبارية والعسكرية على أمور السلطة والثورة في الدول الغضة المستقلة حديثاً وقد بدات هذه السيطرة الإستعمارية الحديثة بالتحكم في قواعد إصدار العملات، وعمليات الإعتماد والصرف والتمويل، مما حدد كسب الدول المستقلة وأسعار منتجاتها الخام، إضافة إلى تعطيل وتشويه عمليات التنمية فيها، وتحويرها إلى عملية تبعية ثقافية كاملة في النموذج والسلوك الإقتصادي تلحقها تغييرات سياسية وإعلامية وأمنية تعمق التبعية والخسارات النقودية وتقود الدول التابعة إلى الوقوع في فخ الديون ورهن مقومات حياتها لسد بعض الحاجات الأخرى مما إنتهى في كل الحالات إلى تفليس الدول المدينة وخصخصة مواردها العامة ووسائل إنتاجها ووضعها بالجملة والقطعة معولمة في السوق الرأسمالي العالمي حيث يأكل القوي فيها الضعيف.
في ليبرالية أو حرية نظام التبعية الرأسمالي يتبلور قطاعان يأكلان بعضهما إذ ينشأ في حافة دائرة النشاط الإمبريالي العالمي في التجارة الخارجية قطاع ناعم يختص نفسه بأمور الإدارة والخدمات والتصدير والإستيراد وإلى الداخل من هذا القطاع ينشأ قطاع آخر خشن يختص غالباً بالأعمال الصعبة التي تتطلب جهوداً عضلية أكثر كالزراعة والتعدين وجانب من الصناعة، وبحكم طبيعة نظام التملك الرأسمالي يتبع القطاع الداخلي التقليدي المعاش للقطاع الأول الحديث المسيطر حيث يفيض إليه بالخيرات وينال منه الخسر والغرم بتطفيف سياسات الأسعار والضرائب، فتزيد الهجرة من الريف إلى المدينة وتتعقد إجابة أبسط متطلبات الحياة في القطاعين.

وفي بداية تكون هذين القطاعين يتبلور المركز لأسباب عددا تاريخية وجغرافية-سياسية في شكل نقطة دولية أو في شكل نقطة محلية لتجمع وإدارة حركة رؤوس الأموال وكنقطة تحكم في التوزيع العالمي للموارد أو كنقطة تحكم في التوزيع المحلي للموارد، بينما يتمدد الهامش محيطاً لهذه النقطة في دائرة متسعة من التفاعلات الخاسرة تتفاقم إلى حد تكوين دوائر إقليمية ووطنية للجوع والفقر والأمية والتخلف تحيط بكل النقاط المركزية، ومن هنا يختلف الحال بصورة عامة وصورة نسبية بين المدينة والريف ففي كل منهما مراكز وفي كل منهما هوامش، ولكن التقسيم السياسي العام يخفي بعض هذه التفاصيل.

الصورة العامة لما سبق تفصيله هي إن التنظيم الإمبريالي لموارد العالم، يحتوى مراكزه في أوربا الغربية وأمريكا وتوابعهما، وأن المراكز والحواضر الطاغية في كل دولة تضم هوامش أقاليمها المحلية بما فيها من مدن ريفية متنوعة المقامات، فالأصل في هذا التقسيم السياسي الجغرافي- الإقتصادي هو "الموقع" أي الموقع من مركز عملية تملك وإدارة رؤوس الأموال وإن كان للمركز مدنه وأقاليمه فللهامش أيضاً مراكز وهوامش داخله، بيد ان التقسيم العام هو الأكثر وضوحاً، فقد يكون الوطن كله مُهمشاً بالحساب الرأسمالي العالمي ولكن بشكل أدق لذات الحساب يمكن أن نجد في ذات الوطن المُهمش مراكزاً قليلة وأمصاراً وهوامش عدداً.
ث‌- في اللغة:

إضافة لما نجده في إناسة السودان من فرق بين إصطلاحي "دار" و"سلطنة" من آثار بداوة وحضارة، مما واشجه الإسماعيلية وإخوان الصفا ومنتحلهم إبن خلدون في تاريخه وتمييزه، فكذلك للتقسيم "مركز وهامش أو محيط" أصول صريحة أقدم في ثقافة اليونان وبالذات في كتاب أرسطو "السياسة" عصركانت كل مدينة دولة قائمة بنفسها حيث الحديث عن علاقة المدينة الأحدية المركزية الـ"مونوبوليس" Monopolies والمدينة الإتحادية الـ"متروبوليس" Metropolis المتكونة من إتحاد مجموعة قرى متقاربة لأسباب تاريخية وجغرافية سياسية تتعلق عادة بالقوة المالية والعسكرية حيث تسيطر واحدة من المدن الأحدية (المنوبولات) على بقية مدن (المتروبول) وكذلك حين تسيطر واحدة من تجمعات القرى المتروبولية على بعض القرى والمدن المنفردة في المحيط الهامش في دائرة فلكها.

كذلك في خضم نقاشه لأصول وأشكال مسائل الإمبريالية والإستعمار والحقوق الطبقية والقومية وطبيعة حركتها وتاريخها بعث كارل ماركس الحيوية في هذا الإصطلاح الثنائي (مركز-هامش) ولكن الإصطلاح كسب حيويته الأكبر بعد سنوات من وفاة ماركس من خلال مجموعة واسعة من النضالات النظرية-العملية للرفيق لينين والرفيق إستالين وتناولهما بشكل غزير متنوع ومتتال مسائل الإمبريالية والإستعمار والحقوق القومية والتحرر الوطني مما تمدد في علم الإقتصاد في أنحاء العالم بداية من روسيا والصين وفيتنام حتى غرسته الجبهة المعادية للإستعمار والحزب الشيوعي بقوة ولطف في أدب السياسة السودانية حيث نما بجهد وقلم الأستاذ الجليل الرفيق والنائب البرلماني حسن الطاهر زروق وذلك قبل أن يتبلور هذا الإصطلاح الثنائي في هيئة مدرسة أمريكجنوبية في علم الإقتصاد السياسي عرفت بإسم "مدرسة التبعية" تدرس أصولها في بنية الإقتصاد والمجتمع وسياستهما وثقافاتهم وتتعلم كيفية الحرية منها، مما أسهم في جعل راية كثير من شعوب تلك القارة المهمشة تخفق بقوة في مقدمة سنوات القرن الواحد والعشرين.


3- بعض مولدات الحرب :

تعتبر الأزمة الطبقية-القومية لسيطرة بعض الناس على مقاليد الحكم والثروة دون بقية المواطنين من أهم مولدات الحروب في السودان. وتتركز مقاليد هذه السيطرة في أماكن الحكم والتجارة الكبرى في العاصمة والمدن الكبيرة. وبشبه بالحالة العنصرية السياسية الإجتماعية-الإقتصادية الثقافية في أمريكا الأوربية ضد الهنود الحمر أو للإنتظامات الأوربية في جنوب أفريقيا ضد الأفارقة أو في زنجبار العربية ضد أهلها الأفارقة أو في الهند الأنجليزية-الإسلامية ضد عامة الهنود فإن الأزمة الطبقية-السياسية في السودان موصولة ببعد إناسي تاريخي تتصل فيه ممارسة الحكم بممارسة الإستيطان والإستعمار (الداخلي) وتتصل شخصية الحكام وكبار الرأسماليين بعناصر طبقية-عرقية معينة تواطدت على حكم السودان والسيطرة على موارده منذ الإستقلال الحديث بإرث مكانة قديمة متميزة لهم في السودان منذ هدم حضاراته النوبية في علوة ثم في سوبا وسنار بتحالف المهمشين السودان والمهمشين العرب معاً لإسقاط وتدمير نظام الفرعنة القديم الذي إستمرت هيئته حية إلى حد سنة 1504 ثم لاسباب تتعلق في بعض هذه العناصر المهمشة سابقاً والسيدة حاضراً بولاءهم أو سكوتهم على إستعمار السودان بواسطة الخلافة الإسلامية العثمانية أو لإرتباطهم من بعد بالثورة والحكومة الإسلامية المهدية ضد الحكومة الإسلامية العثمانية، أو لموالاتهم الإستعمار الإنجليزي أو سكوتهم عليه ضد مخلفات الثورة المهدية أو لمولاتهم ذات الإستعمار الإنجليزي ضد بواكير الحركة الوطنية المدنية والعسكرية في السنوات والمناطق المتصلة بثورة الشعب في 1924.

وقد جرى العرف العام في أنحاء السودان على توصيف هذه المجموعة التجارية السياسية المسيطرة بوصف وإصطلاح معين هو "الجلابة" أي جالبي البضائع، وهم غير "السبابة" ومفردهم "سبابي" وهو وصف يطلق على الكسبة وعموم الباعة الجائلين ذوي البضائع الصغيرة.

وقد كان تاريخ صفة "الجلابة" نقيضاً لتاريخ الوصف الإنجليزي لفئة التجار الخفاف ووسمهم في ثقافة إنجلترا بسمة "الجنتلمن"Gentlemen وواحدهم "جنتلمان" Gentleman حيث بدأ الوسم الإنجليزي كريهاً حقيراً يشير إلى صفات الفردية والأنوية والإحتيال والبعد من الواجبات الإجتماعية والهرب من الإلزامات القانونية والتعلق اللشديد بكسب المال بأي طريقة وعلى حساب أي مبدأ وقيمة، ولكن هذا الوصف السالب إنتهى إلى حال السؤدد في مجلس العموم بل وفي جملة الحياة "العامة" البريطانية ونشوء الرأسمالية الكبرى ملة عامة لحكم اليهود والنصارى في تلك البلاد ونشاط دهاقينهم بفعل النظام التجاري-السياسي في عمليات الإستعمار القديم والحديث.

وعلى إختلاف من ذلك الإرتقاء كان الوصف السوداني حين نشوءه بين الناس إشارة لبعض كبرائهم المشتغلين بالتجارة في وصف مرح فيه رنة إستياء خفيف من ألم الوضع الطبقي ولكنه في عمومه كان وصفاً مألوفاً محايثاً ومقدراً يشير إلى ممارسي مهنة التجارة وقومياتهم في حال أقرب إلى وصف "الأفندي" و"الأفندية" حين نشوءه، قبل أن يضحى مسخرة في الزمن الحاضر، ولكن مع توسع وتعسف وجشع التجارة أضحت السمة السالبة هي الأغلب لوناً والأكثر رنةً في دالة هذا الإصطلاح الشعبي العربي اللغة الذي نشأ في العهود شبه الإقطاعية لممالك السودان القبيلية وفي أطراف زمن الإستعمار العثماني القديم وزمن الإستعمار الإنجليزي الحديث للسودان (1899-1955)، فبعدما كان وصف "الجلابي" يشير في عنفوانه إلى (سمو المكانة) ورسول الحضارة، وموطد الحداثة، وضمان القرية، وداعم الخيرات، ومستشار شيخها، وجليسه، ونسيبه، ووكيله التجاري العام إنقلب حال الإصطلاح وتحور محتواه وأضحى دالة على القسوة والجشع والإحتيال. وقد زادت رنة الإسم سوءاً منذ سنوات القرن العشرين الثمانينيات والتسعينيات وحتى الآن وذلك مع توطد العلاقات الإجتماعية ووشائج المناسبات بين قادة التجارة والحكم وقادة القوات المسلحة في المناطق التي شملتها سياسات الإستغلال والتهميش والعمليات العسكرية التحذيرية والإقصائية بكل مافيها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فصار أمر الجلابي في هذا الوضع بمنوال إن شريك المجرم في الجريمة هو أيضاً مجرم مما يختلط فيه الصالح والطالح وتتسع فيه الشبهات حين الحدود والقصاص.
4- العنصرية:

قبل أن ينشأ وصف الجلابة كانت" ثقافة الفاتحين" القريشية قد أكلت ثقافة الإسلام وتغلبت على ثقافة البلاد السودانية فصارت العروبة مزية عرقية وثقافية – زائفة- تقوم كينونة إستكبارها على عمد زائفة كالقوة والدهاء والوجاهة أكثر مما هي قائمة على عمد الدين. ومع تمكن النظام التجاري-النقودي بحياة الممالك العربية الإسلامية في دارفور وسنار والمسبعات والعباسية وفي الممالك القبيلية العربية والهجين في شمال السودان، ونفوذ العرب في تلك التجارة وممالكها وسلطناتها ثم زيادة الهجرة من الريف إلى المدن (العربية) تحول كثير من أهل الريف الأفريقي إلى موالي، ثم زاد الأمر تعقيداً بتوالي الدول (العمومية) الإستعمارية والوطنية على حكم المجتمعات السودانية حيث نتجت من الطبيعة التطفيفية للنظام التجاري وتبلور طبقته السيدة ثقافة تفًُوق وإصطفاء وإستعلاء عنصري تلتبس العروبة الفطيرة ثوباً عجيباً فيها فهو بغير تناسق أوسع منها في مناطق وأضيق منها في مناطق أخرى. ولكن الطبقة السيدة في هذا الإستكبار غطت أمرها بإحتقار موارب لغيرها مسرور في طيات كلامها ومفصوح في بعض علاني منه يبدو حين يسم بعض عناصرها أهل القوميات السودانية الأخرى منذ القرن السادس عشر وحتى الآن في القرن الواحد والعشرين بأنهم "عبيد" أو "أولاد خدم" و"فئران" أو حتى ما وصف به الكاتب الإسلامي الشهير نسوة من السودان، قبل أن تقوم جهة ما بخطفه وذبحه في ملابسة صادفت قوله هذا.

فبمثل هذه النعوت الفظة الغليظة تبرر الطبقة المسيطرة ومواليها ظلمهم الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي للمواطنين والمقيمين الذين أدت سياسات صفوتها الحاكمة وتتبعها ملة أولياءها الإمبرياليين في حرية السوق وقواه الكبرى لحرمان الناس في أقاليم السودان من كثير من حقوقهم، مستغلة مواردهم وجهودهم ومهمشة حاجاتهم إلى المياه والكهرباء والتعليم والمشافي والطرق وإلى المشاريع المنسقة لأنشطتهم الإنتاجية الرعوية والزراعية، حتى ضاقت الأرض بهؤلاء المهمشين وأضحوا ككل المهمشين في أوربا وأمريكا وآسيا وأفريقيا وأستراليا عمالة رخيصة رثة في مشروعات الزراعة وفي المحال التجارية في المدن، وإن أفلت بعضهم من هذه الحالة لظروف نادرة حيث تحولوا إلى عمالة حرة وتجار صغار بل وموظفين ومعلمين وأساتذة وضباط وكتاب رفدوا صفوف البرجوازية الصغيرة وعموم الطبقة الوسطى، وما إن إينعت بعض رؤوسهم في النشاط التجاري والسياسي والحكومي حتى بدأ التضييق عليهم وتأجيج السباب العنصري ضدهم، و(إتهامهم) بالأفريقية و"الكيد للعروبة" وهي إبنتهم وأختهم وعمتهم وخالتهم سواء بإعتبار إن هاجر أم العرب إمرأة أفريقية أو حتى بإعتبار الأصل الأفريقي لحضارة اليمن وتأتي وقاحة الإتهام بـ"الكيد للعروبة" لكانما العروبة في تمثلها السوداني كانت سنداً أو عضداً لهؤلاء الأفارقة وهم أصلها وأرومتها؟ ومثلما كانت قوى الخلافة العربية الإسلامية تصف مقاوميها الوطنيين في بلدانهم ب"الشعوبية" و"الزندقة" فكذلك أنبت ذات الإستكبار الطبقي المستعرب في السودان نفس الشجرة الخبيثة لنفس التهم الحكومية الجزاف بالعنصرية والجهوية والعمالة والإرتزاق والتهم (الشعبية) ب"العبودية" و"العقد النفسية" و"الدونية" وغير ذلك من تهم تشيء إلى حس مرضي بالإعجاب بالذات والتفوق والسمو! وهي تهم في جملتها وعمومها وكثير من تفاصيلها تصدق على مصدريها أكثر مما تصدق على هؤلاء الذين يطلبون حقوقهم ويدافعون عن كرامة وجودهم، ويهاجمون بالقوة المسلحة محتقريهم والقائمين على إستعمارهم وتهميشهم، ولو هزم شعب بعض الوقت فمن المحال هزمه طول الزمان ولو طاشت بعض هجومات الثائرين على ظلمهم فليس لعاقل أن يأمن طيش هجماتهم في كل مرة.
5- مفارقات ولدتها المعارك:

ولدت المعارك الأخيرة سلسلة من المفارقات النظرية والعملية كان أهمها:

1- الدغم بين الدولة ككيان سيادة الشعبية والجهاز السياسي- العسكري لحكم الإنقلاب الحزبي الإسلامي:

جرت بعض التعليقات والمقالات بنحو يدغم بين السودان ككيان دولة شعبية وبين الجهاز الإسلامي العسكري والسياسي الحاكم لهذا السودان، يقال بشكل جازف: ((الهجوم على السودان)) أو ((الهجوم على الخرطوم)) بينما الهجوم الذي تركز في بعض المناطق العسكرية في أم درمان كان مجرد رد فعل مقاومة داخلية مسلحة على أعمال القذف الجوي والتطهير العرقي في دارفور التي تقوم بها عناصر حكم السودان الإسلامي. وبالطبع لا يمكن بسرعة الفصل بشكل قاطع بين الدولة وحكمها فهي ككيان رباعي من شعب وإقليم وسيادة وثقافة تختلف عن الحكم الذي هو مجرد وظيفة فيها، نالتها القوى الحاكمة بإنقلاب (عسكري) في 30 يونيو 1989. ولكن بقليل من التمهل يمكن العثور على كثير من الفواصل والمميزات بين الدولة والحكومة بل بين الحكومة الإسلامية الحقيقية التي تمسك زمام الشؤون النفطية والمالية والعسكرية والصلات الخارجية بوكالات المخابرات، والحكومة الشكلية التي نشأت بعد إتفاق نيفاشا الذي فرضته قوى الإستعمار الحديث بسياسات التضييق والإغراء على أطراف النزاع لكسب موافقة وطنية على حرية السوق والإستثمار وعموم سياسات النظام الليبرالي التي أودت بالسودان إلى مهالك التفرقة الطبقية والعنصرية مع مغبات وتفجرات أوضاع الإستغلال والتهميش.


2- من هو السوداني؟

بأثر المعارك الحديثة تناثرت التهم الوسطية القديمة بالأجنبية بأن هؤلاء الثوار الدارفوريين بل وعموم أفارقة دارفور ليسوا بمواطنين سودانين بل هم تشاديو(الأصل)!! لكأنما الأصل الأجنبي - التشادي أو التركي أو اليمني أو المغربي أو العراقي أو الإثيوبي أو النجدي أو الحجازي أو اليوغندي أو الكنغولي- في السودان الذي كان نوبياً يمنع المواطن أو المقيم حقوقه ؟

ولكن المؤسف ان بعض مطلقي هذه النعرات يتمتعون بجنسيات أوربية وكندية وكثير منهم ينافح عن حقوقه كبشر وكمقيم وكمواطن في هذه البلاد وهو جديد طارئي فيها، لا طمعاً منهم، بل لأن هذا هو التصرف الطبيعي للبشر أن يطالبوا بحقوق عيشهم ويدافعوا عن حرية وكرامة وجودهم أينما كانوا وأن يتصدوا –حسب قدراتهم- لكل ظلم يلاقونه لا فرق في الحقوق بين أقوام السودان القدامى وأقوامه المعاصرين إلا أن يكون الأمر تمييزاً موجباً يقرر لمصلحة تنمية الذين يعانون أكثر من غيرهم ظروف الإستغلال والتهميش.
وإن كان الأصل الأجنبي عيباً في أمور السياسة والحكم فكيف للعرب جميعاً أن يفخروا بنسبهم وأبوهم إسماعيل (ع) من أم أفريقية وأب نبي من مناطق أسيا الهجين؟ وكيف لهم الفخر بحكم الشام وخرسان والأندلس والسودان. وعموماً ما العيب في أن يبالغ الأجنبي في الإعتزاز بإقامته ومواطنيته الجديدة حد التعلق بأمور السياسة والإقتصاد وإلى حد الثورة والإستشهاد؟

3- الجريمة الكبرى:

في بلاد تبلغ فيها أعداد نقود الفساد بلايين الدولارات ويعيش 95% من مواطنيها تحت خط الضنك بينما يتطاول أعرابها وأفارقتها في البنيان، وشراء الطائرات الخاصة، والمنازل الفخيمة في أرياف أوربا الوريفة، نازفين فيها جل ثروات نفط السودان وخيرات زراعته والملايين من رؤوس ماشيته وكثير من جهود مؤسساته الخدمية والصناعية ومكاسبها المالية تتم حماية الأمن القومي لمثل هذه الدولة الجريمة بـ""سياسات"" القمع والتراتب والإضطهاد الطبقي وبإجراءات الأمن الإحترازية وبإحكامات الحصار والتعطيش وبشن حملات القذف والتحريق والقتل على القرى والمناطق "المتمردة" في سياسة عقاب جماعي تأخذ البرئي بجريرة المذنب، والصغير بـ""خطأ"" الكبير، والغافل بفعل المنتبه الحريص. وهي نفس السياسة التي كان الدول الإستعبادية القديمة تنفذها ضد (أعدائها) وصار الروم ينفذونها في أوربا وأفريقيا وأسيا الوسطى في القرى الرافضة ظلمهم وهي نفس السياسة التي طبقها المسلمين فيما بعد على كل اليهود في المدينة وضواحيها حين تآمر بعض أحبارهم وزعمائهم مع حكومة العرب القريشية ضد وجود المسلمين في المدينة، وهي نفس السياسة التي كان فرنجة الصليب يمارسونها ضد العرب إبان الحروب الصليبية، وهي نفس البوجروم Pogrom الذي كان يمارس ضد تجمعات اليهود في أوربا القديمة وهي عين السياسة التحكمية والقمعية الإيطالية في ليبيا والألمانية في ناميبيا وتنجانيقا وهي نفس سياسة النازية ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية، وهي ذات الممارسات القمعية الأمريكية الأنجلوساكسونية ضد الأمريكان الأصليين ثم ضد الأمريكان اليابانيي الأصل، وهي ذات السياسة البريطانية القمعية في الهند ثم في الملايو، والسياسة البلجيكية في الكونغو، والفرنسية في الجزائر، والإسرائيلية في فلسطين، والأمريكية في كمبوديا ولاوس وفيتنام وفي يوغوسلافيا وفي أفغانستان وفي العراق.

ولكن جريمة العقاب الجماعي التي ترفضها القوانين المدنية الحديثة وتضيق قوانين الحرب شرعيتها تضييقاً شديداً تأخذها السلطة الإسلامية الحاكمة في السودان عنواناً لممارستها إجراءات الأمن الإحترازي بعد وقوع الواقعة وعودة الفدائيين إلى قواعدهم في شمال وغرب السودان بعدما زلزلوا سطوة الأجهزة الأمنية والعسكرية، فلم تجد هذه الأجهزة بداً سوى إظهار بطولتها على المواطنين المدنيين المستضعفين الذين أضحى ذنبهم إنهم ذوي سحنة أفريقية دارفورية أو ان اللغة لعربية ليست لغة أمهاتهم أو إن كعب قدمهم ناشف متشقق لا يشبه كعب قدم أبناء المدن، ومن ذلك بدأ إستعار إستضعاف جديد ضد المواطنين الذين يعانون من الإستضعافات السابقة التي ألحقتها بهم حكومات الإستعمار البريطاني وحكومات الإستقلال الزائف التابعة لسياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسة الأمريكية للمعونة الدولية ومن بعد تهميشهم وتقتيلهم في عصر النفط واليورانيوم السوداني جاء الأمر مرة جديدة إلى ضواحي العاصمة حيث البيوت المنتهكة بالألوف، والمعتقلين بالآلآف، والمعدومين لا يعرف لهم حصراً، أما التغييب والتعذيب فيصعب حصره الآن ، كل ذلك لتؤمن هذه الأجهزة والإجراءات الحماية لسادة الحكومة الإسلامية الذين سارعوا إلى الفرار إلى مدن السودان البعيدة وإلى بيوت أقاربهم الأبعدين، وهي إجراءات تكافح "جريمة" بجريمة أشد وبالاًَ هي جريمة الإشتباه والعقاب الجماعي.

خاتمة المطاف:

إن العملية التخريبية التي تقوم بها الحكومة الإسلامية ضد حقوق المواطنين والمقيمين في السودان لا تستدعي تدخل المحامين الشيوعيين والديمقراطيين ضدها في ساحات العدل، ومحاصرة المعتقلات ومباني الأجهزة الحكومية الكبرى فحسب بل هي دعوة عامة إلى نشاط جماهيري مقاوم بقيادة النقابات والإتحادات الزراعية والعمالية والمهنية والطلابية يشجع على تكامل نضالات الحركات الجماهيرية والحركات الثورية في إتجاه تغيير وسودان جديد إشتراكي السلطة والإنتاج والثروة يتنافس بنيه علماً وعملاً في ظل شروط منافسة عادلة تضمن للمواطنين والمقيمين حداً موضوعياً من السلطة على أمور عيشهم وحياتهم تصان مسؤوليتهم جهتها في حكم شعبي وجمهوريات مستقلة يقوم إتحاد مصالحها على توفير الحد الأدنى للسكان من حقوق المواطنة والإقامة في ما يتعلق بموارد وأدوات الإنتاج والمياه النظيفة والكهرباء، والتعليم والعلاج والطرق ووسائل التواصل والمواصلات، لتنشأ من هذه الحال الإشتراكية ثقافة جديدة للسلام في السودان والعالم الذي أضنته الرأسمالية وحرية السوق بويلات الإستغلال والتهميش، وبالعنصريات والحروب الناتجة منها.

المجد والخلود لشهداء حركة العدل والمساواة الذين سموا بقضيتهم كالفدائي حين يُمتَحنُ عن مكائد الطوائف والأحزاب والبنوك والقوى الإمبريالية



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجبات القائد الشيوعي حين يلاقي إنتقاداً
- إنقلاب الدقائق الأخيرة في موسم الهجرة إلى اليمين
- النتيجة العامة لتحولات العناصر الأربعة الرئيسة في الوضع العا ...
- الفساد في الأرض والسماء: الأوضاع الطبقية لتدميرالبيئة
- !!!!!!!!!
- 42 مسألة إنتقادية لمشروع التقرير السياسي
- جورج حبش
- نجوم
- الحفارين وأهل الطبقات
- الحوار المسلح (2)
- يا حفيد رسول الله (ص) لا تدعو إلى حرية الإستثمار!
- وقائع موت مُعلن للإنسان
- نقاط صغيرة في تجديد العملية الثورية
- الأزمة الإمبريالية في جذورها وفي محاولات حلها
- كيف تعزز السوق الحرة ضرورة ديكتاتورية البروليتاريا لحياة الن ...
- نقاط في مشروع دستور ولائحة وبرنامج الحزب
- بعض مفارقات حقوق الشعوب وحق الدول في الحفاظ على وحدة أراضيها
- ثلاثة أخطاء قاتلة
- تخلف الأحزاب عن طبيعة الصراع الوطني يفاقم العنصرية والإستعما ...
- حُمرة أنغام الخريف


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - المنصور جعفر - الفدائي حين يُمتَحنُ