أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - المنصور جعفر - التحول الديمقراطي في معسكر كلمة














المزيد.....

التحول الديمقراطي في معسكر كلمة


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 10:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قام حوالى ألفين من عناصر قوات الحكومة المركزية (جيش أمن وحرس حدود) بأنفالة دموية في معسكر كلمة للنازحين المخرجين من ديارهم بغير حق، ضحايا عسف الحكم الليبرالي- العسكري الإسلامي وعنته،وقد أزهقت الحملة أرواح عشرات السكان الذين لا حول ولاقوة لهم إلا بالله العلي العظيم .. الذي كان شاهداً على مأسآتهم.


هذه الحملة قد تحدد بوضوح طبيعة الوضع السياسي والثقافي في السودان بكل أصوله الطبقية الإقتصادية الإجتماعية: فبينما يجنح أصحاب الحقوق المغتصبة إلى السلم وتسنم بعض فتات الحكم يجنح الطغاة إلى مزيد من الأنفال لتثبيت حكمهم مشتطين في ذلك إلى (عقاب) البرئي بجريرة أو بقبيلة المذنب.


إن دورة الدماء التي أهدرت في الجنوب وفي جنوب النيل الأزرق وفي الشرق وفي جبال النوبة وفي دارفور وفي الشمال تجعل حقيقة موت الدولة السودانية حقيقة ماثلة ظاهرة لا مناص من التعامل الموضوعي معها بدل دفن الرؤوس في البرلمان.


التحول الديمقراطي المزعوم بهذا البرلمان الإنتقالي هو تحول ديمقراطي إنتقالي من شكل الدولة المتغطرسة الواحدة إلى دولتين إحداهما ليبرالية علمانية والأخرى ليبرالية بأي شيء. والتعلق الحزبي والسياسي في (الشمال) بهذا التحول إنما هو محاولة للإمساك بعجلة القيادة في عربة سياسة ساقطة في هوة التباين الإقتصادي الإجتماعي بشكليه الطبقي والإقليمي.


إن الدماء المهرقة تولد غضباً نبيلاً ولكنها أكثر من ذلك تولد بذرة طيبة للوعي بأبعاد القضية السودانية كقضية وجود لا كقضية حدود إدارية أو أزمات عابرة تحل بمشروعات إصلاحية مبعثرة أو بتشجيع الإستثمار الأجنبي وحرية السوق وقوانينه المطففة المبخسة أن يأكل القوي الضعيف.


هذا الوعي النابت من الحقيقة التاريخية لدماء الضحايا إن تم حبسه يتحول إلى حالة أخرى حالة اللاوعي وهي حالة خطيرة في الحراك الإجتماعي الذي يفترض فيه النظامية والتناسق والشفاف وإلا صار فوضى إجتماعية أكثر من هذه الماثلة في حياتنا حيث ينفصل حال العامل عن حال عمله ويقل الثمر عن الجهد المبذول فيه، والفوضى الإجتماعية تزيد الدمار القائم ولكنها لا تحسن البناء فهي نوع من تطور عوامل الفناء بعكس حال الثورة المنظومة الواضحة التي لها خط معروف للتطور والنماء تتغير فيه أحوال العيش إرتقاءاً وئيداً بتغير أسس تملك الناس لضرورات حياتهم وموارد ومنافع جهود عيشهم وتحولها من حالة التملك بالنقود إلى حالة التملك بالحاجة والقدرة الذاتية على الإنماء والعمل.


المفيد الآن ليس هو الشجب والإدانة على أهميتهم بل الأنجع لتغيير الأوضاع في هذه الدولة الميتة القائمة في السودان هو التنسيق والنضال المشترك بين القوى الثورية في المدن والقوى الثورية في الأرياف ، فدون هذا النضال سيستمر التفتت في تناول القضايا السودانية العامة، وسيستمر التفتت في جهد المستغلين والمهمشين ضحايا حرية السوق وقمعها حاجات وقدرات وجهود الناس وتستمر النزاعات الخبيثة بين ضحايا القذف الإعلامي والحربي وسيستمر إنقسام المجتمع السياسي في المدن إلى أحزاب ومنظمات وكل منهما إلى مراكز ومنتديات، وسيستمر إنقسام المجتمع السياسي في الأرياف إلى مليشيات وجماعات مسلحة وعصابات. إما النضال المشترك مازج الوعي والثورة والعكس فهو سر قوة الشعب ونجاح نضاله وتحقيقه آماله.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغبيش الحقيقة
- خمسة تناقضات
- إنتقاد مقالات السر: حياة الوطن في تقدم الحزب الشيوعي لا في ع ...
- التنمية الصاح والتنمية الكشا مشى
- ياااا حسن!! (2 )
- يا اا حسن!
- إلى إحيمر الثوري ضد إحيمر السياسي (بتاع لا نسبية أحمد وحاج أ ...
- الناس دي جنت ولا شنو ؟؟؟!!!
- رفع الكلاش
- تقدم إلى العدالة وأترك الحق والإنصاف لشعبنا
- الفدائي حين يُمتَحنُ
- واجبات القائد الشيوعي حين يلاقي إنتقاداً
- إنقلاب الدقائق الأخيرة في موسم الهجرة إلى اليمين
- النتيجة العامة لتحولات العناصر الأربعة الرئيسة في الوضع العا ...
- الفساد في الأرض والسماء: الأوضاع الطبقية لتدميرالبيئة
- !!!!!!!!!
- 42 مسألة إنتقادية لمشروع التقرير السياسي
- جورج حبش
- نجوم
- الحفارين وأهل الطبقات


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - المنصور جعفر - التحول الديمقراطي في معسكر كلمة