أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر الناشف - حذاء البربرية .. يدخلنا التاريخ !














المزيد.....

حذاء البربرية .. يدخلنا التاريخ !


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 03:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


كل مَن أدعى بأن الشعب العربي لا يُحكم إلا بالحذاء، هو من يستحق أن يكون من أرباب ثقافة الأحذية ، فالشعب داخل البلد الواحد غير متجانس ، فما بالنا بالدول الأخرى ، لهذا هناك من وجد في الحذاء - كما العراق - الوسيلة الأمثل لحكم نفسه وضبط شعبه الفالت من عقال التاريخ ، ولعل صورة الحذاء الطائر ، بغض النظر عن الشخص المقصود ، سواء أكان بوش أو غيره ، دليل على عبثية الديمقراطية وعدم تماشيها مع شعب اعتاد النظر على أحذية العسكر التي دشنها الجنرال العراقي بكر صدقي عام 1936 ، واستكملها من بعده عبد الكريم قاسم عام 1958 .
حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي ، الذي يعبر عن نفس صاحبه ، ولا يمت لأخلاق الصحافة ، كشف زيف الديمقراطية العراقية ، وأعاد إلى الأذهان صورة ما قبل الحرب ، وحذاؤه هو التعبير الأمثل عن حالة العنف الدامي الذي لا مثيل له في العالم ، وتذكير بحقبة صدام حسين ، حيث جاءت رميته الخاطفة ، كبرهان ملموس على أن العراق في تاريخ شعبه الطويل المليء بالحروب والكوارث والفتن ، بدءاً من السومريين إلى ما نحن عليه اليوم ، لا ينفع معه سوى حكم الحذاء ، إذن ، ما علينا سوى الانتظار للمزيد من أحذية منتظر الزيدي التي سيخلدها الشرق بأبهى الصور ، وسيسجلها الغرب على أنها بربرية لا سابق لها .
لكن على الأميركيين أن يتذكروا جيداً ما فاتهم فعله في ساحة الفردوس ، يوم تحرير بغداد المجيد في التاسع من ابريل 2003 ، عندما خلعوا تمثال صدام ، نسوا أن حذاءه بقي ملتصقاً بالأرض ، فجاء من يذكرهم به ، ويقول لهم بلغة حذاء صدام ، بأنه لا يستقيم أمر العراق إلا من خلال هذا الحذاء العتيد ، فهاكم إياه ، الأمر الذي سبب حرجاً وإزعاجاً كبيراً لحكومة المالكي ، ليس بسبب الرمية ( المباركة ) بل لذات السبب السابق ، لأنها حكومة لا تقدر ولا تعرف كيف تسير وتضبط الأمور في عراق ما بعد صدام .
يتذرع العراقيون ، في الغالب ، عندما يقع أي تفجير أو تحدث هزة أمنية بحجم العراق بأن من يقف وراءها ، هم الصداميون والبعثيون والسلفيون والإرهابيون العابرون للحدود ، والشعب العراقي براء منهم ، أو هو ضحية لهم ، قد يحق للبعض أن يتبرأ منهم ، وقد يكون ضحية أحدهم فعلاً ، لكن هل هؤلاء هبطوا من المريخ ، أم تراهم جميعاً من العراق ، من أرضه وشعبه ، في حيه وماضيه .
لنضرب مثلاً بسيطاً من التاريخ ، نبوخذ نصر الملك الكلداني ، مسح مملكة " يهودا" من الوجود بكل عنف وقوة ، ووازاه في عنفه القائد المغولي هولاكو ، الذي مسح هو الآخر بغداد من الوجود .
أمام هذه الكارثية التي ابتلي بها العراق ، جاء حذاء الزيدي ، ليضفي على المشهد سوداوية قاتمة كقطع الليل المظلم ، عنوانها العريض ، بالأحذية نغير مجرى التاريخ ، وبالأحذية ندخله ، فهنيئاً لمن سيدخل التاريخ بحذائه ، مثلما دخله من قبل حذاء الطنبوري .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل في مواجهة نفسها
- لبنان يسترد (عونه)... والأسد يسترد ( لبنانه)
- هل يستحق الفلسطينيون دولة ؟
- مصافحة إسرائيلية عابرة
- الأحواز في القلب
- مشايعو إيران ونبش الماضي
- التعفن اليساري والبديل الليبرالي
- اتفافية حفظ العراق
- مسيحيو الشرق وذمية عون
- انتظروا ردنا
- حماس وسقوط المشروع الإخواني
- هل الأسد على صواب؟
- ماديات المعارضة السورية
- انتظروا قنابل الصدِّيق
- سيادة العراق بين أميركا وإيران
- أسرار من الجولان
- أفيون
- ما بعد (عنصرية) الأكراد
- حواء الصمت
- لكن إسرائيل - انتصرت - !


المزيد.....




- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر الناشف - حذاء البربرية .. يدخلنا التاريخ !