أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر الناشف - سيادة العراق بين أميركا وإيران














المزيد.....

سيادة العراق بين أميركا وإيران


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 02:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يفترض بكل بلد أن يحصل على سيادته من الشعب أولاً ، لأنها مقوم من مقومات وجوده ، فلا معنى للسيادة من دون شعب تستنبط منه ، ولا معنى لشعب من دون سيادة تحفظ وتصون حقه وبقاءه ومستقبل وجوده ، يضاف إليهما من دون أن ننسى مقوم الأرض ، فلولاها لما وجد الشعب ولا قامت السيادة ، فمن أين سيأخذ العراق سيادته ؟.
للإجابة على هذا السؤال ، ينبغي علينا أن نلقي نظرة على واقع العراق ، قبل أن نجيب بتعجل وبمنطقية زائدة ( سيأخذ السيادة من ذاته أي من الشعب ) الأكيد أن المعطيات التي تحتويها أي نظرة على الأرض لن تختلف من عين مراقب لآخر ، اللهم إلا إذا رأى كل مراقب ما يريد من زاوية مصالحه ومواقفه السياسية التابعة أو المستقلة ، والثابت أن ثمة تباعداً بين كل مقوم من مقومات الدولة العراقية .
طبيعي أن يحصل مثل هذا التباعد في ظل الاحتلال ، وقد يبقى إلى ما بعد زواله ، وعليه فإن أي حديث عن سيادة ما تضمنها نصوص أي معاهدة لا يغير من واقع الحال شيئاً ، فالأرض لازالت محتلة والشعب فاقد الإرادة ، وفوق هذا وذاك ، كلاهما يتعرض لقضم وتهميش متدرج من الخريطة ، بالتالي ماذا ستفيد السيادة في هذا المقام ، هل ستضمن عودة ما قضم من الأرض أو تضمد جراح من طاولته حراب الاقتتال الطائفي ؟ .
الحديث عن الاتفاقية الأمنية المزمع إبرامها بين بغداد وواشنطن يدخل في هذا النطاق ، فلا يعتقد أحد أن سيادة العراق ستكتمل بمجرد انسحاب القوات الأميركية في أواخر العام 2011 ، فالمماطلة في توقيعها لا يفهم منه ظاهرياً ، سوى الحصول على شروط أفضل بالنسبة للطرف العراقي ، أما ما بطن وخفي ، فهو وقوف إيران الطويل وراء كل بند من بنود الاتفاق ، وكأنها اتفاقية أميركية – إيرانية حول تقاسم الأدوار والمصالح في العراق ، بل هي كذلك ، وما جولات الحوار
الأميركي – الإيراني التي جرت على عدة مراحل إلا نقطة البداية .
بهذه الصورة تكون سيادة العراق أصبحت بين إيران وأميركا ، وكل منهما يسعى وراء تحصيل ما يمكن تحصيله من نفوذ ومصالح بعيدة المدى ، فإيران ترى في العراق الأرض الأقرب إليها ، وأميركا ترى فيه قاعدة ارتكاز في قلب الشرق الأوسط ، وكلما اصطدم الاتفاق بعقبة ، مثلما ما هو حاصل ، لمحت واشنطن إلى الدور الإيراني المعرقل ونبهت منه ، بالمقابل تعمل إيران عبر جماعتها المؤثرة في العراق على إفراغ الساحة العراقية بالحد الأدنى من خلال انتقاص أهمية الاتفاق وإظهار الطرف الأميركي بمظهر الفاشل والساعي لنهب العراق ، ليتسنى لها ملء الساحة بما تمليه مصالحها ، مع إدراكها بصعوبة تحقيق ذلك ، فأميركا لن تقبل أن تسلم رقعة نفوذها الجديد بعد إنفاقها الهائل على حرب كلفتها الكثير .
لطالما كتبت بنود الاتفاقية الأمنية بالحبر ، رغم احتوائها على جميع مطالب العراقيين من جدولة انسحاب إلى فرض ولاية القضاء العراقي على الجنود الأميركيين، فإنها ستبقى كذلك ، فالتطبيق الفعلي لها سيناقض كل بند من بنودها ، وهذا ليس تخميناً ، لأن الطرف الذي ستميل الكفة لصالحه مع قادم الأيام ، هو من ستؤول إليه سيادة العراق ، التي يسعى لها بعض العراقيين بحسن نية .






#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار من الجولان
- أفيون
- ما بعد (عنصرية) الأكراد
- حواء الصمت
- لكن إسرائيل - انتصرت - !
- احتضار وطن
- -خطورة- لبنان على سورية وإسرائيل
- استنحار إعلان دمشق
- في حضرة الأشباح
- لماذا تستفزنا إيران؟
- عذراً فلسطين
- عروبة العراق و البازار الإيراني
- صحوة إسرائيلية متأخرة
- راحلون
- هل من راشد في إيران ؟
- -هدايا- التطرف في لبنان
- انفتاح فرنسي هدفه لبنان
- وماذا عن طائرات إسرائيل ؟
- التاريخ يلاحقكم
- تمايز سوري غير تقليدي


المزيد.....




- قبيل زيارته إلى المنطقة.. شركة ترامب تعلن عن مشروعين في دبي ...
- وزير الصحة الأمريكي يثير جدلًا بادّعاءات غير دقيقة حول لقاح ...
- المبادرة المصرية تشارك في مؤتمر المنتدى العربي للتنمية المست ...
- سوريا.. شركة فرنسية تستثمر في تطوير ميناء اللاذقية
- والتز يعدد فوائد اتفاقية المعادن المبرمة بين واشنطن وكييف
- إدارة ترامب تدعو لمراجعة برنامج الرعاية الصحية للمتحولين جنس ...
- مستعرضا قدراته الحديثة.. الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية ...
- فعاليات روسية في معرض تونس للكتاب
- فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال الم ...
- البيت الأبيض: اتفاق المعادن مع أوكرانيا يعكس التزام الولايات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر الناشف - سيادة العراق بين أميركا وإيران