أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ثائر الناشف - التعفن اليساري والبديل الليبرالي














المزيد.....

التعفن اليساري والبديل الليبرالي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:26
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لا نريد أن نحكم ، بادئ ذي بدئ ، على محاولات " البعث والإحياء" التي يدأب ما تبقى من مثقفي اليسار العربي القيام بها بين فينة وأخرى ، خصوصاً في ظل الأزمة المالية الراهنة وانهيار أسواق المال أو ما اصطلح على تسميته بانهيار قلاع الرأسمالية .
لن نحكم على هذه المحاولات بالفشل ، لأن الفشل واقع في الأساس منذ البداية ، حكمنا هنا مؤسس على طبيعة النموذج اليساري بكل حوامله الفكرية والفلسفية النظرية السائدة في المجتمعات اليسارية ولدى اليساريين العرب سابقا أو ما تبقى منهم اليوم ومن الحالمين بإرجاع قاطرة الاقتصاد السياسي إلى نقطة البداية ، وبالتالي الانشغال ثانية في التخطيط والتأسيس لاشتراكية أكثر عدلاً واعتدالاً وأكثر انفتاحاً أيضاً ، بالانكباب الطويل على تصويب أخطاء تجربة المرحلة الماضية ، متناسين أن قيم المجتمعات الإنسانية التي سادت في فترة ما بين الحربيين العالميتين وحتى أواخر عقد الثمانيات من القرن الماضي ، تبدلت وتغيرت ، طبعا ليس بفضل هيمنة اقتصاد السوق أو سياسة القطب الأوحد ، إنما لزيادة السرعة في التواصل المعلوماتي والاتصال الجماهيري ضمن فضاء مفتوح يصعب السيطرة عليه أو أدلجته بانتلجنسيا معينة .
قيم المجتمعات التي باتت بفعل عصر المعلومات والفضاءات المفتوحة ، مجتمعات رقمية ، وتطلعات أجيالها الجديدة ، لم يعد ينفع معها أو يؤثر فيها هذا الكم المتراكم من الأفكار والرؤى والمبادئ خصوصاً التي تحمل في داخلها نمطاً معيناً من الالتزام الذي يقترب في بعض حدوده إلى درجة التدجين الاجتماعي الممهد للغرس الثقافي.
نستطيع القول إن مرحلة تدجين المجتمعات انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي وجرى التمرد عليها بثورات مجتمعاته الملونة ، لكن ما بقي من آثار تلك المرحلة ولازال يطل برأسه ، هو الغرس الثقافي ، الذي وللأسف يحاول أن يعيد الثقة بنفسه الهرمة وبجمهوره المتلاشي تدريجياً ، وذلك عن طريق تقفي أخطاء الرأسمالية ونقدها بنفس الأساليب والأدوات السابقة ، من دون أن يمنعها هذا من السير في ركب الأنظمة الشمولية في منطقتنا العربية وتأييد استبدادها وفسادها باسم العلمانية ومناهضة السياسة الأميركية .
بعض هؤلاء اليساريين أدرك مؤخراً عبثية التخندق في ذات الموقع ، ما حدا به إلى الانسلاخ والالتحاق إما بالحالة الدينية في انقلاب على الذات وعلى ثقافة مرحلة تبين أنها بالية ، أو بالحالة الليبرالية الجديدة فيما يشبه بانتهاء الحرب واستسلام أسراها وتسليمهم بقوة الآخر .
أما الباقون في خندق المواجهة ، فإنهم ولشدة رفضهم فرار رفاق الدرب واستسلامهم طوعاً لا جبراً لمعطيات الواقع الليبرالي الجديد وانبهارهم بجوهر خطابه وآليات تفكيره الواسعة ، صاغوا برنامجهم اليساري الجديد - القديم وشحذوه بخطاب يخلو من أي أساس منطقي ونقدي يمكن أن يساعد في تصويب الأخطاء ، بل ملؤه بخطاب التشكيك الذي لا يحتمل الإنصات للرأي الآخر ،
فكيف إذا صار جدلاً ؟.
لم يبق أمام اليسار العربي سوى إعادة النظر في نظرياته السابقة وأفكاره اللاحقة ، وليقارب بينها وبين ثقافة مجتمعات اليوم واحتياجات أجيالها الكثيرة ، سيتضح أن خطابه سيبقى هو- هو، طالما ظل محصوراً في بضع أشخاص لهم الحق في صوغه وقوله ، لذلك فإن خطه البياني آخذ في التلاشي والضمور بتلاشي الأشخاص أنفسهم ، نظراً لاستحالة الرهان على توريث ما عندهم لأيٍ من أبناء هذا الجيل .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفافية حفظ العراق
- مسيحيو الشرق وذمية عون
- انتظروا ردنا
- حماس وسقوط المشروع الإخواني
- هل الأسد على صواب؟
- ماديات المعارضة السورية
- انتظروا قنابل الصدِّيق
- سيادة العراق بين أميركا وإيران
- أسرار من الجولان
- أفيون
- ما بعد (عنصرية) الأكراد
- حواء الصمت
- لكن إسرائيل - انتصرت - !
- احتضار وطن
- -خطورة- لبنان على سورية وإسرائيل
- استنحار إعلان دمشق
- في حضرة الأشباح
- لماذا تستفزنا إيران؟
- عذراً فلسطين
- عروبة العراق و البازار الإيراني


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ثائر الناشف - التعفن اليساري والبديل الليبرالي