أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 02:00
المحور: الادب والفن
    


ذات يوم أحد كان صديقي بريشة في عطلة أسبوعية وكنا نجلس ثلاثتنا في بيته منتظرين وجبة الغذاء
الذي كنت أنا من قام بطهيه. كان صديقنا محمد الطويل قد إلتحق بنا للتو قادما من المغرب . فجأة رن
الجرس من الباب الرئيسي للعمارة وبإطلالة من النافذة رأيت في الأسفل شخصين لي بهما معرفة عابرة لكن الصديق صاحب البيت يعرفهما جيدا وكذلك هو الشأن بالنسبة لكل المهاجرين تقريبا فهما
معروفان ببخلهما أكثر مما يعرفه القراء عن بخيل الجاحظ . سمحنا لهما بالدخول بعد أن نبهني صديقي
كي لا أحضر الطعام إلا حينما ينسحبان . فقد شرح لي كيف أن من عادتهما أن يبحثا عمن يطعمهما
أو يسدد شيئا نيابة عنهما أثناء وجودهما بالأماكن العمومية . لقد كان الجميع يعرف عنهما هذه العادة
السيئة والتي تبعث على التقزز والإمتعاض . كنا نجلس والحديث يتشعب بيننا وكنا نتوقع خروجهما
بعد حين لكنهما على ما يبدو فقد إشتما رائحة الطعام وكانا بحكم دهائهما متأكدين من عدم تناولنا له بعد.
لذا بقيا مصرين على المكوث معنا لغاية تقديم الطعام .
أحضرت الطعام وأنا أنظر للصديق نظرة لها معنى واحد وهو أنهما لن يخرجا إلا بعد التهام وجبتنا .
عند حلول المساء قاما مودعين وأصرا علي كي أرافقهما إلى بيتهما لمعرفة المكان والعنوان فاعتذرت
لكنهما أصرا علي كما لو أنهما يرغبان في استضافتي . رافقتهما ولما دخلنا بيتهما كان أول شيء قاما
به هو إخباري بأن قارورة الغاز فرغت وبأن الدكان مقفول فاعتذرا عن عدم تقديم ولو كأس شاي .
هذا كان كافيا بالنسبة لهما كي لا يتم تقديم أي شيء إلى أن حان وقت النوم .
كان بالمطبخ سرير مهتريء بلا غطاء فلربما إلتقطاه من أحد مزابل بروكسيل . سلمت أمري للأمر
الواقع وقبلت بالنوم عليه والندم ينهشني بسبب مجيئي معهما . كان البرد قارسا بشكل مخيف فلم
أستطع النوم ورغم خجلي فقد حاولت أن أتجلد بالصبر لكنني لم أستطع النوم بسبب البرودة الرهيبة
فاعتذرت إستعدادا للإنسحاب .
لما خرجت وأقفلت الباب من ورائي سمعتهما يضحكان ويقهقهان . وبينما أسير في طريقي نحو
البيت الذي أتيت منه أصبت بالذهول والدهشة مما عاينت ومن أمثال هذه النمادج البشرية الخبيثة
واستغربت كيف أنني لم أسيء إليهما ليفعلا بي ما فعلاه ثم يقهقهان بصوت مرتفع متلذذين بإهانتي
وهما يعرفان بأنني لم أفعل إلا الإحسان إليهما ضد رغبة صديقي وصاحب البيت الذي يأويني .
كان واحد منهما فنانا تشكيليا رديئا أما الآخر فقد كان حمارا بشريا من النوع الرديء أيضا . وكما يقول
المثل العربي ( لقد وافق شن طبقه ) وندمت كثيرا على اصطحابهما إلى منزلهما كان علي أن أرفض
إصرارهما .
شاءت الظروف بعد سنين طويلة وكنت بتطوان فإذا بأحدهما جاء يبحث عني بلا حشمة . ومن سوء
حظه كنت خلال تلك اللحظة ثملا . ولما حضر ليصافحني تركت يده مبسوطة دون أن أعيرها اهتماما ووجهت إليه سؤالي بخصوص تلك القهقهات التي صدرت عنهما أثناء خروجي من بيتهما ليلا قاصدا بيت صديقي فلم يجد ما يقوله وبقي محملقا فبدا لي وجهه وجه كلب . فأعطيته درسا قاسيا أمام من
كان برفقتي وقلت له ( أغرب عن وجهي أيها الكلب الأجرب ).
ثم حكيت لمن كان معي القصة كاملة وختمتها بهذا البيت الشعري الحكيم
( إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمر د .

يتبع-



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا/19/
- كائن بلا حواس
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا/18/
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثاني من البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-11-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-10-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله


المزيد.....




- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...
- مشروع قانون فرنسي لتسريع إعادة منهوبات الحقبة الاستعمارية
- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-