أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 04:32
المحور: الادب والفن
    


من جديد أصبحت في تطوان. وبعد حصولي على مائة دولار التي أرسلها إ لي المحامي من منطريال كمستحقات خاصة بالترحيل . بت أفكر في العودة إلى بلباو من
أجل الإبحار ثانية بباخرة تجارية .. ربما هذه المرة قد أحظى بعمل جيد على ظهر باخرة جيدة. وبسرعة البرق أصبحت في بلباو. إلتقيت بفتاتي من جديد فوجئت بها قد وضعت مولودا دون زواج. أخبرني - ميمون- الريفي - بائع( penchitos muronos ) في حانة من حانات حي - siete calles - بأنه رآها مصحوبة بشخص إسباني يتجولان معا بالحي التقليدي المذكور . هاتفتها وأخبرتني بالحدث الغير السعيد . والتقينا وناقشنا المشكل . قلت لها كيف يمكن لفتاة محترمة أن تلد
دون زواج وبهذه الطريقة فأخبرتني أن هذا الوغد وعدها بالزواج ولما قضى حاجته اختفى نهائيا وتركها تندب حظها. قلت لها بأنني كمغربي لم أفعل ما فعل
بك هذا البائس الإسباني . وشرحت لها كيف كنت أضاجعها دون أن أقدف داخل فرجها تفاديا لمثل هذه الورطة .وكانت مكتئبة وحزينة . احتضنتها وقبلتها وواسيتها
مصابها . وفي الغد أرسلت صديقتها تطلب مني أن أساعدها وأتزوجها وأتبنى إبنها بشكل رسمي . وحاولت صديقتها أن تغريني بكون فتاتي هاته تملك منزلا
حيث سنعيش فيه معا والزائ الجديد. لكنني لم أقتنع بالفكرة فأنا قررت قبل مجيئي إلى بلباو أن أبحر على ظهر باخرة تجارية لأكتشف العالم فقد أبهرتني كندا
ولابد لي من زيارة المزيد من البلدان الأخرى . فالعالم رائع هكذا بدا لي رغم الفواجع التي تفاجئنا من حين لآخر. فالحياة تستحق مغامرتنا وبالخصوص بالسفر
والتنقل من مكان لآخر. وهذه فرصتي لن أتنازل عنها .
إلتقيت بالبرنوصي وفارس والآخرين . كما شاءت الظروف كذلك أن نتعرف على شخص من جنسية مصرية وكان أسود البشرة وأبيض الروح لكن عيبه
الوحيد هو الكذب . كان يكذب بشكل مكشوف ومن جملة ما قال في هذا الشأن - بأنه متزوج بسيدة حائزة على الدكتوراه بينما هو أمي - وقال بأنها لا تخرج
قط لوحدها وأنها لما تخرج تكون بصحبة جميع أفراد الأسرة وتخصص لهم حافلة إلخ .. لكنني لم أكن لأفند ترهاته فأتركه على هواه .
كان هذا المصري يشتغل في باخرة يونانية بقبطانها وبحارتها كلهم بجنسية يونانية وقد توسط لي لكي أعمل بحارا بباخرته كما أن الحظ شاء أن نجتمع بمقهى
تسمى - la arriaga - المصري وفارس وأنا ومعنا فتاتين وقد دخل القبطان مصحوبا بمرافقيه فقام المصري للسلام عليه فتقدمنا نحن أيضا لتحيته . وكان ذلك
كافيا لكي يأخذ القبطان عنا فكرة حسنة فقبل بسرعة طلبنا للعمل لديه ببخارته.
كانت الباخرة متجهة نحو إفريقيا السوداء - نيجريا - وبالضبط إلى العاصمة lagos - وكان على الطاقم أن يخضع لإجراءات روتينية في عيادة طبية من
أجل تحصيننا من الأمراض التي يفترض أن تصادفنا في إفريقيا. وبينما نحن نستعد منتظرين سيارة فوركونيط أرسلتها الأجانس خصيصا لذلك . إذا بشخص
يدخل الباخرة وهو في حالة يرثى لها بملابس متسخة وعليه أمارات البؤس يسأل عن القبطان الذي كان واقفا معنا . إنه طالب عمل كبحار . ولم يكن القبطان ليلبي
طلبه. وفجأة سألني الزائر ( ألم تتعرف علي ياأخي أحمد ؟ ) حدقت فيه . إن الوجه كما يبدو مألوفا لدي .. ولكنني لم أتعرف عليه .قال ( أنا المغربي الذي
التقيت به بمنطريال وزرت معي باخرتي القبرصية . حينئذ تذكرت فعانقته وقبلته بحرارة فبقي القبطان مندهشا من هذه الصدفة العجيبة . وخاطبني القبطان
قائلا ( أهو صديقك ؟ ) قلت ( نعم سيدي إنه صديق وبحار محنك وهو في أمس الحاجة إلى العمل وهذا يبدو من خلال حالته السيئة ) طلب القبطان جوازه
ولما تناوله منه وجده منتهي الصلاحية . فقال أنا متأسف لا يمكن له أن يبحر بهذا الجواز . أحسست بالحزن الشديد وناشدت القبطان قبوله وفي مرفإ آخر
سيجدد جوازه بقنصلية بلاده . سألني - أحقا يمكن له ذلك ؟ - قلت بلى وبكل تأكيد .
أبحرنا ثلاثتنا من جنسية واحدة . على ظهر الباخرة الكبيرة . كان فارس يشتغل نادلا . والمغربي ( وهذا هو الإسم الذي أطلقناه عليه ) كان يشتغل زياتا
بغرفة المحركات . بينما أنا كنت أشتغل مراقبا للفرن الذي يزود الباخرة بالحرارة وكان يشتغل بالدييزل . وهذا العمل كان يطلق عليه داخل الباخرة بالإنجليزية
( فاير مان ) . وهو عمل يختزل في مراقبة ساعة الحرارة كي لا يتجاوز عقربها إشارة حمراء وبالتالي لا ينخفض نحو رقم محدد ويتجاوزه . وفي نهاية
الأمر عندما أسلم الحراسة لزميلي يجب أن يكون الفرن نقيا بدون جمر ملتصق في حواشيه الداخلية بحيث يجب خبشه بمخلب حديدي ليستقر في الوسط فيذوب بفعل
النار ويختفي وهكذا يسلم الفرن للآخر خاليا من الجمر .
نيجريا عالم عجيب وغريب ومبهر لكن بتخلفه وبؤس سكانه رغم أن هذا البلد عضو في منظمة الأوبيك .... وهذه هي المفارقة .
- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة
- مأساة العراق
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا
- العراء
- هرا ء
- إعتقال للمدينة
- بكاء الروح
- الآن
- رغبة الغموض
- مرارتنا
- البسيط والهيئة العليا - 30 - سيرة
- يباب في الذاكرة
- البسيط والهيئة العليا - 29 - سيرة


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -