أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناس حدهوم أحمد - أوراق من الواقع














المزيد.....

أوراق من الواقع


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 04:21
المحور: المجتمع المدني
    


نحن كالمهربين الدينيين نحسب أنفسنا نملك الحقيقة كل الحقيقة نتحدث وكأننا المطلق وغيرنا الأوهام والخطأ والذنب
بينما واقعنا يفضحنا ويفند ما نأخذ به . كثر فينا الخطباء والوعاظ يتحدثون بنفس النغمة التي هي نقطة ضعفنا لكي يتم تدجيننا في أسرع وقت ممكن .
وقد صار الوعظ تجارة حولوا ديننا وعقيدتنا إلى صفقات سياسية وبهذه الطريقة وليس بغيرها وصل بعض هؤلاء إلى مراكز نفوذ وسلطة حصلوا عليها أولا وقبل كل شيئ داخل المساجد ودور العبادة لكنهم لما وصلوا إلى هذا النفوذ حطوا تواضعهم جانبا وانتفخت أوداجهم وارتفع سقف مستوى حياتهم بينما مستوى العباد مستوى الناخبين بقي على حاله بل رجع القهقري .قد يكون السبب في هذا التهافت والتكالب على النفوذ والسلطة والمال هو الواقع نفسه . لكن الهدف لهؤلاء المتهافتين ليس بريئا بالمرة . فاصلاح الواقع له حساباته السياسية المحضة وبناؤه هو بناء أرقام ورؤية واضحة علمية بالدرجة الأولى وليست غيبية كما يريدون لها أن تكون . رؤية تتطلب التضحية ونكران الذات والترفع عن المكتسبات المادية .
إن العقيدة وجدت فقط لتكون أ سلوبا حياتيا وفكريا بين الخالق والمخلوق والحرية أساسية للعقيدة ولايمكن أن تنفصل عنها لأن العقيدة لا تفرض بالقوة أو بالعنف أو بالمراوغة والمكر إنها إختيار حر إنه إختيار مؤلم لعقيدته وبعقيدته لأنها لله وحده . وبناء الواقع المتماسك سياسيا يتطلب الحوار مع الطرف الآخر .يتطلب مد جسور التفاهم وتبادل المصالح بين الأمم والشعوب وإ حترام الرأي الآخر مهما كان هذا الرأي لأنك بذلك تجعل الطرف الآخر يحترم رأيك إنه إحترام متبادل بين الأمم والحضارات وهذا لا يكون إلا بالإعتراف المتبادل سياسيا وفكريا وتجاريا وإقتصاديا ولن يكون بشد الحبل والتزمت ونبذ ثقافة الآخر ولا سيما إذا كان هذا الآخر متفوقا علينا وأحسن حالا من حالنا .
إن واقعنا العربي والإسلامي على السواء بائس للغاية تفشت فيه الأمية والجهل والمرض والجريمة الغير المنظمة والفقر المذقع فهل هذه الأشياء ( الأمراض ) الخطيرة دواءها هو الوعظ والإرشاد ؟ أنا شخصيا لا أعتقد ذلك .إن الدواء لهذه الأمراض يحتاج إلى أسلوب علمي واقعي مبني على برامج واضحة وجدية ومدعومة من طرف وعي جماعي تبدأ بتكوين الشعوب وتثقيف الجماهير وتبدأ أيضا بضمان أمن وحرية وكرامة المواطنين وهذا ليس بالهين .يجب إيجاد إرادة جماعية يتعبأ فيها الجميع الرجل والمرأة والطفل والشاب والشيخ .بناء نظرة جماعية تجند الجميع للهدف المنشود نظرة فيها تشريح للجسم الموبوء وخطة مستقبلية لمعالجة هذا الوباء الذي ينتشربشكل مخيف يتحول إلى شبه ثقافة خاصة بالأميين والجهلاء .وإذا ما تحقق ذلك فسيكون بمثابة دمار شامل فعله لا يقل عن إلقاء قنبلة ذرية على رأس الأمة العربية والإسلامية.
إن واقع أمتنا لا يحتاج إلى شرح .الجاهل والعالم الكبير والصغير يفهم بأن الضياع طال الجميع والكل مهدد بالهلاك الحضاري فنحن نغرق .نغرق بصحيح والأمر بخطورة واضحة وحاتنا تشبه حالة حرب والفقر تمكن من الطبقة الدنيا من الأمة وناقوس الخطر يدق داخل وجدان الأمة جماعة وأفراد بينما الوعاظ والخطباء يتكاثرون كالفطر بدون فائدة سوى تخدير الناس وإلهائهم عن الواقع والمعيش و منحهم الوعود الكاذبة بحياة بديلة لا علاقة لها بواقع حالنا الآن فلا غرابة أن يتكاثر أيضا الإرهابيون الذي يفجرون أنفسهم ويقتلون معهم العشرات بدعوة أنهم شهداء راحلون إلى الجنة الموعودة . إنه الجهل في أوضح صوره بينما هؤلاء يختبئون وراء الإسلام لكن الإسلام منهم بريئ لأنه دين محبة وسلام .
لقد كان الفيلسوف الكبير ( سيدي عبد الرحمان المجدوب ) محقا عندما قال : الخبز يالخبز والخبز هي الإفاذة
لوما كانت الخبز ما تكون لا صلاة ولا عبادة

رحم الله هذا الرجل الكبير لقد كانت رؤيته للأمور رؤية رجل خالي من الطمع أو التهافت على مراكز النفوذ كما هو الشأن بالنسبة لخطبائنا المعاصرين الذين وصفهم
( المسلم روجير كارودي ) بأجهل من رجل الشارع.



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة
- مأساة العراق
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا
- العراء
- هرا ء
- إعتقال للمدينة
- بكاء الروح
- الآن
- رغبة الغموض
- مرارتنا
- البسيط والهيئة العليا - 30 - سيرة
- يباب في الذاكرة
- البسيط والهيئة العليا - 29 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 28 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 27 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 26 - سيرة
- العصفور - ترجمة ابراهيم درغوثي للفرنسية -
- العوسج المكلوم


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناس حدهوم أحمد - أوراق من الواقع