أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناس حدهوم أحمد - البسيط والهيئة العليا - 29 - سيرة














المزيد.....

البسيط والهيئة العليا - 29 - سيرة


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 09:57
المحور: حقوق الانسان
    



الشعب الإسباني خلال المرحلة الفرانكوية كان منغلقا على نفسه . لم يكن له القدرة بتاتا على إبداء رأيه بحرية أو إنتقاد النظام السياسي للبلد . لا حق له في الإحتجاج أو المطالبة بحقوقه المشروعة في الحرية
والإنعتاق من الإستبداد . كان آنئذ هذا الشعب مقموعا عن بكرة أبيه . وكنا نحن المهاجرون المغاربة نتواجد بهذا البلد الجميل بطبيعته وبيئته وأهله بشكل غير قانوني باستثناء مغاربة سبتة ومليلية المحتلتين فهم رغم
حملهم للجنسية الإسبانية وتمتعهم بحقوق المواطنة الناقصة كانوا كذلك يحملون معهم سمعتهم المسفوكة. ونحن رغم كل هذا وذاك كنا نستفيذ من التغطية الصحية والعلاج المجاني . لم يكن بالمجتمع الإسباني بطالة
ورغم ذلك فلكي تعيش الأسرة الإسبانية بكرامتها يجب أن يشتغل جل أفرادها عن بكرة أبيهم . أما الأطفال فيمنع عليهم العمل لكنهم يعملون في حالة واحدة فقط لتعلم المهنة واستيعابها - aprendices - .
لم يكن بالمجتمع الإسباني جرائم خارج سيطرة الأمن كانت الجريمة تكاد تكون منعدمة لأن العقاب كان صارما . سجون البلد كان لديها الحد الأدنى من الآدمية والإنسانية . النظافة مضمونة والتغدية جيدة والعمل
مضمون لك ولو سجينا .
الكنيسة كانت محترمة من طرف السلطة . لكنها كانت تشتغل في حدود إختصاصها وكان الشعب الإسباني
يكره الكنيسة وخصوصا العمال فقد كانوا كلما غضبوا شتموا رموزها .ولم يكن هناك من يحاسبهم على
تلك الفلتات . كانت الكنيسة تعيش في رفاهية على حساب المؤمنين باديولوجيتها لكنها كانت باردة كجثة وتؤدي دورها المنوط بها في لامبالات عما يحدث من حولها .
رغم هذه الديكتاتورية الغاشمة كنت كملاحظ أرى فيها نوعا من الوطنية وحب البلد . وكان الإعلام لديهم
إعلام بلا فم لكنه متقدم فكأنه يعلم بنهاية مرحلته لذا كان يهيء نفسه للرحيل أو للتغيير . كانت لهم سينما
متخلفة نسبيا عن الركب الحضاري لأوربا لكن النظام كان يسمح بعرض أهم الأفلام العالمية التي تشتغل على الحرية والديمقراطية وتقدم في وصلات للشعب وهي مدبلجة لكي يفهم ما يروج من أفكار في هذا العالم . حضرت هناك عروضا سينمائية رائعة مثل - زوربا اليوناني - الدكتور زيباغو - وغيرهما
كثير من الأفلام التي تجعلك عندما تخرج من دور العرض إنسانا مختلفا عما كنت عليه حين ولوجك لها.
كان حينذاك الشعب الإسباني يتكون في صمت وبهدوء ويتم تحضيره من طرف النظام نفسه للمرحلة
المقبلة لكي يدخل من تحت عباءة أوربا المتحضرة . كان كل شيء مخطط له . وكان النظام الأمني بالبلد صارم لكنه يحترم نفسه فلا مجال هناك لاستدراج أي مسؤول لتقبل الرشوة أو شيء من هذا القبيل
كما كان هذا النظام يراقب شعبه ويحميه في نفس الوقت . كنت واقفا يوما بمحطة حافلات وبالصدفة رأيت سيدة بجانبي تبكي لم أفهم لماذا لكنني كنت متأكدا من أن مشكلتها خاصة . فجأة مرت سيارة أمنية
مسرعة فرمقت السيدة فاستعملت الحصار وأحدث ضجة وضخبا ملفتين ونزل الرجال وأحاطوا بالسيدة يسألونها لكنها كانت تبكي وتشير بيدها أن لا داعي لحضورهم . فركبوا سيارتهم وانطلقوا بسرعة البرق .
بقيت مشدوها أمام ما رأيت ومعجبا بهم في نفس الوقت . كان نظام الأمن يحترم نفسه ولم يكن بين زبانيته لصوص أو متسولون . كانت أجرتهم سمينة لكي لا يمدوا يدهم للمواطن .
كانت لقمة العيش مضمونة والعدل العادي مضمونا والعلاج مضمونا لكل الناس بما في ذلك نحن المهاجرون المغاربة البؤساء . الشغل موجود للجميع لذا قام المشرع الإسباني بسن قانون الكسلاء
- la ley de gago - أي معاقبة كل من يتهرب من الشغل ويريد العيش مجانا .
وكنت أتساءل مع نفسي
لماذا الأمور عندهم تسير على الوجه المطلوب وبما تشتهي سفنهم بينما عندنا الأمر معكوس ؟
لماذا المؤسسة الدينية عندهم تلزم الحياد ولا تتدخل في السياسة بينما عندنا المؤسسة الدينية تتجند دائما
لتخدير العباد ؟
الجواب ليس في علم الغيب بل نعر فه جميعا .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البسيط والهيئة العليا - 28 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 27 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 26 - سيرة
- العصفور - ترجمة ابراهيم درغوثي للفرنسية -
- العوسج المكلوم
- العصفور
- البسيط والهيئة العليا - 25 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 24 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 23 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 22 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا- 18- سيرة
- البسيط والهيئة العليا -20 - سيرة
- البسيط والهيئة العليا-19- سيرة
- رسالة إلى المطلق - من إقتراح الأستاذ رشيد المشكوري
- البسيط والهيئة العليا -14- سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 15- سيرة
- البسيط والهيئة العليا - 17 - سيرة
- الرياح الوثنية
- البسيط والهيئة العليا -16-سيرة
- سارق الضوء


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناس حدهوم أحمد - البسيط والهيئة العليا - 29 - سيرة