أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 08:02
المحور: الادب والفن
    


قطعنا المحيط الأطلنطي بسلام وأول ميناء رست باخرتنا فيه بأمريكا الوسطى كان بدولة كوسطاريكا على ما أعتقد. كان الميناء بمدينة صغيرة بجانبها
غابة شاسعة من أشجار الموز . لم أكن أظن أن هذه الفاكهة الممتازة كانت تعطى مجانا تقريبا. فقد كان يدخل الباخرة عددا وفيرا من الأشخاص يعرضون بضاعتهم
من الموز مقابل علبة واحدة من التبغ الأمريكي. فتحول مخدعي كمتجر لبيع الموز بلا زبائن فكنت آكل الفاكهة اللذيذة بسرعة حتى لا تنضج كثيرا فتفسد لأن الفصل كان صيفا . أهل هذه البلاد لهم كبرياءهم فرغم فقرهم لم أصادف قط شخصا يمد يده طالبا الصدقة . فالموز موجود بكثرة ولا يمكن للفقير أن يظل جائعا. وكسائر
الدول المتخلفة فقد كانت الحانات مملوءة عن آخرها بالفتيات المحترفات وسنهن لا يزيد على الثامنة عشرة على أكثر تقدير. والمتعة لا تكلف غاليا . فبدولارين يمكن للبحار أن يأخذ فتاته وينصرف بها . ومن سوء حظي فقد عاشرت فتاتين أصبت من إحداهما بمرض جنسي نسميه بالمغرب ( التصفية ) وكان علي أن أعالج
في مصحة . أما في ميناء آخر بدولة - آيتي - فقد كانت هذه البلدة رهيبة في تخلفها كدولة نيجريا أو أكثر بقليل. الفساد الشامل والزنا بالفائض وفي كل مكان كما
كانت هناك فتيات بيض يأتين من كولومبياللإسترزاق بأجسادهن. وبأثمان بخسة للغاية . وقد شاءت الظروف أن أرافق فتاة مراهقة سوداء إلى مخدعها في حي صفيحي ومارست معها الحب بجانب شخص لم يكن يفصلنا عنه سوى رداء أو رواق وكنا نسمع شخيره ولما أسألها كانت تقول لي ( لا تأبه ) وعندما أردت تسد يد ثمن النزوة أمرتني أن أدس الفلوس في يد الرجل النائم الذي ربما كان يصطنع الشخير. كنا نلج الحانات الصفيحية ونشرب فكانت الفتيات في عمر الزهور تصطف
قبالتنا بفناء صغير يستعرضن مفاتهن فيختار البحار ما يعجبه من تلك الزنجيات لقضاء ليلته الحمراء.
آيتي بلد متخلف وفقير إلى أقصى الحدود . كذلك دولة كواطيمالا هي أيضا متشابهة وإن كانت بدرجة أقل . الفقر والضياع ولربما كانت الحياة بالمدن الكبرى أخف
ولكن لن يكون الإختلاف كبيرا. ثم عرجنا على الأندوراس هذا البلد الذي يرزح أيضا تحت نير التخلف الشامل . لكن هذا البلد حباه الله جمال النساء . لم أر في
حياتي جمالا في البلدان الأخرى بمثل روعة نساء الأندوراس . كنت أجلس على قارعة الطريق بحانة من الحانات وأرقب أسرابا من التلميذات
وهن يجتزن الشارع . فتيات يأسرن القلب بجمالهن الخلاب. لا أظن أن هناك مكانا على الأرض يتوفر على هذا البهاء الأنثو ي .آخر محطة رست بها باخرتنا
هي بانما حيث ستعبر خليجها الذي يتحكم فيه الأمريكان . لنتجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية وبالضبط ولاية طكساس.
أحداث كثيرة ومتنوعة لا يمكن أن أختزلها بسرعة فالأمر يتطلب سنينا لكتابة مذكراتي في هذا الفضاء المختلف .فقد كانت حياتنا رائعة بالفعل ونحن على ظهر هذه الباخرة رغم ما شابها من أحداث لم تكن عادية . لكن العمل مع اليونانيين يستحق التسجيل - كان الأكل جيدا والوجبات الثلاث في أحسن مستوى ويمكن لنا أن نتعامل
أيضا مع ثلاجة التغدية والمؤونة في أي وقت أردنا وكان ذلك متنوعا . أما حينما كنا نصل أي مرفأ كان مطبخ الباخرة يقدم لنا الأكباش المشوية معطرة بالزعتر
وكنا لا نشبع من هذه الأكلة بسبب طعمها اللذيذ. أما الأجرة فكانت متواضعة مقارنة مع البواخر الإسكندنافية والألمانية والأوربية على العموم . لكن أحسن البواخر
على الإطلاق هي بواخر الولايات المتحدة .
ودعنا أمريكا الوسطى واتجهنا نحو الولايات المتحدة الأمريكية ورسونا في بلدة صغيرة ميناءها دخلناه عبر النهر - نهر كبير - ولم يدر بخلدي آنذاك تسجيل
الأسماء لكل الأماكن التي أظنها الآن مهمة لكتابة المذكرات . لكن صور تلك الأماكن لا زالت راسخة في ذهني ولن أنساها ماحييت . وهنا في ولاية طكساس
عشت أحداثا أثرت في حياتي كثيرا أحداثا عجيبة فانتظروها في الحلقات القادمة وفيها حدث الموساد الإسرائلي أيضا .
- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة
- مأساة العراق
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا
- العراء
- هرا ء
- إعتقال للمدينة
- بكاء الروح


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-