أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 05:39
المحور: الادب والفن
    


رست باخرتنا في ميناء يسمى ( port apapa ) بالعاصمة النيجرية - lagos - ومكثنا بهذا البلد ما يقرب الأسبوعين تقريبا. وكنت ألاحظ عمال الميناء يشحنون عنبرا من عنابر الباخرة بمادة أولية صفراء مطحونة كالدقيق. كنا عندما يحين وقت الأكل نقفل الأبواب التي تؤدي إلى المقصف. لأن عددا كبيرا من النيجريين كانوا
يتدفقون على باب المطعم وهم ينادون ( chop chop ) أي الأكل . وكنت أنا من حين لآخر أخرج لهم في يدي بعض الأطعمة . وكانت الباخرة تمتليء بهؤلاء كل
واحد منهم يبحث عن مصدر رزقه . بعضهم يعرضون أنفسهم كمرشدين وآخرون يبيعون سلعهم إلخ .. كان البلد يغرق في الجوع والفقر المذقع .
داخل الميناء كان هناك نادي ليلي إسمه ( توانتي وان ) 21 . فوقه نادي آخر بالطابق العلوي ( توانتي تو ) 22 .في الأسفل نساء بشرتهم سوداء . بينما فوق كانت
هناك نساء بيض أجنبيات يأتين من بلدان أخرى لاحتراف الدعارة . وهذا النادي لا يؤمه البحارة البسطاء مثلنا لأن أثمنته مرتفعة بينما في الأسفل كان مكاننا .
داخل المدينة لك أن تتصور العجائب والغرائب . فعلى سبيل المثال رأيت يوما في ساحة داخل المدينة وأمام نافورة معطلة . امرأة سوداء على ظهرها رضيعها ملفوفا في خرقة كيفما إتفق لها . وهي منحنية على غسيلها ونهديها العجفاوين تلامسان الأرض وهي منهمكة في الإعتناء بغسيلها. كما رأيت كذلك بأحد الأزقة
أربعة سود يتبرزون وهم يتحدثون لبعضهم البعض وعندما وقفوا تركوا غائطهم على ورق مقوى كل واحد لف حاجته ورمى بها جانبا في ركن الزقاق. رأيت كذلك عددا غفيرا من الناس تنام في الشوارع . الطقس حار لذا كانوا لا يحتاجون لأغطية .كما لاحظت هوة عميقة بين الغالبية العظمى من الشعب البائس
وقلة قليلة منهم ترفل في بحبوحة من العيش وتركب السيارات الفارهة وتلبس شراشف فضفاضة بألوان مثيرة . الشعب يرزح في التخلف والجهل والفقر المذقع
ولن أكون ظالما إذا قلت بأنهم يعيشون كالحيوانات الأليفة . كما لاحظت رجال الأمن عندما يحضرون لايطلبون من مواطنيهم بطاقات بل يشهرون هراواتهم ويضربون بلا رحمة وكيفما إتفق لهم المزاج . لكنهم لا يمسون الأجنبي ولا يسألونه عن الهوية.
داخل النادي الليلي تعرفت على مواطنة نيجرية إسمها ( fatimu ) قالت إنها مسلمة بينما هي تعلق الصليب في عنقها ولما استفسرتها عن تناقضها صرحت بأنها
تفعل ذلك حتى يتركها صاحب المحل تدخل النادي . كانت تناشدني أن آخذها معي في الباخرة وتقول بأنها لا تطلب شيئا سوى (chop chop ) - الأكل -
اما الجنس كانوا يسمونه ( yigi yigi ) جيكي جيكي - .
تعرفت على واحدة فأخذتني إلى بيتها وهو عبارة عن حجرة واحدة لكنها مجهزة بفراش وبآلة غناء وخزانة مشروبات روحية مختلفة . كان يقع بيتها في ممر تصطف
على جانبيه حجرات عدة وما أن وصلنا فتحت الأبواب وخرج أطفال من كل الأبواب يطلبون الصدقة انحنيت على ركبتي وعانقتهم واحدا واحدا وقبلتهم وناولتهم
دولارا لكل واحد أو واحدة . رأيت رفيقتي تكاد تطير من السعادة بسبب ما فعلت . ولما دخلنا المخدع بدأت تتعرى قلت لها إنتظر قالت ( جيكي جيكي ) قلت أريد
أولا سماع الموسيقى ثم الشراب وبعد ذلك - جيكي جيكي - . رقصت على أنغام البلوز وهي عارية تنظر وتنتظر ولما ضاجعتها ست مرات كانت تطلب المزيد قلت لها كفى .
صباحا سمعت طرقا خفيفا على على الباب . جاءت سيار الطاكسي لتلحقني بالباخرة . سددت لها مستحقاتها بسخاء وخرجت فلحقت بي وطلبت مني تكرار الليلة
دون أن أسدد. لكنني لم أفعل . في الطريق كان شرطيا بزيه الرسمي يقف على قارعة الطريق ينتظر من يلحقه بعمله فطلب السائق مني الإذن فوافقت . وبعد
إيصاله لمقر عمله شكرني ومضى . حينئذ أخذنا وجهة الباخرة .

- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة
- مأساة العراق
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا
- العراء
- هرا ء
- إعتقال للمدينة
- بكاء الروح
- الآن
- رغبة الغموض


المزيد.....




- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-