أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من البسيط والهيئة العليا-14-














المزيد.....

الجزء الثاني من البسيط والهيئة العليا-14-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


لا تشتري العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأجناس مناكد
هذا ما قاله الشاعر الكبير المتنبي في حق كافور الإخشيدي حاكم مصر خلال تلك الفترة . فهل ينطبق هذا البيت الشعري أيضا على الزنجيين النيجريين اللذين
قمت بحمايتهما أثناء رغبة القبطان في الإعتداء عليهما وإهانتهما ؟ فقد طلبت من ( فارس ) إطعامهما داخل المقصف مثل جميع البحارة وكان ذلك عكس ما أمر به
حاكم الباخرة . وتسببت لنفسي في متاعب كنت في غنى عنها . لكن رغم كل ذلك حينما تأجج الصراع بيني وبين القبطان إنضم الزنجيان إليه أثناء الإشتباك
وما أن نجوت كان ( فارس ) هو الضحية وأدى الثمن على يد الزنجيين نفسهما اللذان قام بإطعامهما وحفظ كرامتهما .
الآن إنتهى كل شيء وعلينا أن نغادر وقد توصلنا بمستحقاتنا التي كانت بذمة الباخرة . أخذنا الطائرة من طكساس نحو نيويورك وودعنا القبطان . أثناء
وجودنا داخل الطائرة تعرفنا على شخص من ساكنة المدينة العملاقة فعرض علينا استضافته لنا ببيته لمدة ثلاثة أيام كما قال . كما وعدنا بأن يأخذنا إلى الحي
الذي يسكنه العرب وقال بأننا هناك يمكن لنا أن نأكل الكسكس مما يعني بأنه ملم ومطلع على تقاليدنا وأعرافنا . لكن بسبب الحادثة التي وقعت لنا بولاية طكساس فقد خلقت في داخلي حساسية ضد كل طاريء جديد في حين فارس لم يكن ذلك ليترك أثرا على نفسيته . تكون لدي ما يشبه - البارانويا - من كل شيء
أما فار س فقد تمسك برغبته في مرافقة الشخص الغريب وصار يلح علي كي نرافقه معا . كما تعمد الشخص المذكور أن يعطينا إنطباعا بكون هذه الضيافة
آمنة . لذا أخبرنا بأن زوجته ستكون في المطار عند وصول طائرتنا لاستقباله . وفعلا لما نزلنا من الطائرة كانت في انتظاره سيدة حسناء يرافقها طفلان
صغيرين لا يتجاوز سنهما الستة ربيعا. عانق الرجل زوجته وقبلها من فمها ثم عانق ولديه وأهدى أحدهما نجمة cherif والآخر مسدسا . قدمنا إلى زوجته
كصديقين تعرف علينا بالطائرة . ثم جدد طلبه لنا أمامها لمرافقته نحو بيته. لكنني اعتذرت من جديد بينما فارس يصر على أن نلبي طلبه. قام الرجل بالإطلاع على تذكرتي سفرنا ونقلنا بسيارة زوجته إلى المدرج الذي سوف تنطلق منه طائرتنا بعد قيامنها بإجراءات التأشير عليها من لدن المصالح المختصة داخل المطار.
لا زال فارس يلح علي لكنني قررت وعزمت على السفر نحو وطني . وفي الحقيقة فقد كانت فرصة البقاء ذهبية ولسيما والرجل أراد مساعدتنا لكن من يجزم
أن الأمر يخلو من ( إن ) إذ كيف يعقل أن يعرض عليك شخص غريب هذه الضيافة بدون سبب أو مبرر - فقط لله في سبيل الله - ونحن عرب سمعتنا
مسفوكة .
أخيرا أصبحنا داخل الطائرة الضخمة ( pan american ) طائرة عملاقة ورائعة سوف تنقلنا عابرة المحيط الأطلنطي نحو العاصمة البرتغالية لشيونة وهناك
علينا أن نستقل طائرة أخرى نحو البيضاء . وقد تملكني الخوف أول مرة عند ركوبي الطائرة لكنه اختفى بعد الإقلاع .
عندما كانت الطائرة تحلق قريبة من مطار النواصر بالبيضاء وتستعد للهبوط . رأيت من النافذة سهلا شاسعا بجوار المطار قاحلا مزروعا بالشوك وكان هناك
حمار بائس يرعى الشوك فتأكدت أنني وصلت أرض الوطن . وكان الفرق بين المطار الذي انطلقت منه والمطار الذي وصلت إليه كالفرق الهائل بين السماء
والأرض . فعلا لقد كنت في كوكب آخر .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليبا/13/
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-11-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-10-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيأة العليا -9-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة
- مأساة العراق


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من البسيط والهيئة العليا-14-