أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - الموت يخطف الفنان العراقي منقذ سعيد















المزيد.....

الموت يخطف الفنان العراقي منقذ سعيد


قاسم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 06:24
المحور: الادب والفن
    


النحات منـقــذ سعيـد وداعـــا
لم يعد سماع خبر الموت حدثا كبيرا ، ولامهما ، ولامزلزلا ، لكثرة ما نسمعه ونشاهده يوميا عبر وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ، لقد صار أمرا إعتياديا ، ومألوفا لدينا ، نحن العراقيون ، ومع هذا فأن خبر رحيل فنان او مبدع او كاتب او عالم ..الخ لايزال يفعل فعله في النفس ، خاصة وان هذا الموت يغيب صديق أو قريب أو زميل أو محب ... ويجعلني أعيد شريط ذكريات مشتركة تدور في ذاكرتي كشريط سينمائي .. يبدأ ولاينتهي ... مستعرضا تلك الذكريات التي لاتنسى .. وبخاصة عندما أكون على موعد ..مع الراحل منتظرا ، مجرد هاتف كي نلتقي ، !!!!!!!!
ورحيل الفنان المبدع منقذ سعيد ، كان حدثا ( بالرغم من توقعنا ذلك وهويعلم ذلك، خاصة وانه يعاني من مرض رافقه سنين طويله )
غير عادي، بل أنه امرا صاعقا لاصدقاءه ومحبيه ومعاشريه وجميع من تعامل معهم في حياته الدراسية منها ، والعملية ، وعلاقاته الشخصية المرتبكة دائما ، كونه ذو مزاج يتارجح بين الألفة والصراحة والصدق ، وبين مايريده لنفسه من طريق شائك بالمعضلات في مجتمعات لاترحم ...
كان ، وللحظة الاخيرة من حياته ، جادا في عمله ، وعاشقا لحرفته ، يمارسها بصمت ، يعطيها حقها باخلاص ـ ويؤدي واجبه بقوة وبأبتسامة لاتغيب ، حيث طالما كان يسخرـ من كل شىء ، حتى من اعماله الجادة التي يلعب معها ساهرا الليالي كي تكون جاهزة ليحاكيها في اليوم التالي .... مذهولا لما وصل اليه ... هل انا الذي صنع ذلك ؟
كان يتعامل مع اصدقاءه وزملاءه .. بصدق متناهي ..وبساطة دون موعظة او ادعاء ، بالرغم من ان له الحق في ذلك ، في ان يميز نفسه عن الآخرين بحكم تجربته الجادة والطويلة في مجال النحت والرسم ، وبما امتلكه من خبرة ونضج فني وشهرة تجاوزت حدود المكان الذي هو فيه ، وسع مداركه ، واستفاد من ادواته مطوعا اياها ، لفلسفته في الحياة ،....
التقيت الفنان الراحل منقذ سعيد وهو لازال طالبا في السنة الاولى من كلية الفنون الجميلة في دمشق حيث جمعني واياه عملا نحتيا كبيرا في مرسم الفنان السوري نشأت رعدون وكنا سوية مع الفنان العراقي الموسيقي طه حسين ، وانا المسرحي ، كنا نعمل كي نلبي حاجاتنا اليوميه ونعيش، لا ايمانا بما ننحت ، وكانت رعاية الفنان السوري لنا تضامنا معنا في محنتنا في مقارعة نظام فاسد ، وكل منا ينتظر مصير مجهول ، ولكن يجمعنا الامل ، نعمل وندرس ، ونجتهد ، ونتواصل يوميا ـ بالرغم من صعوبة مانحن عليه ، وبما انني اعرف الفنان طه حسين منذ كنا في بغداد، تعارفنا مع منقذ سعيد كان كسبا لنا وله حيث كان ومن لحظة خروجه من العراق مناضلا دون حزب او انتماء ، ولكنه كان منتميا لنفسه والوطن ، بما تحمله الكلمة من معنى ، طموحا لنفسه كما هو طموحا لوطنه ، حيث كان يعمل على مشروعه الهندسي ( مشروعه للتخرج فيما بعد وهو مشروع قبوله في الكلية ايضا على الورق ) قبل ان يختار النحت اختصاص ، كان القرية السياحية في اهوار العراق ... حيث زاوج بين النحت والهندسة المعمارية ... والذي حاز على درجة الامتياز ..... كنا نسمع منه يوميا هما عراقيا كما نحن ، يجمعنا الامل لاغير ....
كانت القصة المثيرة في خروجه من العراق ،ربما هي الاغرب ، على اسماعنا خاصة وانه لازال في السابعة عشر من عمره ، حيث لايحق له الخروج منفردا ، الا بصحبة ولي امره ـ الذي لا ولن يبارك خطوته هذه ، ولكنه كان جريئا في خطوته لثقته العاليه بصحة وصواب مايرنو اليه ، حيث التحف الصحراء فراشا وعطاءا ، ماشيا على الاقدام ، حتى وصوله الى الحدود السورية ، دون هويه ، ولابطاقة شخصية ، سوى وثائقه المدرسية في اكماله الدراسة الاعدادية .... متحديا في ذلك ، سلطة فاشية ، واهله الذين لايباركوا خطوة كهذه ، وتحمل عناء سفر وغربة ، وصعوبة عيش ، ...
في عام 1983 تخرج الراحل منقذ سعيد من كلية الفنون الجميله وفي جعبته عدد من المشاركات في معارض مع فنانين عرب وعراقيين ... وهو لازال على مقعد الدراسه .. واحيانا مع اساتذة له في الجامعه ومع راود في الفن التشكيلي العراقي الذين كانوا في دمشق او قادمين من منافي اخرى ...وبعد تخرجه مباشرة غادر الى اليمن ليعمل كمدرسا .. وهو الساخر ابدا .. حبذ ان يغامر الى دول لم تخطر على بال أحد .. منها الصومال واثيوبيا وجيبوتي ... بعدها عاد الى دمشق التي احبها كوطن لامفر منه ... وفي كل من هذه الامكنه ترك اثرا فنيا وانسانيا يشهد .. كل من التقاهم ... بذلك ... حيث انتج الكثير من الاعمال المؤثؤة ، والنصب التذكارية .. والشعارات ، والباجات ... وغيرها من الاعمال الفنية .. في الديكور المسرحي تارة ، والتلفزيوني تارة اخرى ، والتي لها البصمات في جميع الدول التي ... زارها .. او عاش فيها ... بعدها قاده طموحه الى ايطاليا ومن ثم الى هولندا عام 1995 طالبا الاستقرار ... حيث عمل ودرس دراسته العليا هناك ... تاركا اثرا لازال في ساحات بعض المدن الهولندية وشوارعها ... وبعضا من متاحفها ...عاد الى دمشق ليستقر ويعمل فيها .... ومنها ينطلق بنتاجه ... حيث انشأ معملا للبرونز ... ومعرضا دائما له .. زمنها يسافر باعماله شرقا وغربا .. حيث تشهد له .. البلدان ككندا .. وامريكا .. ولبنان .. والامارات .. وموسكو ,, وباريس .. ولندن .. وهولندا وبلجيكا .. والمانيا .. وكثير من الدول الاخرى .. التي اقام فيها معارضا .. شخصية تارة ومشاركة تارة اخرى ..

لست بصدد التشريح والنقد لاعمال الفنان الراحل الفنيه التي اخترع تقنيات جديده في اغلبها حيث المواد التي تستعمل لاول مرة في هذه الفنون كالبلاستيك والبوليستر وحتى الموسيقى والماء ، ... والرمل والاضاءة ، مستخدما التكنولوجيا احيانا ... ولكنه كان مبدعا في كل ماانتجه ... وربما لم اكن منصفا لو مررت مرور الكرام ( كما يقال ) على مجمل اعماله النحتية ... انه مجرد رثاء سريع ... لفنان .. رحل مبكرا كان له طموحا اكبر فيما لو كان في عراق .. كان يحلم ان يكون طبيعيا كسائر الدول التي يطمح .. رثاءا من صديق .. لاغير .. وعتبا على جل اصدقاء له .. وزملاء له ... عاصروه انسانا وفنانا ... تركوه وحيدا يصارع الحياة .. والمرض ....

وداعا يامنقذ ... فنانا مبدعا .. وانسانا صادقا ... لكنه الموت ... ليس إلا

قاسم حسن
[email protected]



#قاسم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم ابداع وذكرى
- مسرحية الشاهد في مدينة مالمو
- االمُغَيبُون ( الحلقة التاسعة عشرة) الفنان علي رفيق
- المُغَيَبون ( الحلقة السابعة عشرة) الفنان المسرحي والسينمائي ...
- لنتذكر الشاعر ابو سرحان.. شبه نداء..
- المُغًيّبُون ( الحلقة الرايعة عشرة)الكاتب والصحافي عباس الطا ...
- المُغيِبون ( الحلقة الثالثة عشرة)الفنانة والممثلة إيمان خضر
- المغيبون-الحلقة الثالثة عشرة
- المغيبون - الحلقة الثانية عشرة
- المغيبون الحلقة الحادية عشر
- المغيبون ( الحلقة العاشرة) الفنان والملحن جعفر حسن
- عربانة الإسعاف
- المغيبون ملاحظات وتوضيح
- المغَيّبَون ( الحلقة التاسعة) الفنان الموسيقي عاصم الجلبي
- المغيبون 8 الفنان والمطرب حكمت السبتي
- المغيبون ( الحلقة السابعة ) الفنان الموسيقي طه حسين
- المغيبون الحلقه السادسه -الفنـان والممثـل المسرحي فاروق صبـر ...
- المغيبون 5
- المغيـبون (4) الفنان والملحــن والموسيقي كمـال السـيد
- المغيبون 3


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - الموت يخطف الفنان العراقي منقذ سعيد