أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - بهجت عباس - نبع الحياة لا يتمتع بالحياة














المزيد.....

نبع الحياة لا يتمتع بالحياة


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 07:05
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
    


في النصف الأول من الستينات من القرن الماضي
وفي القطاع الشرقي من برلين
وعلى كتف ( تحت أشجار الزيزفون ) الشارع الجميل
تقع مقهى الصحافة
يرتادها الوزير والعامل والأجير
والصحفي والطالب الفقير
تغصّ بالصبايا الملاح
يأتون من كل حدب وصوب
يتـنادمون ويشربون ويضحكون
كان جالساً مطرقاُ يفكـر في وطنه
الذي اغتاله الـفاشـيون والغجـر
جلس إلى جنـبه صحفي ألمـاني
نظر إليه ملـيّـاً وسأله
من أيِّ بلد أنت تكـون؟
أجـابه الكـئـيـب : من العراق
أنـا من العـراق
من بلد الدمـوع والضَّـحايا
أنـا من الأرض التي يعـمّـُها الضَّـبابُ والظَّـلامْ
وتـُحـجَـز ُ الآراءُ
حـقـَّتْ عليها لعـنة ُالسَّـماءْ
فنَـضَـبتْ مياهـُها وذبَـلـتْ أزهـارُها
وغاب عن حقـولِـها المـطرْ
فاصـفرَّ فيها العشبُ ينعى حظَّـه الكئيبْ
وزاغ في سمـائـها البصـرْ
فتمتمَ الآخـرُ مُستـفـهماً
وكيف حال المـرأة الفـتَـيِّـة ؟
هـل تعـملُ ؟
وهـلْ تـُرى تخـرج في حـريّـة ؟
في الحقل أم في مصـنع ٍتشـتـغـلُ ؟
أجـابَ : ليس كلَّـهـُنَّ
إنَّ لنـا تـُراثـَنـا العتـيد
ومـجـدَنـا المُـخَـلـَّد التـَّلـيد
أجـابَه : يا سيِّـدي إنَّ الذي تقـولُ
ليس له من صحـِّةٍ أصـولُ
فَـلوْ لديكمْ كانتِ المعـامـلُ
وانتـعشتْ بمـائـها الخمـائلُ
وغمَـرَتـْكمْ سـُحـُب ٌ هـواطـلُ
لكسَـرتْ قيـودَهـا العـوائـلُ
لكنكمْ تـُعـوزكمْ صـناعة
فأطرق المسكين في قنـاعة
وبعد أن جاءتْ عقود أربعـة
مـرَّتْ كـكابـوس على العراقْ
فأظلَمتْ سمـاؤُه وغـارَ فيها مـاؤهُ
واسـودَّتِ الآفـاقْ
وبعد أنْ تحطَّـمتْ سلاسلُ الأعناقْ
لمْ يجـدِ العراقُ مـا قد ضيَّـعه
فتـاهَ في الأحلام والآمـالْ
وجاءت الذ ِّئـابُ
تـفـتـكُ بالأشجار والبشـرْ
وتطَـأ الحـقـوقَ بالأقـدامْ
ونصبوا حاشيةً تخشى من التـفكير والكلامْ
فتـبعث الأوهـامْ
فهَضمَتْ حـقـوقـَها، المرأة الجميـلة
لذا على الدوام طاح حظّـُـنا
لأنـَّنا دوماً بساق ٍواحـدة
لأنـَّـنا بأذرع ٍ يتيـمة
نحـارب الأعـداءْ
ونـقبـل الهزيمـة
نعـرج في مَشـيـتـنا لا نبلغ الأهـدافْ
وغيرُنـا ينـتـزع الدرَّ مـن الأصدافْ
فـهلْ رأيتمْ طائـراً يطيـر في السـَّماءْ
وذا جنـاح ٍ واحـدة ؟
نسـتـرق السَّـمعَ بأ ُذنيْ فرس ٍ
ونـُبصر الّدنيا بعين راقـدة
وهـل سمعـتمْ مرة بامرأة قد أحرقتْ بلادَها
وقادتِ الشَّعبَ إلى الفـناءْ ؟
لا تظلموهـا! إنَّـها زوجتـُكمْ
وإنـَّها أمّـكمُ وأخـتـُكمُ وابنتـكمْ
يا من بكم قد فاخرتْ صحائفُ الظَّلام
يا من بكمْ قد بـُلِـيَ العراق والأنـامْ
كان لنا يوماً زعيم طيِّـب أراد أن يحتطب النجومْ
ويخطفَ القمرْ
ليـُسعـدَ البشرْ
أراد أنْ يـُحرِّرَ المرأة من قيودهـا
وينسفَ القدرْ
لكنـَّها، عنـاصر الظَّـلام والغـجـرْ
قد ذبحـوا الصَّـباح من وريـده
واقـتـلعوا الأشجـارَ من جـذورها
وعصـفوا بالروح والحياة
وأحرقوا الغـابات
ورجعوا بالبلد المنكـوب
إلى عـهود غابـرة
مُـخضَّـباً بالدم والنّـدوب
وأسدل الظلام أستاراً على العقول والفِـكَـرْ
وكان للمرأة حظ ّ عاثر
قد وجب النِّـضال



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتزه الببغاوات - ريلكة
- التساقط Apoptosis والشيخوخة والسرطان
- أنبيذ أم عنب؟
- خطرات من وحي نيتـشـة
- كيف تتغلب علـى مـرض السُّـكر كما فعلت أنا ؟
- يـا نـفـط ُبـل يا لهـب ُ
- الإشعاع وتأثيره على الخلية – تعليق على مقال د. أسعد الخفاجي
- الحوار المتمدن في عامه الثالث
- كيمياء العنف
- أوقف كـلَّ السّـاعات - العراق مـلـوّثـاً
- هل يحقق إستـنساخ الفَرس دولة نساء بلا رجال ؟
- فياغرا
- إنتـقام
- الحزب
- الطبع والتطبع والجينات
- الميتاكوندريا بيت طاقة الخلية مصدرها المرأة فقط
- هلْ تفسر الخلية الجرثومية طبيعة العدوان في الإنسان؟
- أنـشودة العـراق الحـزيـن
- خيبة الأحلام
- الجينات والعنف


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ... / جمعة الحلفي
- بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة / جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - بهجت عباس - نبع الحياة لا يتمتع بالحياة