أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسم الهيجاوي - جنين أو المتوسط نهايتي














المزيد.....

جنين أو المتوسط نهايتي


باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 06:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


عن عايد عمرو*

جنين أو المتوسط نهايتي .. كلمات لم يكتبها عايد عمرو ويتركها على مكتبي فحسب .. بل تمطت لتأخذ مساراً آخر .. يرسم نهجاً للتساؤل .. حين نقترف بهجة غائبة في رحيل لم يأت بعد .. ولم تكن آخر رؤاه لتفتش عن زمن قادم .. يسافر فيه إلى غير عودة آيبة .. بل كانت تحمل نقوشاً وارفة في ظلال لم تسقط بعد .

عايد الذي عاد محملاً بما اكتنـز من تعب الغربة والاغتراب .. يغادر بلا وطن يختزن الحنطة والكبرياء .. ولا يتنفس غير هواء ثقيل يمرمر القامة الواقفة على حدود الوقت .. ولا يعرف غير لغات عن زمن يريق لهاث الأصابع في يد لم تبصر الحزن الموقوت في الرئتين .. وأي البلاد التي حملته صباحاً .. ليعبر إلى حقول اللوز .. وإلى ما يشتهي مرج ابن عامر من جهات أوغلت في الرحيل ؟ وكان يكتب كل صباح قصيدة .. ولا يبصر غير ما تشتهي سنبلة تسأل الريح عن روحها .. ولا تغادر هذا النشيد حتى تغادر آخر النساء عروش الممالك .. لكنه غادر ..

لم يرني .. وأنا أمسك قامتي .. وأرفعها إلى قمر لا يغيب .. يضيء فضاء الياسمين على جدران البيوت .. وهي تبحث عن وطن مليء بقصائد الرعاة .. وهم يحلمون بفاتحة البدء عند انكسار الحصى .. أو نافذة تبحث عن امرأة غضَّة في هزيع مثقل بالمرايا .. تضيء لها شهوة التأمل في دم لا يستريح بلا ثورة عابقة .. بلا شارع في الطوق .. أو ممر في الجبال البعيدة عن شجر الوصول .. لكنني رأيته يعيد شواطئ المتوسط .. ويرسم لليل قمراً مشتهى .. وأنجماً لا تعرف السقوط في خزينة المملكة .

كان يؤمن بأن الغد سيحمل دفئاً أكثر .. وحباً أكثر .. ومنازل تفرش حدائقها للذين يعودون من ظلال الانكسار .. ويتراجعون عن طريق سرقت بهجة الناس وبهجة ما حملنا من عناوين للفرح .. حين وُجدنا على مفترق .. نشم ورداً اصطناعياً غارقاً بكيمياء التراجع .. فجاء صوته صارخاً في برية الروح .. ينادي الجياد .. لتستل صهيلها من أعمدة الضوء للشوارع المعتمة .. فيضيءُ بالكلمة عناوين كثيرة .. لكنه كسرنا برداً لحظة اقتراب الدفء .. فعبرنا إلى ما لا نشتهي .

__________________________
* الشاعر والصحافي والكاتب الفلسطيني عايد عمرو الذي رحل اثر نوبة قلبية اصابته فجر اليوم السبت 5 كانون الأول 2008 .. عن عمر يناهز الـ 49 عاماً ..
ـ صدر له مؤخراً كتاب "الذئب" في الادب العربي ، وله العديد من الدراسات في التراث والثقافة الفلسطينية والادب الفلسطيني وشارك في العديد من المؤتمرات المحلية والعربية والعالمية.

ـ وكان الفقيد ممن وثقوا التأريخ الشفوي للادب الفلسطيني والمعارك الفلسطينية واستطاع ان يقدم توثيقا في هذا الاتجاه لكن الغياب حال دون استكمال الطريق.

ـ ويعمل الفقيد المحرر الثقافي لجريدة الحياة الجديدة ، كما عمل محرراً في الزاوية الادبية لوكالة "معا" الاخبارية.



#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل لقراءة متأخرة
- سوسنٌ منتبه
- لواحدة هي أنت
- قصائد أسيرة
- قصائد للسابع عشر من نيسان
- الموسيقى تقول لا
- سهام عارضة .. علم من أعلام الثقافة الفلسطينية
- سيدة القصيدة
- سهام .. لمن تركتِ القلم ؟
- أزمنةٌ للعبور .. وأمكنةٌ للتراجع
- كيف يصيبني تلفُ ؟
- بانت سعاد
- صوت الشعر
- جمعية الكمنجاتي الموسيقية تحيي عيد الموسيقى في مدن فلسطينية
- الشاعر الذي رحل دون أن يقول وداعا
- حديث المسافات 8
- حكومة مؤجلة
- كاتي
- حديث المسافات 7
- حديث المسافات 6


المزيد.....




- السعودية.. إشادة واسعة بشاب تدخل بشكل ناجح لإنقاذ طفل ابتلع ...
- أمريكا.. لجنة الرقابة تكشف أكثر من 33 ألف وثيقة سرية بملفات ...
- مشهد نادر.. بوتين وكيم في بكين إلى جانب الزعيم الصيني في عرض ...
- الليلة الكبيرة: الأوبريت الذي وثق مظاهر احتفال المصريين بالم ...
- النوبات القلبية قد يكون سببها عدوى بكتيرية في الشرايين
- إعلام إسرائيلي: تكلفة احتلال غزة تتجاوز 7 مليارات دولار
- شي يستضيف عرضا عسكريا بحضور بوتين وكيم وترامب يخاطبهم: تتآمر ...
- ترامب مستاء من بوتين وروسيا تتوقع استئناف المفاوضات مع أوكرا ...
- عاجل | اليونيفيل: مسيرات إسرائيلية ألقت 4 قنابل قرب قواتنا ج ...
- الى الامام العدد 259


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسم الهيجاوي - جنين أو المتوسط نهايتي