سيدة القصيدة

باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 10:47
المحور: الادب والفن
    

إلى روح الفقيدة الأديبة سهام عارضه*

تمضي الحيـاة دقائـق وثـوانِ
والعمر في هـذي الحيـاة لفانِ

لا يسـتريحُ المرءُ في جنـباتها
والكلُّ بين مُـكابـدٍ ومُعـانِ

والناسُ بين مودّعٍ ومســافرٍ
يتـوارثون مشـاعرَ الأحزانِ

بالأمس كانت ثم غابت نجمـةٌ
قد خلَّفَتْ ذكرى من الأشجانِ

وغداً سنمضي كي نخلِّفَ مثلَها
هي سُنَّةُ المولى على الإنسـانِ

إن تكتئب عرابةٌ** فمصــابُها
أبكى جنينَ وهاجَ واسـتبكاني

وبكت عيون الشعر من حدقاتها
دمعاً تصبَّبَ في نشـيدِ لسانِ

وهمت على مرج ابن عامر لوعةٌ
فيها اتِّـقادُ الحـزن بالحرمانِ

من للقوافي يا أخـيَّةُ موقــدٌ
شُعَلاً تنيرُ مسـالكَ العُمـيانِ

يُعطي القصيدةَ من مآثرِ رِفعَـةٍ
لتتـــيهَ بين قصـائدِ الخلانِ

يا أيها الشــعراءُ بتُّمْ فجَّـعاً
وفقدتـــمُ ركناً من البنـيانِ

برحيل من ملكتْ مكارمَ عـزَّةٍ
فياضــةٍ بالبـرِّ والإحسـانِ

جادت فأعطتْ،واستقت فتربَّعَتْ
عرشَ القصـيدِ بلاغةً ومعـانِ

حملتْ همومَ الناسِ في خلجاتِـها
وازَّيَّنَت بخصـائل الشـجعانِ

وهَجَتْ جيوشَ الظلمِ لما أطلقتْ
طغيانَـها بالبـغيِ والعـدوانِ

لكنما الذكرى إذا شـطَّ النوى
قمرٌ يضيءُ معـالم النســيانِ

فتماسكوا والصبرُ خيرُ وسـيلةٍ
في ذاك واحتسـبوا لدى الرحمنِ

وادعوا لها المولى بواسعِ رحمـةٍ
ولأهلها بالصـبرِ والســلوانِ

كانون أول 2007م
--------------
*سهام عارضه : الأديبة والشاعرة والمربية سهام محمود عبد الفتاح عارضه .. ولدت في حيفا عام 1947 وتوفيت في عرابة في تشرين الثاني 2007بحلم ظل يرافقها بالعودة إلى حيفا
**عرابة : إحدى قرى محافظة جنين .. وهي القرية التي عاشت فيها الشاعرة والأديبة سهام عارضه ودفنت فيها .

#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل