لماذا الموت ؟

سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 07:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تسعى البشرية ومنذ فجر التاريخ لإطالة عمر الإنسان على وجه البسيطة ، فظاهرة الموت دفعت الإنسان الأول الى البحث عن الخلود وعن سر هذا الفراق المؤلم والمحزن والذي لارجوع بعده .. الا في يوم لا علم فيه عند أي مخلوق فهو موعد مفترض يخفف عن بني البشر فراق أعز الناس وأقربهم اليه .. ذاك الفراق الذي يخلخل الحياة الإنسانية للصديق والأخ والحبيب ولكل الأعزاء .. إذ يتغير طعم الحياة بعد فقد عزيز .. وقد لاتعود الحياة بعدهم الى مجرياتها التي ألفها الإنسان واعتادها ( الموت هو الوجه الآخر للحياة وهو رغم الفاجعة والألم نقيض لا غنى عنه ) *
..أما اليوم وبعد المسيرة البشرية عبر آلاف السنين .. لم يعد الموت الطبيعي يحزننا .. بل نُفجع بالدمار المجاني فشرقنا حافل بما تقشعر له الأبدان .. التطرف وصل لحد لايمكن لذي أي عقل السكوت عنه .. والبحث عن حلول لإنهائه وتخليص البشرية منه أصبح ضروريا من أجل الحياة واستمرارها.. لقد أصبحت الأمراض الفتاكة أقل إيلاما من تفجيرات المساجد والحسينيات والجنائز وليس آخرها بومباي التي تتعرض بين الحين والآخر لأبشع اغتيال للحضارة ولرومانسية التراث والتاريخ .
من أي كهوف خرج هؤلاء المتوحشون ذوي اللحى الصفراء والأنياب الطويلة .. والى متى سيستهترون بأرواح الناس وباقتصاد البلدان التي تؤويهم ..
......................
( الخلق هو الفعل الأساس الذي يشف عن عظمة الألوهية وجوهرها )*
كلما أسمع عن قتل الأبرياء ينتابني فزع وأسئلة لا أجد لها ولن أجد الجواب الشافي ..
كيف يحق لإنسان أن يدمر آخرين لا صلة لهم به ولم يرتكبوا أي ذنب تجاهه !
كيف يبيح لنفسه تكفير وقتل أناس لا تربطهم به لا من قريب ولا من بعيد أي رابطة لا خيرا ولا شرا .
كيف يتنقل المجرمون بين الناس دون أن يكشفوهم أو يتعرفوا عليهم !
أليس لهم عوائل تمنعهم وتحميهم من جنون القتل والدمار ! من أي دولة قدموا وفي ظل أي نظام تربوا وتدربوا !
من يمول هذه العصابات بالمال والسلاح !
اليست مسؤولية العائلة والمجتمع والدولة ردع أمثال هؤلاء وتوفير حياة بشرية لائقة تمنع حدوث أمثال هذه الكوارث مستقبلا .. وتسد الطريق على ذوي العقول العفنة من اختصار اعمار الناس وتعويقهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم وهو حقهم في الحياة .


........................
مغامرة العقل الأولى : ص313
نفس المصدر : ص 307

#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل