مظلومية المرأة باقية في العهد الجديد

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 03:46
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

الحلقة الثانية/
بعد سقوط االنظام عام 2003 م ودخول قوات الاحتلال الأمريكي العراق, دخلت مجاميع أرهابية كثيرة الى العراق وأحدثت مجازر بشعة من خلال سلسلة التفجيرات بالسيارات المفخخة والانتحاريين بالاحزمة الناسفة غير مفرقة بين كبير أو صغير أو بين أمرأة أو رحل, وتخصص قسم منهم بالقتل على الهوية الطائفية محدثين شرخا واسعا بين مكونات المجتمع العراقي , وأجبروا النساء على الطلاق في حالة الاختلاف المذهبي , واستغلوا قسم من النساء البسيطات في تجنيدهن في المجال الانتحاري بعد أختطافهن و أغتصابهن من قبل امراء المجاميع وأصحاب الفتاوي التكفيرية....
قابلها في الجانب الاخر ردة فعل معاكسة و انتقامية وحدث ما حدث من تهجير وقتل النساء والاطفال المتواجدين في بيوتهم, بالاظافة الى حروب المليشيات المتصارعة فيما بينها على المال والكرسي والتي حدثت في كل مدن العراق تقريبا وما رافق هذه الحروب العبثية من قتل الشباب بالالاف من خلال عمليات تطهير عرقي ومذهبي ..
وهذه التراكمات السابقة واللاحقة غيرت من التركيبة السكانية كثيرا وجعلت نسبة النساء تفوق على نسبة الرجال بكثير
بالإضافة الى ما اعلن رسميا بأن الأرامل بلغ عددها في العراق الى 7 مليون ارملة وبغداد وحدها حوالي المليون أرملة,
وهذه النسب كارثة وقنبلة فتاكة تهدد المجتمع العراقي أذا لم تضع الحلول الناجعة لتلافي أثارها المستقبلية.
ورغم كل هذا ظهرت على الساحة العراقية عدة منظمات نسوية ومنظمات مجتمع مدني كلها تدعي انها أسست لانصاف المرأة ومساواتها في الحقوق والواجبات,لكنها على أرض الواقع لم نسمع عن فعل حقيقي ينتشل المرأة من حالتها المزرية التي هي عليها الآن , لانها أسست من قبل عضوات مجلس النواب لغرض الاستفادة المادية من المنح والمساعدات المقدمة لهذه المنظمات. والنساء التي وصلت نسبتهن في مجلس النواب ومجالس المحافظات 25/ لم يطالبن بزيادة تمثيلهن القليل رغم هن الاغلبية في المجتمع العراقي ولم يتقدمن بمقتر ح او قانون يشرع لخدمة نظيراتهن من النساء.
وأنتشرت ظاهرة الاستغلال الجسدي للمرأة من خلال حيل شرعية مغلفة ببرقع ديني حاعلين منهن خدم في بيوت قادة الأحزاب الإسلامية المتنفذة وبدلا من توعيتهن وتطوير ثقافتهن الاجتماعية لنيل حقوقهن راحوا الى نشر ثقافة الحجاب والمرأة للبيت والفراش من خلال محاظرات دينية تحث على الزواج المبكر والشرعي(الصيغة).
من الذي الاولى بالدفاع عن حقوق المرأة ؟؟ الرجل الذي غالبا ما تطغى عليه صفة الانا والذكورية أم المرأة النائبة في البرلمان هي الأجدر بالدفاع عن مثيلاتها لانتزاع حقوقها
ماذا قدمن البرلمانيات العراقيات الى نظرائهن من النسوة؟.هل اقدمن على تشريع قانون جديد لصالح المرأة يمنع من اكراها على الزواج مثلا ؟ أو سن قانون يحرم أستخدام العنف ضد المرأة ؟لكن مع الاسف الشديد رأينا البرلمانيات يقدمن درسا جديدا للعنف المضاد ضد الرجل من خلال جلسة البرلمان العراقي الاخيرة المخصصة لقراءة مسودة الاتفاقية الامنية من خلال تصرف بعضهن الغير لائق جدا والبعيد كل البعد عن روح الديمقراطية الهادئة والمؤدبة بخصوص أمرأة تمثل النساء العراقيات؟؟ المرأة الواصلة الى مرحلة تمثيل نظيراتها وهكذا تتصرف فكيف بالمرأة الغير متعلمة , ففي هذه الحالة لا تلام عن أي تصرف مشين يبدر منها , ما دامت ممثلتها في البرلمان تعزف لحنا نشاز ..؟؟
هل فكرن البرلمانيات بسن قانون يشجع على الزواج بالارامل والمطلقات والعوانس من خلال تقديم منح مالية وتسهيلات مالية للرجل الذي يتزوج منهن, كما فعلها رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ؟؟
هل ساعدن البرلمانيات على انشاء مراكز ترفيهية للمرأة؟ هل أقدمت على فتح مراكز لمحو الامية أو تطويرية للمراة لغرض تشغيلهن في ورش عمل لتخفيف عن معانات الارامل ومساعدتهن ماديا لاعالة أطفالهن؟
هل عملن على تطوير الرعاية الصحية وبالأخص الحوامل منهن من خلال توفير الأدوية التي تحتاجها المرأة الحامل وخدمات ما بعد الولادة لها ولطفلها؟
هل عملن البرلمانيات على أقامة ندوات حوارية وثقافية مع الطرف الاخر (الرجل) لتبصير المجتمع بمدى مظلومية المرأة؟ لماذا لم تتمكن المراة العراقية مهما بلغت من العمر السفر لوحدها خارج القطر ألا بوجود محرم معها ومعتبريها قاصرة ولم تبلغ الرشد بعد ؟؟
لماذا لا يصار ألى انشاء دور للحضانة في دوائر الدولة ومؤسساتها لمساعدة المرأة على اداء واجبها الوظيفي على الوجه الافضل دون التفكير بمصير طفلها البعيد عنها ؟
المرأة الريفية العراقية لا زالت تعيش في القرون الوسطى من التخلف والمعانات من الأشغال الشاقة التي تكلف بها من قبل عائلتها كالرعي ونقل الماء والزراعة , وطواشات الحقول الزراعية وجامعات الملح في البراري وغيرها من الاعمال , وهي غارقة في الجهل والتخلف الفكري والثقافي وفريسة لكل الامراض المعدية والمستجدة , كونها محرومة من أبسط مقومات الحياة والخدمات الضرورية للمعيشة,
فهل شاهدت أم أستمعت في يوم من الأيام أحدى البرلمانيات الى هكذا نماذج ؟ماذا فدمن الى النساء المشردات والمهجرات والنازحات بسبب العنف الطائفي من مساعدات والاتي اتخذن من التسول وسيلة للعيش او الانحدار الى الرذيلة من شدة العوز المادي ....؟وأذا كانت نشاطات تذكر فهي مقتصرة في بغداد فقط ولغرض الدعاية وجني الاموال.........
الى متى نبقى فقط في الشعارات الزائفة( المرأة نصف المجتمع ومتساوية في الحقوق والواجبات) بدون تطبيق رغم انها أكثر من نصف المجتمع في عراقنا وهي التي تلد النصف الاخر بكل تأكيد ؟
الى متى تبقى المرأة في مجتمعنا تلد وترضع صغارها فقط وبدون تغيير حقيقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل