صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 05:23
المحور:
الادب والفن
25
..... .... ..... ....
تسمعُ همساتِ البلابلِ
انسدلَ شعرُهَا القمحيُّ على كتفيها
مسترخياً على نهديها العاجيين
ترنو إليها الزُّهورُ
نكهةُ النَّارنجِ
تفوحُ من أهدابِهَا
من ضفائرِهَا المجبولةٌ بالقمحِ
وجهٌ ساطعٌ بالطِّينِ
من لونِ الكبرياءِ
من لونِ الشُّموخِ
تخترقُ الموتَ
من خلالِ عشقِ الحياةِ
لا ترغبُ أن تكونَ
إلا من لونِ الأرضِ
سنابلٌ تنبتُ حولَ جيدِها
تنافسُ عروسَ البحرِ
تنامُ فوقَ عشبِ الغاباتِ
امتزجَتْ معَ رحيقِ المروجِ
ترتمي بين أحضانِ الغسقِ
قبل أن يودّعَ الكونِ
بلابلُ الرُّوحِ تغنّي
رشّحتْها الزُّهورُ
عروسَ البساتينِ
تعبرُ أحلامَ الصَّباحِ
تغفو على أريكةِ الشُّوقِ
تصحو على إيقاعِ أنغامِ الهداهدِ
تبدِّدُ ضجرَ المكانِ
يهربُ الحزنُ
من وجنتيها
عابراً شقوقَ اللَّيلِ
البحرُ صديقُهَا
لن تغلقَ الأسفارَ
ولا بوّاباتِ المودّةِ
تأملُ أثمنَ المحارِ
تريدُ أنْ تعبرَ صحارى العمرِ
بعدها أرضَ النَّجاةِ
رذاذاتُ ثلجٍ هذه
أم رذاذاتُ فرحٍ
هاطلة من حنينِ السَّماءِ
فوقَ أجنحةِ العذارى
تروي عطشَ العاشقة
وجهٌ يتأمّل الآتي
صرخةٌ تنادي
جبالٌ ملوَّنة بخصوبةِ العمرِ
.... .... ... ... ... ... .....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟